وقالت هيئة التفاوض السورية التابعة للمعارضة إن لقاء رئيسها، نصر الحريري، ووفد يرافقه، الأربعاء، مع وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، في العاصمة الأردنية عمان، ركز على "ضرورة البدء الفوري بتطبيق البنود الإنسانية، ومحاسبة مجرمي الحرب، وضرورة التحرك لمحاسبة النظام لاستخدامه السلاح الكيميائي، والالتزام بالعملية السياسية في جنيف"، وفق بيان.
من جانبه، وصف الحريري اللقاء مع وزير الخارجية الأميركي بـ"الهام"، مضيفا في تغريدة له على "تويتر": ركزنا فيه على ضرورة البدء الفوري بتطبيق البنود الإنسانية ومحاسبة مجرمي الحرب، وضرورة التحرك لمحاسبة النظام لاستخدامه السلاح الكيميائي، والالتزام بالعملية السياسية في جنيف، والالتزام باتفاقيات خفض التصعيد.
وقال حسن عبد العظيم، عضو وفد الهيئة، لـ"العربي الجديد"، عن اللقاء، "كان جيداً وصريحاً وإيجابياً ومفتوحاً لمناقشة كل المواضيع المتعلقة بالعملية السياسية التفاوضية في جنيف، ودور هيئة التفاوض الإيجابي والمبادرة فيها".
وجاء اللقاء في ظل تجاذب بين المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، والنظام، حول اللجنة الدستورية التي أقرها مؤتمر سوتشي ووضعها في عهدة الموفد الأممي، لبلورتها في إطار مسار جنيف التفاوضي.
وأعلن النظام، على لسان مسؤول في وزارة خارجيته، أنه لا صلاحيات للمبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا، في هذه اللجنة.
وقال معاون وزير خارجية النظام، أيمن سوسان، الثلاثاء: إن البيان الشرعي هو البيان الذي تم التصويت عليه في المؤتمر (سوتشي) والذي يقول: يجب أن تكون لجنة مناقشة الدستور سورية سورية، تشكيلا ورئاسة، ويمكنها أن تستعين بالخبراء الاستشاريين إذا كانت بحاجة إلى استعانة.
ووصف سوسان تفسيرات المبعوث الأممي لبيان سوتشي بـ"المشوهة"، مضيفاً، في تصريحات صحافية: المؤتمر لم يعط دي ميستورا أي سلطة على أي شيء على الإطلاق.
وضم وفد المعارضة، في الاجتماع المغلق الذي عُقد في أحد فنادق عمان الكبرى إلى جانب الحريري، كلا من حسن عبد العظيم رئيس هيئة التنسيق الوطنية السورية، وعبد الإله فهد وعباب خليل وفدوى العجيلي، من تحالف قوى المعارضة.
وقبل وصول تيلرسون، التقى ديفيد ساترفيلد وريتش أوتزن، من الخارجية الأميركية، أعضاء الوفد السوري، وتحدثا معهم حول مؤتمر الحوار السوري في منتجع سوتشي الروسي، الذي اختتم أعماله في 31 كانون الثاني/يناير الماضي، وأخبروهما بأن الوزير رحب بأفكارهم حول سير الأمور.
ثم وصل تيلرسون، الذي صافح أعضاء الوفد، وقال "أنا سعيد بلقائكم"، ثم التقط معهم بعض الصور التذكارية، قبل أن يدخلوا في اجتماع مغلق.
توقيع مذكرة تفاهم بين الأردن وواشنطن
من جانب آخر، وقّع وزير الخارجية الأردنى، أيمن الصفدي، ونظيره الأميركي، اليوم الأربعاء، مذكرة تفاهم جديدة بين المملكة والولايات المتحدة، لخمس سنوات قادمة، بقيمة 6.375 مليارات دولار، بواقع 1.2 مليار دولار سنويا، ابتداء من العام الجاري.
ووصل تيلرسون، مساء أمس الثلاثاء، إلى عمان قادما من الكويت، في إطار جولة شرق أوسطية، يبحث خلالها تطورات اعتراف بلاده بالقدس عاصمة إسرائيلية، وسبل دفع المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتطورات الأزمة السورية.
وأنهى توقيع مذكرة التفاهم بين البلدين، المخاوف الأردنية من إقدام الإدارة الأميركية على قطع المساعدات، تنفيذا للوعيد الذي أطلقه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بقطع المساعدات عن الدول التي صوتت لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الرافض للاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة إسرائيلية.
ومن المقرر أن يجتمع تيلرسون بالعاهل الأردني عبد الله الثاني، حيث من المتوقع أن تسيطر قضية القدس وسبل تحريك المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين على الاجتماع، في ظل التمسك الأردني بضرورة حل الصراع على أساس حل الدولتين.
(ساهم في التغطية من إسطنبول، محمد أمين)