المطران هيلاريون كبوجي إلى مثواه الأخير في لبنان

09 يناير 2017
اُقيمت الجنازة في كنيسة سيدة البشارة (حسين بيضون/العربي الجديد)
+ الخط -

انتهت مسيرة النائب البطريركي العام في القدس وفلسطين، المطران الراحل هيلاريون كبوجي، في لبنان، اليوم الاثنين، حيث ووري الثرى في دير المخلص للرهبانية الباسيلية الحلبية في مدينة جونيه، شمالي بيروت، وذلك بعد وفاته مطلع العام الحالي في منفاه بالعاصمة الايطالية روما.

وشارك عشرات السياسيين ورجال الدين العرب والأجانب في الجنازة التي اُقيمت لراحة نفس كبوجي في كنيسة سيدة البشارة، بينهم وفد كبير من "حركة المقاومة الإسلامية" (حماس)، ترأسه نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، موسى أبو مرزوق، وممثلون عن منظمة التحرير الفلسطينية، وسفير النظام السوري في لبنان، علي عبد الكريم علي.

ومثّل فيه وزير العدل، سليم جريصاتي، الرؤساء اللبنايين الثلاثة، وقلّد المطران الراحل وسام الأرز الوطني.

تحدّث في الجنازة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الكاثوليك، غريغوريوس الثالث لحام، الذي وصف كبوجي بـ"بطل القضية الفلسطينية، الذي جسد تراث الكنيسة في الدفاع عنها".

وأكد لحام أن البطريرك الراحل "ظل يوصي، حتى آخر لحظات حياته، بأبنائه في فلسطين، وكانت رغبته الدائمة التي لم تبارحه لحظة، فكان يتمنى أن يزور القدس من جديد، ولكننا كنا نعرف أن ذلك لن يتم حتى لو عاد الجميع إلى القدس، لأنه كان رمزا خاصا ولم يُسمح له إطلاقا بالعودة إلى هناك".

وقد جسدت حياة كبوجي، الذي وُلد في مدينة حلب السورية، وسُمي مطرانا لكنيسة الروم في القدس، وساعد في نقل السلاح إلى داخل القدس لصالح المقاومة، حالة التلاقي بين شعوب المنطقة حول القضية الفلسطينية.

ولم يتوانَ الراحل عن تسخير سلطته الدينية لمساعدة المقاومة، حتى تم اعتقاله من قبل السلطات الإسرائيلية التي حكمت عليه بالسجن 12 عاماً عام 1974. وقد ساهمت وساطة فاتيكانية في إخلاء سبيله بعد 4 سنوات من السجن، شرط نفيه من فلسطين المحتلة.

ولم تخلُ مسيرة المطران الراحل من وقفات مميزة، كتلك التي سجلها المستشار الإعلامي في الرئاسة اللبنانية، رفيق شلالا، ورواها بعد تبلّغه بخبر وفاة المطران، وهي حادثة كادت تودي بحياته لولا معرفته الشخصية بـ"مطران القدس في المنفى".

ونشر شلالا القصة التي تعود إلى زمن الحرب الأهلية اللبنانية عندما تعرّض للخطف على حاجز لأحد الفصائل الفلسطينية الذي قرر إعدامه ميدانياً بسبب انتمائه الطائفي، قبل أن يعثر أحد الضباط في الفصيل على رسالة كان المطران قد بعثها له من محبسه في سجن الرملة الإسرائيلي لنشرها في جريدة النهار حيث يعمل. وكانت تلك الرسالة سبباً في إنقاذ حياة المستشار شلالا، الذي واكب مسيرة المطران كبوجي صحافياً من السجن إلى المنفى.