قُتل خمسة عناصر تابعين لقوات النظام السوري، بينهم عميد وعقيد، وأصيب العشرات، جراء محاولات جديدة لاقتحام حي المنشية في درعا البلد، بالتزامن مع شن الطيران الحربي السوري والروسي حملة قصف عنيفة على مجمل مناطق ريف حماة الشمالي، التي تشهد منذ أيام تقدما لقوات المعارضة.
وقال الناشط الإعلامي أحمد المسالمة، لـ"العربي الجديد"، إن "قوات الجيش الحر أوقعت قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام بعد استهداف أماكن تواجدها في الجهة الغربية للحديقة الإرشادية داخل حي المنشية في درعا البلد بقذائف مدفع جهنم".
وبيّن المسالمة أن جميع محاولات النظام لاقتحام مناطق سيطرة المعارضة في حي المنشية فشلت حتى الآن، إذ تدور، منذ مساء أمس، معارك طاحنة دون أي تغيّر في خريطة السيطرة.
وكانت قوات النظام قد تكبّدت خسائر فادحة خلال الفترة المنصرمة، إثر محاولاتها المستمرّة للتقدم داخل حي المنشية، الذي سيطرت عليه قوات المعارضة مع انطلاق معركة "الموت ولا المذلّة".
وأوضح الناشط ذاته أنه، ومنذ مساء أمس، تعرّضت الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة في درعا البلد لقصفٍ بـ16 برميلاً متفجّراً و22 غارة للطيران الحربي، و23 صاروخاً ثقيلاً من نوع "فيل"، إضافةً إلى استمرار القصف بالمدفعية والرشاشات الثقيلة على الحي.
كما يشن الطيران الحربي السوري والروسي حملة قصف عنيفة على مجمل مناطق ريف حماة الشمالي، التي تشهد منذ أيام تقدما لقوات المعارضة على حساب قوات النظام.
واستهدفت الغارات، صباح اليوم مجددا، مدينة اللطامنة في ريف حماة الشمالي ببراميل متفجرة تحوي غاز الكلور السام.
وقال الإعلامي محمود السميح، لـ"العربي الجديد"، إن الطائرات الروسية قصفت أيضا مدينة حلفايا وبلدة خطاب بعدة غارات مستخدمة قنابل فوسفورية، فضلا عن استهداف مناطق الاشتباك بين مقاتلي الفصائل وقوات النظام، مشيرا إلى أن الغارات طاولت أطراف مدينة محردة ذات الغالبية المسيحية بغارتين بالصواريخ العنقودية، وذلك في إطار هجمات معاكسة تقوم بها قوات النظام لاسترجاع ما خسرته في الأيام الماضية أمام المعارضة.
وأكد السميح أن مقاتلي المعارضة تمكنوا من صد الهجمات، فيما استهدفت طائرات حربية، يرجح أنها تابعة للنظام، مدينة صوران وبلدة معردس وقرية الحجامة في حماة، إضافة إلى مدينة طيبة الإمام، التي ألقيت عليها قنابل عنقودية، وتعرضت بلدة كفرزيتا بدورها لعدة غارات بالصواريخ الفراغية.
وكان الطيران المروحي قصف، الليلة الماضية، مشفى اللطامنة الجراحي بالبراميل التي تحتوي غاز الكلور السام، ما أدى إلى مقتل أحد الجرحى والطبيب علي الدرويش، إضافة إلى إصابة عدد من العاملين في المشفى، الذين تم نقلهم للعلاج في مشفى باب الهوى.
وأعلنت مديرية صحة حماة خروج مشفى اللطامنة الجراحي عن الخدمة بشكل كامل، جراء قصف طيران النظام، وذلك بعد خروج ثلاثة مشافٍ تابعة لها عن الخدمة خلال أقل من شهر.
وجاء في بيان نشرته المديرية على حسابها في موقع "فيسبوك"، أن الكادر الطبي أُسعف إلى المشافي القريبة، عقب علاج الحالات المتوسطة، وأرسلت خمس حالات خطيرة إلى العناية المشددة في مشفى باب الهوى.
وكانت مديرية صحة حماة أكدت، مطلع مارس/آذار الجاري، خروج المشفى التخصصي في مدينة كفرزيتا عن الخدمة جراء قصف جوي يرجح أنه لطائرات النظام الحربية، وأخرى مروحية.
وفي العاصمة دمشق، تجددت الاشتباكات بين قوات النظام وفصائل المعارضة على محاور حي جوبر، بالترافق مع قصف لقوات النظام على مناطق الاشتباك ومنطقة تشرين بالأطراف الشرقية للعاصمة، بعدد من صواريخ أرض – أرض.
واستهدفت الطائرات الحربية حي القابون بـ4 صواريخ أرض – أرض، ما تسبب بدمار كبير في الأبنية السكنية، كما تعرض حي جوبر إلى قصف عنيف بالطائرات ومدفعية النظام المتمركزة في جبل قاسيون، ما أوقع جرحى في صفوف المدنيين.
كما شنت طائرات النظام غارات على مدينتي عربين وزملكا بالغوطة الشرقية، ما أوقع جرحى بين المدنيين.
إلى ذلك، وثق الدفاع المدني في ريف دمشق مقتل 63 مدنياً وجرح 214 آخرين، بينهم نساء وأطفال ومتطوعون في فرقه، جراء قصف النظام على مدن وبلدات منطقة الغوطة الشرقية، خلال الأيام السبعة الماضية.
وقال الدفاع المدني، في بيان نشره على صفحته في "فيسبوك"، إن قوات النظام بدأت بتصعيد حملتها على المنطقة منذ الأحد الماضي، مستخدمةً الطائرات الحربية والصواريخ شديدة الانفجار، وقذائف المدفعية، ما أدى لدمار واسع واندلاع حرائق.