وأبدت هذه الأحزاب موقفها، عقب ما تردّد عن قرب إطلاق مبادرة للمصالحة، خلال الفترة المقبلة، مؤكدة أنّه "لا مصالحة من دون عودة الشرعيّة، والاقتصاص للشهداء، والإفراج الفوري عن المعتقلين كافة".
ونفى المتحدث باسم حزب "الأصالة"، حاتم أبو زيد، الأنباء التي أشيعت عن "استلام التحالف مبادرة للمصالحة، أو أن تكون أية جهة قد عرضت عليه الموضوع"، مشيراً إلى أنّ الحزب يرفض أي حديث عن مصالحة ما لم تتضمن عودة الشرعيّة.
وقال أبوزيد، في حديث مع "العربي الجديد"، إنّ "الحزب والتحالف لم يعملا لهدف ما أو رغبة في الحصول على مكاسب سياسية مطلقاً، وإنما الهدف أوسع من ذلك، وهو إنهاء الانقلاب العسكري". وتابع: "لدى الحزب قناعة بعدم قبول أيةّ حلول للأزمة، إلاّ إذا كانت قائمة على الاقتصاص من القتلة وعودة الشرعية والإفراج عن المعتقلين فوراً".
وشدّد المتحدث باسم حزب "الأصالة" على أنّ "النظام الحالي لا يريد عقد مصالحة حقيقية، وإنما فرض شروط إذعان، الأمر الذي لن يقبله التيّار الإسلامي".
واتخذت "الجبهة السلفية"، أحد مكونات التحالف الوطني لدعم الشرعية، الموقف ذاته، معتبرةً أن الحديث عن مصالحة لا تتضمّن الأهداف الرئيسية للتحالف، يُعدّ "خيانة" لدماء الشهداء، وفق أحد قيادات الجبهة.
وقال المتحدث الإعلامي باسم الجبهة، هشام كمال، إنّ "الجبهة حسمت موقفها منذ فترة طويلة، بعدم قبول مبادرات والحديث عن المصالحة، لأن هدفها ترويض التيار الإسلامي وتمكّن النظام القائم من الحكم".
وأوضح كمال، في حديث مع"العربي الجديد"، أنّه "قبل كل خطوة من خطوات خارطة الطريق المزعومة، عقب الإطاحة بمرسي، يخرج علينا مَن يتحدّث عن مصالحة، لأنه يريد تمرير بعض الأمور، وبعدها تكون هناك حملة ضد قادة وأبناء التيار الإسلامي، سواء باعتقالات أو قتل الشباب في التظاهرات".
وشدّد على أنّ "أي حديث عن مصالحة، ما لم يكن محل تقدير لمطالب التحالف والتيار الإسلامي، لن يكتب له النجاح لعدم القبول به، وأبرز مثال على ذلك مبادرة (نافعة) التي طرحها بعد موافقة العسكر، ثم تملص الطرف الأخير منها".
من جانبه، اعتبر القيادي في حزب الوطن "السلفي"، أحمد بديع، أنّ "المصالحة مع النظام لا يمكن أن تتمّ إلاّ عقب تسوية الخلافات بين كافة التيارات أولاً، وعودة العسكر إلى ثكناتهم مرة أخرى، وعدم تدخّلهم في الحياة السياسية في مصر".
وبخلاف موقف الأحزاب المعارضة، قال بديع إن "حزب الوطن يرحّب بأية مبادرة أو مصالحة تحقّق مطالب القوى السياسية كافة، وتكون جامعة لجميع التيارات السياسية والقوى الشبابية لاستعادة خط ثورة 25 يناير".
كذلك، رحّب حزب "البناء والتنمية"، المنبثق عن الجماعة الإسلاميّة، بأية مصالحة لحل الأزمة، ولكن من دون الإجحاف وفرض شروط الإذعان على مستقبل التيار الإسلامي. وقال المتحدث باسم الحزب، أحمد الإسكندراني، إن "الحزب منذ بدء الأزمة، يحاول طرح مبادرات للحلّ، على قاعدة تلبية مطالب المؤيدين والمعارضين كافة، وهو ما لم يتحقّق حتى الآن".
وشدّد الإسكندراني، لـ "العربي الجديد"، على أن "الحديث عن أية مبادرة من دون الإفراج عن المعتقلين والشّباب، وتقديم القتلة إلى محاكمات عادلة، لا يمكنه تفعيل أيةّ مصالحة".