المطربات المغربيات يجتحن الخليج

13 أكتوبر 2014
غلاف "ألبوم" الفنانة المغربية دنيا بطمة (العربي الجديد)
+ الخط -

ما الذي يحمل المغنّية المغربية الشابة، دنيا بطمة، على إصدار ألبوم كامل باللهجة الخليجية، واستبعاد أية أغنية بلهجتها الأمّ: المغربية؟ هل هو ارتباطها بزوج بحرينيّ، أم مرورها في برنامج "آراب آيدول"، وانتسابها إلى شركة "بلاتينوم ريكوردز"، شقيقة شبكة "أم بي سي"؟
سؤال يدفعنا إلى إجابات عديدة منها انعدام الإنتاج في دول المغرب العربي، وهروب المواهب المغربية الشابّة إلى برامج الهواة خليجية الإنتاج، كذلك ضعف الانتشار العربي لوسائل الإعلام المغاربية...

وقد قلّلت mbc من الوجود المغربي في الموسم الحالي من برنامج"أراب آيدول"، والسبب ربما إغراق السوق الخليجية بعدد من الأصوات المغربية التي باتت تسيطر على الغناء في ظلّ غياب واضح لمغنّيات خليجيات جديدات أو قلّة إصدارات من هؤلاء. ولعلّ انتصار نجمات المغرب في "الغناء الخليجي" أصبح واقعاً ملموساً اليوم مع عدد من المواهب الشابة التي تملأ الساحة الخليجية بالإصدارات، وتشارك في الحفلات الخليجية، وتنافس المغنيتين، نوال الكويتية وأحلام الإماراتية، التي وصفت منافساتها المغربيات بـ"المكسرات" في إشارة منها إلى أن وجودهن لا يؤثّر عليها.
أحلام نفسها حاربت في تسعينيات القرن الماضي الفنانة المغربية الراحلة، ذكرى، التي كانت أوّل من عبّدت الطريق أمام بنات بلادها نحو ساحة الأغنية الخليجية، ما حفز الشعراء في السعودية والإمارات على الاستعانة بذكرى كصوت مطواع استطاع كسر حواجز اللهجة الصعبة وتوظيفها في رفع شأن الأغنية الخليجية، أو في منافسة الغناء المصري واللبناني واسعي الانتشار.
غنّت ذكرى لأهمّ الشعراء الخليجيين، ونجحت في وقت قياسي، وشكّلت بعض أغنياتها الخليجية، مثل "ما بيني شيء" نقلة نوعية للأصوات النسائية في الخليج العربي، وتحديداً في السعودية، ما دفع أهمّ الأمراء السعوديين إلى تقديم قصائد لتغنّيها بعدما أعجبوا بموهبتها في تخطّي حاجز "اللهجات" المخيف بثبات وثقة.
على الرغم من محاولات أحلام التفرّد بالساحة الخليجية، وإطلاقها على نفسها لقب "مطربة الخليج الأولى"، ورفضها الاعتراف بمنافس غير زميلتها نوال الكويتية، استطاعت ذكرى تشجيع مغنيات أخريات للغناء باللهجة الخليجية، أبرزهن الفنانة المغربية الراحلة رجاء بلمليح، صاحبة أحد أكثر الأصوات اتقاناً للهجة الخليجية، النجاح الذي شجّع أصالة على تكرار التجربة، فأصدرت ثلاثة ألبومات ذات نكهة خليجية، قبل أن يفتح الباب على مصراعيه مع جيل آخر برزت فيه أسماء المنوّر، التي اتّخذت من دبي مركز إقامتها، مروراً بجنّات، التي بعد تأرجحها بين المصري والخليجي وإقامتها في القاهرة، استقرّت على الخليجي، إضافة إلى المغربيتين منى أمرشا ودنيا بطمة...  
هذه الأسماء أنعشت في العقدين الأخيرين الأغنية الخليجية، وجعلتها متكاملة بقوة المال والترويج وحسن الأداء، وجعلتها الأغنية الأكثر أناقة ورقّةً، إن في لجهة الشعر أو اللحن أو الإيقاع. 
يذهب عدد من الشعراء الخليجيين إلى تبنّي مواهب مغربية غير مقيدة بالواقع الخليجي المفروض، وتغذية أصواتها بألوان وأشعار تشكّل مادة دسمة للجمهور ما بين المغرب ودول الخليج العربي.
لكن يبقى أنّ شهرة هؤلاء تتفاوت بين فنانة وأخرى، خصوصاً وأنّ الشهرة تبعدهن أحياناً عن الغناء أو تقلّل من ظهورهن القوي، لأسباب كثيرة منها الراحة المادية التي ينعمن بها أو الزواج السرّي بشخصية خليجية نافذة، وصولاً الى آخر سبحة النجاح التي أصبحت ملازمة لأية فنانة مغربية تحاول العبور إلى ضفة النجاح عبر بوابة الخليج.

المساهمون