وشددت المعارضة السودانية، في مؤتمر صحافي مساء اليوم الثلاثاء، على أن غداً الأربعاء سيكون آخر يوم للتفاوض مع المجلس العسكري بشأن نقل السلطة، وحصرت الخيارات في "إما نقل السلطة للمدنيين حسب مطالب الثورة، أو سيتحمل المجلس العسكري كل المسؤولية في وضع البلاد أمام محك المواجهات المباشرة والاستقطاب والاستقطاب المضاد".
Facebook Post |
وحملت قوى الحرية والتغيير المجلس العسكري "المسؤولية الكاملة" عما حدث أمس في اعتصام قيادة الجيش، مشيرة إلى أنه "الجهة المكلفة بالأمن في منطقة الاعتصام".
وأوضحت أن المعتصمين لا يتحملون أي مسؤولية في ما جرى، بل "تقع المسؤولية على التماطل والتراخي اللذين ظل المجلس العسكري يتعامل بهما مع الثورة السودانية ومطالبها، وأساساً نقل السلطة إلى المدنيين".
وفي وقت سابق اليوم، أكدت لجنة أطباء السودان المركزية أن عدد قتلى المواجهات في محيط منطقة الاعتصام في الخرطوم ارتفع إلى 6.
وأمس الإثنين، قال المجلس العسكري الانتقالي إنه توصل خلال المفاوضات مع المعارضة والقوى السياسية إلى اتفاق على هياكل الحكم ومهامّها خلال الفترة الانتقالية.
وأوضح الفريق شمس الدين الكباشي، المتحدث الرسمي باسم المجلس العسكري، أن المفاوضات التي بدأت الإثنين وتستمر لمدة ثلاثة أيام "سادتها روح إيجابية"، وأنهم سيناقشون خلال جلسة اليوم الثلاثاء نسب المشاركة في هياكل الحكم، على أن يخصص اليوم الثالث لمدة الفترة الانتقالية المقترحة.
من جهته، قال علي الريح السنهوري عضو وفد تحالف الحرية والتغيير لـ"العربي الجديد"، إن مفاوضاتهم مع المجلس العسكري "تمضي بصورة جيدة"، وأن الطرفين توصلا لتفاهمات عديدة على مؤسسات الحكم الثلاث، وأن المفاوضات ستتواصل اليوم الثلاثاء.
وعلق تجمع المهنيين السودانيين بأن "ما حدث في التفاوض أمس الإثنين من تقدُّمٍ سدَّد ضربة موجعة لبقايا النظام الساقط لا محالة، فدفعها للخروج من أوكارها في محاولة بائسة أخيرة لجر الثوار للعنف وفض الاعتصام بالقوة".
وأضاف التجمع في بيان له "ما لم ولن تعلمه بقايا النظام وأذياله الخائبة هو أن من وقف أمامها قبل اليوم وهي في كامل عتادها، قادر على الوقوف في وجهها يومياً شاهراً سيوف السلمية، التي تسدد طعناتها الناجزة لكل من تسوِّل له نفسه العبث بالثورة الممهورة بدماء الشهداء الطاهرة"، حسب ما جاء في البيان.
ودعا التجمع من سماهم الشرفاء من الضباط وضباط الصف والجنود في الجيش للقيام بمهامهم في التصدي للعابثين بمكتسبات الثورة وحماية إخوتهم الثوار، محملاً المجلس العسكري المسؤولية في حفظ الأمن وحماية المواطنين ولجم بقايا النظام الساقط وجهاز أمنه ومليشياته وكتائب ظله.
وعلى صعيد متصل، دعا التجمع، الثلاثاء، الجاليات السودانية في الخارج إلى "ضرورة تواصل تصاعد حراكها لدعم ثورة ديسمبر المجيدة وحماية المحتجين السلميين، وذلك بتوفير غطاء من الدبلوماسية الشعبية التي هزت شوارع المدن في جميع أنحاء العالم بفضل جهودكم الجبارة في تسيير المواكب وإيصال صوت الثوار السودانيين للعالم".