شهدت جبهات القتال بين قوات النظام السوري وحلفائها من المليشيات الأجنبية من جهة، وقوات المعارضة من جهة ثانية، تغيراً في ميزان القوى لصالح المعارضة في الأيام الأخيرة على عكس حال جبهات القتال خلال الأشهر الماضية، التي نجحت فيها قوات النظام باستعادة مناطق هامة من المعارضة بفضل الغطاء الجوي الروسي، إلا أن غياب هذا الغطاء بشكل كبير خلال الأيام الأخيرة فتح المجال مجدداً، بحسب مراقبين، لعودة قوات المعارضة بقوة إلى المبادرة من أجل استعادة المناطق التي خسرتها لصالح النظام في الأشهر الماضية.
وتزامنت هذه التطورات الميدانية مع غياب أي أفق حالي لحل سياسي يمكن أن ينهي الصراع السوري، وهو ما بدا في إعلان المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا عدم تحديد موعد لجولة المحادثات المقبلة، وتأكيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تسوية الصراع لا تزال بعيدة، مع كشف مصادر استمرار تمسك موسكو برئيس النظام السوري بشار الأسد في الفترة الحالية.
وأعلنت فصائل المعارضة السورية صباح أمس الخميس، أنها تمكّنت من استعادة السيطرة بشكل كامل على منطقتي عرب السلوم والأسامات إلى الشرق من منطقة الملاح الاستراتيجية شمال طريق الكاستيلو الذي يُعدّ خط إمداد المعارضة الوحيد إلى حلب، الأمر الذي دفع قوات النظام لمحاولة التقدّم نحوه وقطعه لحصار المعارضة في مدينة حلب. ونجحت قوات المعارضة باستعادة هذه المناطق بعد يومين فقط من سيطرة قوات النظام والمليشيات الأفغانية والعراقية وقوات حزب الله عليها، إذ أعلنت المعارضة في بيان أصدرته "كتائب نور الدين زنكي"، إحدى أكبر فصائل المعارضة المسلحة في حلب، عن تمكّنها من استعادة المناطق التي خسرتها قرب الملاح بعد هجوم معاكس كبير كبّدت خلاله قوات النظام عشرات القتلى بالإضافة إلى تدمير عدة مدافع رشاشة من عيارات ثقيلة وتدمير عربات مدرعة من طراز شيلكا واغتنام مدافع رشاشة أيضاً.
وجاءت هذه التطورات بعد يوم واحد فقط من سيطرة قوات المعارضة في ريف اللاذقية الشمالي على نحو سبع عشرة نقطة لقوات النظام، بينها تلال استراتيجية وقرى هامة في جبلي التركمان والأكراد، إثر هجوم مباغت لقوات المعارضة في المنطقة، مكّنها من التقدّم لتصبح على تخوم بلدة كنسبا الهامة، التي تعني سيطرة المعارضة عليها فتح طريق إمدادها مجدداً من مناطق جسر الشغور وجبل الأكراد باتجاه مناطق جبل التركمان القريبة من معاقل النظام في ريف اللاذقية.
اقــرأ أيضاً
ويأتي التراجع الروسي عن تقديم الغطاء الجوي لقوات النظام السوري، مع وقوع المباحثات السورية في حالة جمود كامل منذ نحو شهرين، وهو جمود لا يبدو أنه سيتغير قريباً، مع إعلان دي ميستورا، أمس الأول الأربعاء، أنه لم يتم تحديد تاريخ جديد لاستئناف المحادثات في شهر يوليو/تموز الحالي. لكن دي ميستورا استدرك خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، بقوله إن "الباب ما زال مفتوحاً للقيام بتحديد موعد لاستئناف المحادثات، قبل الموعد المحدد للتوصل لاتفاق حول المرحلة الانتقالية في الأول من أغسطس/آب".
هذه المعطيات تؤكد صعوبة التوصل إلى حل للصراع السوري، وهو ما أكده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مؤكداً أن التسوية النهائية للوضع في سورية لا تزال "بعيدة جداً". وقال بوتين في كلمة أمام السفراء ومندوبي روسيا الدائمين أمس: "من الواضح أن التسوية النهائية لا تزال بعيدة جداً جداً، ولكن الخبرة المكتسبة في سورية خلال الأشهر الأخيرة، أظهرت بوضوح أنه لا يمكن مواجهة تهديدات اليوم والإرهاب والتحديات الأخرى التي تواجهها البشرية، إلا بتوحيد الجهود على مسار إقامة جبهة واسعة لمكافحة الإرهاب، وهو أمر تدعو إليه روسيا بإصرار". وأضاف: "باتت سورية مركزاً لمكافحة الإرهاب. ليس من المبالغة أن نقول إن مصير هذا البلد لن يحدد مستقبل منطقة الشرق الأوسط فحسب، بل ستتحدد على الأرض السورية نتائج الحرب مع داعش الذي اجتمع تحت رايته إرهابيون ومتطرفون من كافة الفئات، سعياً للتمدد إلى العالم الإسلامي بأسره".
هذا الأمر ترافق مع ما كشفته وكالة "رويترز" أمس نقلاً عن "مصادر مطلعة على اتجاهات التفكير في أروقة الكرملين"، أن "روسيا ستؤيد ترك الأسد لمنصبه، لكن هذا لن يحدث إلا عندما تصبح على ثقة أن تغيير القيادة لن يؤدي إلى انهيار الحكومة السورية". وأضافت المصادر أن "ذلك قد يستغرق سنوات قبل أن يتحقق، وأن روسيا مستعدة خلال تلك الفترة لمواصلة دعمها للأسد بغض النظر عن الضغوط الدولية لإبعاده عن مقعد القيادة في سورية".
وقال السفير البريطاني السابق لدى روسيا توني برنتون لـ"رويترز": "روسيا لن تقطع صلتها بالأسد إلى أن يحدث أمران. أولاً حتى تصبح على ثقة أنه لن يتم إبداله بشكل ما من أشكال سيطرة الإسلاميين، وثانياً حتى تضمن قدرة وضعها في سورية وحلفها وقاعدتها العسكرية على الاستمرار".
كما نقلت الوكالة عن "مصادر متعددة في مجال السياسة الخارجية الروسية" أن الكرملين الذي تدخّل العام الماضي في سورية لدعم الأسد، يخشى حدوث اضطرابات في غيابه، ويعتقد أن النظام أضعف من أن يتحمل تغييراً كبيراً، كما يعتقد أن من الضروري خوض قدر كبير من العمليات القتالية قبل أي فترة انتقالية.
اقــرأ أيضاً
وتزامنت هذه التطورات الميدانية مع غياب أي أفق حالي لحل سياسي يمكن أن ينهي الصراع السوري، وهو ما بدا في إعلان المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا عدم تحديد موعد لجولة المحادثات المقبلة، وتأكيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تسوية الصراع لا تزال بعيدة، مع كشف مصادر استمرار تمسك موسكو برئيس النظام السوري بشار الأسد في الفترة الحالية.
وجاءت هذه التطورات بعد يوم واحد فقط من سيطرة قوات المعارضة في ريف اللاذقية الشمالي على نحو سبع عشرة نقطة لقوات النظام، بينها تلال استراتيجية وقرى هامة في جبلي التركمان والأكراد، إثر هجوم مباغت لقوات المعارضة في المنطقة، مكّنها من التقدّم لتصبح على تخوم بلدة كنسبا الهامة، التي تعني سيطرة المعارضة عليها فتح طريق إمدادها مجدداً من مناطق جسر الشغور وجبل الأكراد باتجاه مناطق جبل التركمان القريبة من معاقل النظام في ريف اللاذقية.
ويأتي التراجع الروسي عن تقديم الغطاء الجوي لقوات النظام السوري، مع وقوع المباحثات السورية في حالة جمود كامل منذ نحو شهرين، وهو جمود لا يبدو أنه سيتغير قريباً، مع إعلان دي ميستورا، أمس الأول الأربعاء، أنه لم يتم تحديد تاريخ جديد لاستئناف المحادثات في شهر يوليو/تموز الحالي. لكن دي ميستورا استدرك خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، بقوله إن "الباب ما زال مفتوحاً للقيام بتحديد موعد لاستئناف المحادثات، قبل الموعد المحدد للتوصل لاتفاق حول المرحلة الانتقالية في الأول من أغسطس/آب".
هذا الأمر ترافق مع ما كشفته وكالة "رويترز" أمس نقلاً عن "مصادر مطلعة على اتجاهات التفكير في أروقة الكرملين"، أن "روسيا ستؤيد ترك الأسد لمنصبه، لكن هذا لن يحدث إلا عندما تصبح على ثقة أن تغيير القيادة لن يؤدي إلى انهيار الحكومة السورية". وأضافت المصادر أن "ذلك قد يستغرق سنوات قبل أن يتحقق، وأن روسيا مستعدة خلال تلك الفترة لمواصلة دعمها للأسد بغض النظر عن الضغوط الدولية لإبعاده عن مقعد القيادة في سورية".
وقال السفير البريطاني السابق لدى روسيا توني برنتون لـ"رويترز": "روسيا لن تقطع صلتها بالأسد إلى أن يحدث أمران. أولاً حتى تصبح على ثقة أنه لن يتم إبداله بشكل ما من أشكال سيطرة الإسلاميين، وثانياً حتى تضمن قدرة وضعها في سورية وحلفها وقاعدتها العسكرية على الاستمرار".
كما نقلت الوكالة عن "مصادر متعددة في مجال السياسة الخارجية الروسية" أن الكرملين الذي تدخّل العام الماضي في سورية لدعم الأسد، يخشى حدوث اضطرابات في غيابه، ويعتقد أن النظام أضعف من أن يتحمل تغييراً كبيراً، كما يعتقد أن من الضروري خوض قدر كبير من العمليات القتالية قبل أي فترة انتقالية.