المعسكر المقرب لإيران بالعراق ينتقد التدخل الأميركي بتشكيل الحكومة

في هجوم هو الأول من نوعه منذ انطلاق مفاوضات تشكيل الحكومة العراقية بنسختها السادسة عقب انتخابات مثيرة للجدل بسبب الطعون المقدمة بشأن نزاهتها، قال زعماء سياسيون عراقيون مقربون من إيران إن الولايات المتحدة تتدخل بشكل مباشر في تشكيل الحكومة، محذرين من السكوت عن ذلك.

وعقد "تحالف الفتح"، الممثل لمليشيا "الحشد الشعبي"، اجتماعا مفاجئا لجميع قادته واقتصرت الدعوة إليه على وسائل إعلام عراقية وإيرانية ولبنانية مقربة منه فقط، في مقر منظمة بدر، بحي الكرادة، شرقي بغداد، صباح اليوم الثلاثاء، واستمر لعدة ساعات.

وقال زعيم "مليشيا بدر"، هادي العامري، خلال الاجتماع، بحسب ما نقلته وسائل إعلام عراقية، إن "هناك تقدما في مفاوضاتنا لتشكيل الكتلة الكبرى، وندعو الجميع إلى الحوار من أجل تشكيل الكتلة الكبرى".

وأضاف "يجب أن تكون لنا الغيرة العراقية في اختيار الشخصيات السياسية"، متسائلا: "لماذا نعتمد على التدخل الخارجي؟ لا خير في الحكومة القادمة إذا كان بها تدخل أجنبي".

وبشأن لقائه مع السياسي العراقي خميس الخنجر، قال العامري: "إذا كانت على خميس الخنجر ملاحظات سلبية، لماذا سمح له القضاء بالمشاركة في الانتخابات؟"، وأضاف "القضاء والحكومة سمحوا لخميس الخنجر بالمشاركة في الانتخابات".

وتابع: "سنبقى مستمرين باستقطاب الجميع، ونأسف لما أثير حول تدخلنا لسحب الحشد الشعبي من مناطق ومدن محررة، وهو لعب سياسي، ونأسف أن يدخل رئيس الحكومة حيدر العبادي في لعبة سياسية بهذا الاتجاه".

وأضاف: "الشعب العراقي لا يفكر بالكتلة الكبرى أو الصغرى، بل يريد أناسا وطنيين"، مشيرا إلى أن "الكتلة الكبرى هي التي تحظى بتوقيع كافة النواب، وهذا البرلمان يختلف عن السابق لأن فيه تحديا كبيرا، وفي هذه المرحلة هناك تحد آخر وهو أن الحكومة الجديدة يجب عليها أن تقدم الخدمات للمواطنين".

وأشار إلى أنّه "لا خير في الحكومة القادمة إذا كان للتدخل الأجنبي يد فيها"، مشددا "يجب أن تكون لنا الغيرة في اختيار الشخصيات السياسية، فلماذا نعتمد على التدخل الخارجي؟".

من جهته، قال زعيم "مليشيا العصائب"، والقيادي بتحالف الفتح قيس الخزعلي، خلال الاجتماع، إنّ "مبعوث الرئيس الأميركي بريت ماكغورك سيصل اليوم إلى العاصمة بغداد قادما من أربيل ومعه وفد أميركي للضغط على بعض الأطراف بشأن تشكيل الحكومة"، مبينا أنّ "أميركا تتدخل في مفاوضات تشكيل الحكومة بشكل سافر، وأحيانا تفرض حتى الشخصيات".

وأضاف أنّه "في حال استمرت السفارة الأميركية بالتدخل في الشؤون العراقية، فإننا لن نسكت على ذلك، ولن نسمح بهذا التدخل".

وبشأن الكتلة الكبرى، قال الخزعلي: "تحالف الفتح وحلفاؤه يمتلكون الأعداد الكافية لتشكيل الكتلة الكبرى والإعلان عنها".

يأتي ذلك في وقت كشفت فيه مصادر سياسية عن تقارب بين معسكر العبادي – الصدر والكرد، والتوصل إلى تفاهمات كبيرة بشأن تشكيل الكتلة الكبرى.