إنها المرّة الأولى التي يحظى بها فيلم فنّي، بدخولٍ فريدٍ إلى عالم مزادات الأعمال الفنّية. هذه حال فيلم "المعبر" (2001) للفنّانة الإيرانية شيرين نشأت، التي تحلّ مجموعةٌ من أعمالها ضيفةً حتّى الخامس عشر من شهر فبراير/شباط المقبل في المتحف العربي للفنّ الحديث في الدوحة.
تسمُ الأضداد والتناقضات الصارخة أعمال نشأت التي تتعرّض للمديح بقدر ما تتعرّض للانتقاد. ومنذ المشهد الأوّل في الفيلم، تشدّ شيرين نشأت المشاهد إلى عالم الألم والوحدة والفراق. إذ نرى امرأة متكوّرةً على السرير في غرفةٍ ذات جدران مزينة بالرسوم. ثم نراها متكوّرة على الأرض تخفي وجهها، وبعد ذلك تكون المرأة واقفةً ونظرة مترعة بالحزن تعلو محيّاها. سيتناوب هذا المسار مع مسارين آخرين: رجالٌ متشّحون بالسواد يحملون نعشًا، ونساءٌ متّشحات أيضَا بالسواد يؤلّفن بأجسادهن دائرة؛ يحفرن بأيديهن رمل الصحراء. وبين مشهد وآخر ثمّة طفلة تديرُ ظهرها باستمرار للكاميرا، وتبدو مرّة مستندة إلى جدارٍ حجري يشبه نصبًا تذكاريًا. ويلوح مشهدٌ لرجل يرتدي ملابس عادية، وامرأة ترتدي التشادور الإيراني، يسيران باتجاه بعضهما، لكنّهما يفترقان تمامًا قبل نقطة اللقاء. مجموعةٌ قويةٌ من التناقضات تطفو على سطح الفيلم ؛ الحياة/ الموت، الغرفة الأليفة/ الصحراء الواسعة، النار/ الماء.
وعلى الشاشة، تظهر طوال الفيلم كلمات مقتطفة من قصيدة الشاعر والفيلسوف الإنكليزي صامويل تايلور كولرديج: "ألم النوم". وتتكفّل القصيدة بالربط بين مسارات الفيلم الثلاثة: "صليتُ الليلة الماضية بصوتٍ عالٍ / في غضبٍ وعذابٍ. / بدءًا من ذلك الزحام الشيطاني للأشكال والأفكار التي تعذّبني / ضوءٌ متوّهج وحشدٌ متدفّق / وشعور بالذنب الذي لا يُحتمل / وإذا بالذين احتقرتهم، هم فقط الأقوياء! / تعطشٌ للانتقام وعزيمةٌ واهنة. / ما زلتُ مشوشًا وما زلت أحترق. / رغبةٌ ممزوجةٌ بالاشمئزاز بشكلٍ غريب / مع بقاء الأشياء المتوحشة والبغيضة ثابتة. / مشاعر رائعة وشجارٌ يدفع إلى الجنون! / والعار والرعب في كلّ مكان! / أفعال كانَ يجب أن تخبأ ولم تخبأ / مشوّشة جميعها بحيث لم أعرف منها شيء / هل عانيت وهل فعلت: / لأن كلّ شيء يبدو ذنباً، ندمًا أو ويلًا / الندم والويل هو ذاته لي ولغيري / الخوف الذي يخنق الحياة والعار الذي يخنق الروح".
إنها طقوس جنائزية جماعية، إذ إن نشأت تتناول بطريقةٍ مخصوصةٍ أثر الحرب الإيرانية العراقية التي دامت مدّة ثمانية أعوام في حياة المجتمع الإيراني.
وعلى الشاشة، تظهر طوال الفيلم كلمات مقتطفة من قصيدة الشاعر والفيلسوف الإنكليزي صامويل تايلور كولرديج: "ألم النوم". وتتكفّل القصيدة بالربط بين مسارات الفيلم الثلاثة: "صليتُ الليلة الماضية بصوتٍ عالٍ / في غضبٍ وعذابٍ. / بدءًا من ذلك الزحام الشيطاني للأشكال والأفكار التي تعذّبني / ضوءٌ متوّهج وحشدٌ متدفّق / وشعور بالذنب الذي لا يُحتمل / وإذا بالذين احتقرتهم، هم فقط الأقوياء! / تعطشٌ للانتقام وعزيمةٌ واهنة. / ما زلتُ مشوشًا وما زلت أحترق. / رغبةٌ ممزوجةٌ بالاشمئزاز بشكلٍ غريب / مع بقاء الأشياء المتوحشة والبغيضة ثابتة. / مشاعر رائعة وشجارٌ يدفع إلى الجنون! / والعار والرعب في كلّ مكان! / أفعال كانَ يجب أن تخبأ ولم تخبأ / مشوّشة جميعها بحيث لم أعرف منها شيء / هل عانيت وهل فعلت: / لأن كلّ شيء يبدو ذنباً، ندمًا أو ويلًا / الندم والويل هو ذاته لي ولغيري / الخوف الذي يخنق الحياة والعار الذي يخنق الروح".
إنها طقوس جنائزية جماعية، إذ إن نشأت تتناول بطريقةٍ مخصوصةٍ أثر الحرب الإيرانية العراقية التي دامت مدّة ثمانية أعوام في حياة المجتمع الإيراني.