كشفت وثيقة مسربة عن محضر اللقاء في بغداد، والذي جمع بين وزيري الخارجية العراقي هوشيار زيباري والسوري وليد المعلم، والمؤرخ في مايو/ أيار 2013، عن اتفاق الطرفين على بيان يؤكد الحل السلمي في الأزمة السورية، كما بحثا نتائج مؤتمر أصدقاء سوريا الذي عقد في العاصمة الأردنية عمان بحضور أحد عشر وزيرا.
واعتبر زيباري أن موافقة الولايات المتحدة على عقد مؤتمر جنيف -2 يعد تحولا مهما، بالإشارة إلى الأجواء التي سبقته من تحفز أميركي لشن ضربة عسكرية على سوريا، بعد تكشف الهجوم الكيماوي على الغوطتين الشرقية والغربية في 21 أغسطس/ آب العام الماضي.
وشدد وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أيضا، على الحل السياسي، مُبديا أمام مضيفه رفضه للحل العسكري، لكنه تمسك بشرط أن يكون الحل ناجم عن توافق بين السوريين وليس شيئا آخر.
وتعهد المعلم أمام زيباري بعدم الانسحاب من مؤتمر جنيف -2، معللا ذلك بأن الموقف العسكري أصبح مريحا بالنسبة للنظام السوري.
جاء كلام المعلم، ردا على توضيحات زيباري بأن النقاشات كانت تدور حول مطلب المعارضة الذهاب إلى جنيف -2 وفق شروط مسبقة، وألا يكون للرئيس بشار الأسد أي دور في المرحلة الانتقالية. ولفت زيباري أن دولا أوروبية ضغطت من أجل أن تذهب المعارضة إلى جنيف بكل الأحوال وعدم وضع شروط، مسميا منها هولندا والسويد، وأضاف أن "السعودية لم يكن لديها موقف متشدد في المسألة، في حين وقفت قطر وراء فكرة ضرورة وضع شروط وضمانات مسبقة، قبل ان تسحب مطلبها هذا من المداولات.
وبشأن تداعيات الموقف في سوريا على البنان، قال المعلم أن المتحكم في الوضع هناك السعودية وقطر وأن أمين عام حزب الله حسن نصر لا يريد التصعيد، وان لا أحد في لبنان يريد الانجرار إلى حرب أهلية.
ولدى سؤال المعلم عن التباين بين السعودية وقطر بشأن الثورة السورية، أجاب أن الخلافات ليست بين الرياض والدوحة، وانما بين الجهات التي يدعمانها على الأرض.
ونصح زيباري الوزير المعلم بالانفتاح على الجزائر والسودان وسلطنة عمان، وهو ما لقي ترحيبا من الجانب السوري شريطة أن يكونوا جاهزين لاستقبال وفود حكومية سورية.