المعسكر 7 في غوانتانامو: غموض الزنزانات الانفرادية

26 ابريل 2014
يضمّ المعسكر رقم 7 حوالى 15 سجيناً "مهماً" (Getty)
+ الخط -
لا تزال معسكرات معتقل غوانتانامو، التي نشأت العام 2002، لغزاً لكثيرين، نظراَ للغموض المحيط بها، وكثرة الفصائح التي كَشفت عن ممارسات وانتهاكات، يتعرّض لها السجناء بداخله.
يقع معتقل غوانتانامو أقصى جنوب شرق كوبا، ولا ينطبق عليه أي من قوانين حقوق الإنسان، إلى الحد الذي جعل "منظمة العفو الدولية"، تعتبره ممثلاً لـ"همجية هذا العصر".
وكشفت وكالة "فرانس برس" الستار عن المعسكر رقم 7، المحاط بهالة من الإجراءات الأمنية المشددة.
وعلى الرغم من أن الجميع أقر بوجود المعسكر رقم 7، والذي يضم 15 معتقلاً يعتبرون "على درجة كبيرة من الأهمية"، ومنهم المتهمون بأحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، غير أن لا أحد يتحدث عنه، هكذا أكدت مساعدة قائد القوة العسكرية للتحالف التي تدير سجون غوانتانامو، ماريون غارسيا، "لن أتحدث عن المعسكر 7". وأضافت "كل ما أستطيع قوله، أن غيرنا يديره، ونحن نفعل بالتحديد ما نؤمر بفعله". وأردفت "لا يوجد شيء سري حقاً، والأكيد أن المؤسسة تدار بشكل جيد وفخورة بذلك".
ولا يؤتى على ذكر المعسكر في برامج زيارات الصحافيين، كما لا يُشار اليه حتى في أي ملف. ولخّص المتحدث باسم السجون، جون فيلوسترات، الوضع بقوله "ليس سراً، إنه موجود. وما يصنف سرياً هو موقعه، وكافة العمليات المتعلقة به".
لا يحق للمحامين الثلاثة، الذين زاروه عملياً، الافصاح عن أي شيء عما رأوه فيه، ومنهم المحامية، سوزان لاشوليه، التي زارت المعسكر في أكتوبر/تشربن الأول 2008، مع زميلها، ريتشارد فيديريكو، في "شاحنة بدون نوافذ"، خلال رحلة استغرقت "20 إلى 25 دقيقة بهدف تضليلهما". وروت لـ"فرانس برس"، "لم أستطع رؤية شيء، ولم أشاهد البنية العامة للسجن". وتساءلت "من يديره؟"، وقالت "لا شيء يبرر مثل هذه التدابير الأمنية، الا اذا كانت الحكومة تخفي أمراً ما".

وفي 15 أغسطس/آب 2013، زار المحامي جاي كونيل، موكله المتهم باعتداءات 11 سبتمبر/أيلول، علي عبد العزيز علي، في حافلة صغيرة "سُدّت منافذها". وأوضح لـ"فرانس برس"، أنه "بعد زيارة استمرت 12 ساعة، داخل المعسكر بأمر من القاضي العسكري، يظهر أن كل شيء معدّ للعيش في عزلة تامة، كل معتقل قابع في زنزانة. يأكلون في زنزاناتهم، لا يوجد مكان مشترك، لم أر مطلقاً عزلة كهذه في سجون أخرى".

وأفادت مصادر للوكالة الفرنسية بأن المعسكر يضم نحو 15 معتقلاً، يعتبرون على "درجة كبيرة من الأهمية" بالنسبة للمعلومات الاستخباراتية، التي يمكن أن يعطوها أو قد أعطوها، وذلك أثناء عمليات استجواب تحت التعذيب في سجون سرية، تابعة لوكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي ايه).
وبين هؤلاء الباكستاني، خالد شيخ محمد، مدبر اعتداءات 11 سبتمبر/أيلول، والذي أُخضع 183 مرة لعمليات ايهام بالغرق قبل نقله إلى غوانتانامو.

لكن هناك أيضا شركاءه الأربعة المتهمين معه، وبينهم اليمني رمزي بن الشيبة، الذي اشتكى أخيراً للقاضي العسكري، من الضرب ليلاً على جدران زنزانته متهماً حراسه، بتعمد احداث ضجة لحرمانه من النوم.

كما يسجن في المعسكر السعودي عبد الرحيم الناشري الدماغ، المدبر المفترض للاعتداء على السفينة الأميركية "يو اس اس كول"، وأيضا أبو زبيدة، المشتبه بأنه كان الذراع الأيمن، للزعيم السابق لتنظيم "القاعدة"، أسامة بن لادن.
وتكشف الوكالة، نقلاً عن ملم بشؤون معتقل غوانتانامو، طلب عدم ذكر اسمه، عن أنه ونظراً لماضي المعتقلين، فان المعتقل يمكن أن يكون تحت إدارة "سي آيه ايه"، وليس قوة التحالف التي تدير المعسكرات الأخرى في غوانتانامو.

من جهته، اعتبر قائد المنطقة الجنوبية المشرف على غوانتانامو، جون كيلي، أثناء جلسة استماع أمام الكونغرس، أن المعسكر رقم 7، بحاجة لإبداله، بسجن يُبنى لفترة مؤقتة، معللاً ذلك بأنه "يفتقر أكثر فأكثر للشروط الصحية بسبب مشاكل تصريف مياه وأساسات".

المساهمون