وفي لقاء خصّ به "العربي الجديد"، أوضح إيهاب بكيرات، من ممثلي فخذ الأزعر في صور باهر، وهو أسير محرر أمضى في سجون الاحتلال ستة عشر عاماً، أنّ "عملية تزوير خطيرة اقترفت بحق أراضي صور باهر، وأن هناك أشخاصاً متورطين في هذه القضية سواء هنا في فلسطين أو الأردن يتوجب ملاحقتهم ومحاسبتهم، وهي قضية توليها عائلته اهتماماً خاصاً وتصر على الكشف عن الجناة".
وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين ماجد القطارنة، أكد، أمس الثلاثاء، في تصريحات صحافية، أنه وبعد التدقيق في سجلات الوزارة وفحص صورة الوثيقة "الوكالة" المنشورة تبين أن الوثيقة مزورة وكذلك الاختام والتواقيع مزورة.
وأوضح أن قانون الكاتب العدل الأردني يمنع تنظيم أو تصديق أية وكالة تتعلق بعقارات في الضفة الغربية والقدس، مطالباً بتحويل الموضوع للقضاء لإعلان بطلان الوثيقة المزورة ومحاسبة من قاموا بهذا العمل غير القانوني.
وكانت وثائق ومستندات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تشير إلى أن صفقة أبرمت في العاصمة الأردنية عمان في تاريخ 9\9\2018، موقعة من قبل كاتب عدل من القدس يدعى ياسين بلال على "وكالة دورية غير قابلة للعزل"، تعنى بأحد المالكين للأرض ويدعى محمد خليل الأزعر من صور باهر ويحمل هوية أردنية.
كما شملت المستندات وثيقة بعنوان "المصادقة على التوقيع"، حيث أعدت الوثيقة باللغتين العربية والعبرية، يقر من خلالها كاتب العدل المدعو ياسين بلال بالمصادقة على توقيع مالك الأرض محمد خليل الأزعر، وأنه في التاريخ المذكور مثل أمامه مالك الأرض ووقع على مستندات ووثائق لبيع الأرض المذكورة.
وبموجب المستندات التي أعلنت الخارجية الأردنية وعشيرة البكيرات أنها غير صحيحة، تم بيع قطعة الأرض رقم 300 في الحوض رقم 8 في بلدة صور باهر، حيث صرح الفريق الأول بأنه باع الأرض دون ضغوطات، كما أن الأرض خالية من الإيجار أو الرهان والحجوزات أو أي مشاكل في أي دائرة، فيما أقر الطرف الثاني بأنه عاين قطعة الأرض قبل الشراء دون إكراه أو ضغوطات من أحد، وأظهر عقد البيع أنه تم دفع مقابل قطعة الأرض مبلغ بقيمة 800 ألف دينار أردني (أي حوالي 1128334 دولارا أميركيا).
ورداً على نفي خارجية الأردن، قال إيهاب بكيرات "بالتأكيد بيان الخارجية الأردنية صادر عن جهة رسمية ذات اختصاص"، لافتاً إلى أن "الجهات والمؤسسات الرسمية الأردنية المختلفة هي من لجأ لها آل بكيرات (الأزعر) في الأردن وتأكدوا من خلالها مثلاً أن الرقم الوطني الأردني للمتوفى مزور، وأن المحامي المذكور في الأوراق ليس عضوا في نقابة المحامين، وأن الأختام بما فيها الأردنية والإسرائيلية أيضاً غير صحيحة".
وأضاف: "الأهم ما بعد التزوير والتأكيد على الطعن؛ إرجاع الأرض إن بيعت بالفعل. ومن هنا فإن تأكيد التزوير ينبئ بأنه لم يكن عبثياً بل تم بالضرورة لهدف، وهو هدف خبيث المقصود منه تسريب هذه الأرض، مما ينبئ بخطر مستقبلي محدق بهذه القطعة المذكورة، وقد يكشف لنا مقبل الأيام الأسماء الحقيقية التي تقف وراء مؤامرة التزوير التي كانت المقدمة والخطوة الأولى لتسريب هذه الأرض كهدف نهائي".
وفي ما يتعلق باسم من قيل إنه قام ببيع الأرض قال بكيرات: "لقد تبين لنا أن الشخص متوفى وهو من سكان الأردن منذ عشرات السنين، في حين أن التواصل مع الأقارب المحيطين به شبه مقطوع بسبب الغربة".
أما لماذا سجّل التزوير باسم الشخص المذكور، فأوضح كيرات أنه "قد يكون كونه متوفى ويملك أرضاً في صور باهر ومغتربا، وهي من مبررات اختيار اسمه وشخصه، وفي رأيي إذا كان هناك مؤامرة من البديهي أن يكون أطرافها أشخاصا من فلسطين ومن الأردن تعاونوا معاً وتستروا على بعضهم وتقاسموا المال، وأعتقد أن عملية كشفهم وفضحهم ستكون قريبة".
وطالب "السلطات الأردنية والفلسطينية وكل جهة تستطيع أن تساعد في هذا الموضوع أن تفتح تحقيقاً حقيقياً وجدياً في القضية لكشف ومحاسبة المتورطين في التزوير والتسريب، والأهم الطعن في البيع إن تم بناء على التزوير الذي تبين لإرجاع الأرض ومنع تسريبها لليهود".
وفي هذا السياق، أشار بكيرات إلى أن "اتصالات تمت بالفعل من أطراف من العائلة هنا في فلسطين بأقارب بالأردن، ومن خلالها حصلنا على البيانات التي زودتنا بمعطيات مهمة، وهناك اجتماع سيعقد يوم الجمعة المقبل للعائلة في الأردن للبحث في هذه القضية ومواجهة تداعياتها".
وفي ما يتعلق ببيان التبرؤ الذي أصدرته العائلة من أي فرد من أفرادها يتورط في بيع وتسريب أراض أو عقارات، قال بكيرات: "نحن نتبناه ونؤكد عليه ولا نتراجع عنه فقد كان بمثابة تبرؤ من هذا العمل الخبيث بحد ذاته، وبشكل عام عن كل من تسول له نفسه أن يرتكب هكذا جريمة كبيرة وخيانة، ولو كان من أبناء عائلتنا وبغض النظر عن دوافعه وأماكن تواجده فهذا أمر خطير جداً".
كذلك طالب بكيرات باسم عائلته في الأردن وفلسطين الجانب الرسمي الأردني والفلسطيني بمتابعة عملية التزوير، وأخذ الإجراءات اللازمة وتوجيه المحامين من طرفهم لرفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية، مستدركاً بالقول "بالنسبة لنا، فإن تقديم شكوى من طرفنا للجانب الإسرائيلي خيار لم يطرح حتى الآن".
بدوره، أكد مختار عشيرة البكيرات، محمد أحمد البكيرات، لـ"العربي الجديد"، أن "لا صحة لهذه الأخبار والوثائق المتداولة وهذا الخبر جاء من قبل مجموعة تهدف إلى تخريب سمعة العائلة، وتسيء لكل الشعب الفلسطيني المرابط على أرضه".
وأوضح المختار أنّ "هناك مجموعة من الأشخاص قاموا بتزوير أوراق باسم كبيرنا الشيخ خليل محمد البكيرات وهو أصلاً وافته المنية من عشرات السنوات، على أنه باع أرضه لليهود قبل شهرين"، مشدداً على أن "تسريب العقارات والأراضي ليس من شيمنا وشيم عائلتنا".
وأضاف أن "عشيرة البكيرات في منطقة صور باهر قدمت عشرات الشهداء، ولا يمكن أن يقدم أبناء هذه العشيرة على بيع أراضي القدس والتي هي وقف إسلامي، لا يحق لأحد التخلي عنها، ونحن لا نملك سوى كرامتنا، والأرض هي عرضنا الذي لا يمكن أن نفرط به".