وقال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات، رياض نعسان آغا، رداً على تصريحات لافروف، إن "روسيا تعترف الآن بحقيقة موقفها، وكونها لا تحارب الإرهاب، وإنما تحارب الشعب والثوار والمعارضة الوطنية".
كما أعرب نعسان آغا في تصريحات لـ"العربي الجديد" عن قناعته بأن "روسيا التي كانت تقدم نفسها وسيطا للحل السياسي، باتت بعد تصريحات لافروف تغلق باب الأمل بحل سياسي وتؤكد أنها مع الحسم العسكري فقط"، مشيراً إلى أن "هذا يعني أن روسيا تتوعد بمزيد من المجازر والتدمير"، واتهم نعسان آغا روسيا بـ"تعطيل قرارات دولية ذات صلة بالقضية السورية"، معتبراً بأن "مجلس الأمن كله مُعطل بشهادة أعضائه الكبار بسبب الفيتو الروسي".
وجاء هذا بعد أن أجهضت روسيا والصين، أمس الإثنين، مشروع القرار الذي قدّمه أعضاء في مجلس الأمن الدولي بشأن حلب، والذي يدعو إلى وقف القتال في المدينة، وإعلان هدنة لا تقلّ مدّتها عن سبعة أيام، قابلة للتجديد.
واستخدمت روسيا حقها في النقض ست مرات منذ بدء الثورة السورية على نظام الأسد في آذار/ مارس من عام 2011، مجهضة مشروعات قرارات كانت تهدف إلى وضع حد للمأساة السورية وتمهيد الأرضية للتوصل لتسوية سياسية، وتصر موسكو على أنها يجب ألّا تفضي إلى إزاحة بشار الأسد عن السلطة وهو ما أفشل جهود المجتمع الدولي، ودفع موفدين أمميين إلى سورية للاستقالة، وهو ما يهدد بنسف جهود الموفد الدولي الحالي ستيفان دي ميستورا.
وأعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك عقده اليوم مع الأمين العام لمجلس أوروبا، ثوربيورن ياغلاند، في موسكو، فشل مبادرة نظيره الأميركي، جون كيري، حول تسوية الأزمة في حلب، مشيراً إلى أن "واشنطن أبلغت موسكو بسحب اقتراحاتها السابقة بشأن حلب، وبعدم إمكانية بدء المشاورات بهذا الشأن يوم الأربعاء".
وكان كيري قد قدم مقترحات وجدها الجانب الروسي تتوافق مع رؤيته حيال حل في حلب تتضمن انسحابا للمعارضة السورية من شرقي المدينة، ونقلت وسائل إعلام روسية عن لافروف قوله إنه "لا يفهم مَن يتخذ القرارات في واشنطن"، مشيراً إلى أن هناك، على ما يبدو قوى تسعى إلى الإساءة لشخصية جون كيري.