أعلنت فصائل المعارضة السورية، في ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، تشكيل "القيادة الموحّدة في المنطقة الوسطى"، رداً على تهديدات النظام وروسيا، بشأن تسليم المنطقتين، والدخول بتسويات مع النظام، على غرار الغوطة الشرقية بريف دمشق.
وقالت الفصائل، في بيان مصور مشترك، مساء الثلاثاء، إنّ الخطوة التي جاءت بعد اجتماعات مكثفة، "تهدف إلى جمع الكلمة وتوحيد القرار السياسي والعسكري، وتغيير الأسلوب في العمل، على أن تكون القيادة المعلن عنها الممثل العسكري الوحيد للريفين المحررين".
وأوضحت أنّ القيادة الجديدة "تضمّ كلاً من: الفيلق الرابع – فيلق الشام قطاع حمص – جيش التوحيد – جيش حمص – حركة تحريرِ الوطن قطاع حمص – غرفة عمليات الرستن – غرفة عمليات الحولة – غرفة عمليات ريف حماة الجنوبي – غرفة عمليات المنطقة الجنوبية الغربية – غرفة عمليات المنطقة الشرقية".
وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجيد"، إنهّ تم تعيين العقيد إبراهيم بكار أبو خليل، وهو من الحولة في حمص، قائدًا للقيادة الوسطى.
ويأتي تشكيل القيادة الموحدة في المنطقة الوسطى، مع تصاعد الحديث عن مفاوضات بين لجان مدنيّة والنظام السوري، بشأن مصير هذه المنطقة، وتهديدات باجتياحها عسكرياً في حال لم تخضع لشروط النظام بعقد مصالحة معه، تنتهي بتسليم المقاتلين سلاحهم للنظام، واستلامه المنطقة بالكامل.
وأوضحت مصادر المعارضة، لـ"العربي الجديد"، أنّ هذه الخطوة "جاءت بعد عدّة اجتماعات بين المكونات الفاعلة في المنطقة، بغية إحداث تغيير جذري في أسلوب العمل، انطلاقاً من الوعي والحسّ بالمسؤولية تجاه متغيرات الثورة السوريّة، وإيماناً بضرورة جمع الكلمة وتوحيد القرارِ العسكري والسياسي".
وتشهد منطقة شمال حمص وجنوب حماة وسط سورية، توتراً وحالة من الترّقب والخوف، بعد التهديدات الروسيّة، قبل أيام، والتي وضعت فصائل المنطقة أمام ثلاثة خيارات: التهجير القسري، أو شنّ حملة عسكرية، أو المصالحة الوطنية، وتسوية أوضاع المطلوبين مع النظام وتشكيل لجان شعبيّة، وسط إشاعات يبثها الموالون للنظام، حول توقيع اتفاق تسوية للمنطقة، وفتح الطريق الدولي بين حمص وحماة.
في هذا الإطار، قالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إنّ "النظام يساوم مفاوضي المعارضة على فتح طريق دمشق- حماة الدولي، المار من المنطقة، مقابل تحييدها عن العمليات العسكرية في هذه المرحلة".
وبينما تجري مفاوضات في فندق "السفير" بمدينة حمص، بين وفد من مدينة تلبيسة وممثلي النظام السوري، تقول مصادر المعارضة، إنّ النظام وروسيا يحاولان الالتفاف على لجنة المفاوضات المعتمدة من قبل الفصائل العسكرية والتشكيلات المدنية في المنطقة، بعد رفضها التخلّي عن عدة شروط، على رأسها الإفراج عن المعتقلين.
وأكدت المصادر، أنّ روسيا تتفاوض مع أطراف "غير شرعيين" أو مخوّلين بعملية التفاوض في ريفي حمص وحماة، ما أثار انقسامات وشائعات في المنطقة.
في غضون ذلك، وفيما استهدفت قوات النظام السوري، اليوم الأربعاء، بالرشاشات الثقيلة، مدينة الرستن في حمص، من مواقعها في كتيبة الهندسة، أعلنت أنّها دخلت إلى بعض المناطق في ريف حماة الجنوبي، وعقدت معها "مصالحات وطنية".
وقال عمر رحمون ممثل اتفاق النظام في حلب، في تغريدة على حسابه في "تويتر"، إنّ "عشر قرى في منطقة الرستن، عقدت صلحاً مع الدولة السورية وفتحت أبوابها للجيش السوري".
غير أنّ مصادر محلية، أفادت بأنّ قوات النظام دخلت إلى بلدات تقسيس وزور والعمارة والمشداح والجمقلية وجور الجمقلية وجور أبو دردة، التي تعتبر بالأصل إما ساقطة عسكرياً، أو هي تحت سيطرة النظام، وخارج نطاق ريف حمص الشمالي لحمص، حيث قامت بتثبيت حواجز فيها.
وأوضحت المصادر، أنّ هذه القرى تُعتبر ساقطة عسكرياً، كونها تطل على جبل تقسيس الذي يخضع لسيطرة قوات النظام، ولم تكن تضم مقاتلين من فصائل المعارضة.
من جهة أخرى، أعلنت كل من "جبهة تحرير سورية"، و"ألوية صقور الشام"، الموافقة على مبادرة "اتحاد المبادرات الشعبية" وجاهزيتها الفورية لوقف القتال في الشمال السوري، مع "هيئة تحرير الشام".
وأوضح بيان مشترك، أنّ "جبهة تحرير سورية"، أعلنت جاهزيتها الفورية لوقف القتال، شرط التزام الطرف الآخر بذلك، ورحّبت باستضافة الوفد الممثل للمبادرة، مشيرة إلى أنهّا تسعى بكل السبل المتاحة لإيقاف القتال.
وكانت مجموعة من الشرعيين واللجان الشعبية، أعلنت، أمس الثلاثاء، في بيان، تشكيل "اتحاد المبادرات الشعبية" بهدف وقف الاقتتال الجاري بين "هيئة تحرير الشام" من جهة، وجبهة "تحرير سورية" و"ألوية صقور الشام" من جهة أخرى في منطقة إدلب، شمالي سورية.
على صعيد آخر، أعلن حسام ياسين القائد العام لـ"الجبهة الشامية"، التابعة لـ"الجيش السوري الحر"، استقالته من منصبه.
وقال بيان لـ"مجلس الشورى" في الجبهة، أمس الثلاثاء، إنّ المجلس وافق على استقالة ياسين، دون ذكر أسباب الاستقالة.
وكان عشرات المقاتلين المفصولين من الفصيل، على خلفية "تصرفاتهم المسيئة" في مدينة عفرين شمالي سورية، هاجموا مقر قيادة الجبهة، مبدين استياءهم من تصرفات ياسين، وقالوا حينها إنّه جرى فصلهم بطريقة تعسفية، بينما قال الفصيل إنّ فصلهم لاتهامات بالسرقة والاعتداء على منازل المدنيين في عفرين.
وتنشط "الجبهة الشامية" في ريف حلب الشمالي، وتشارك في عمليتي "درع الفرات"، و"غصن الزيتون"، إلى جانب الجيش التركي.