بوتين، الذي عرج على الساحل السوري قبل توجهه إلى القاهرة، حاول أن يظهر بصورة قيصر فعلي يمسك خيوط المنطقة بقوة، بعد أن مَحَقَ "الإرهاب" في سورية، والتفت إلى تفعيل العمل الاقتصادي - العسكري مع دولة عربية أخرى، من خلال توقيع اتفاق "الضبعة" النووي مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والبحث في سبل تطوير آلية "2+2". وهي آلية تجمع وزراء خارجية ودفاع البلدين، تطبقها روسيا مع ست دول، بينها مصر، الدولة العربية الوحيدة. بوتين في حميميم، أكد تثبيت الحفاظ على سورية – النظام كـ"دولة مستقلة ذات سيادة"، خلال زيارة لم يكن فيها شيء من احترام السيادة، على ما أظهرته مشاهد إذلال رئيس النظام السوري بشار الأسد في القاعدة العسكرية. يريد الرجل إفساح المجال أمام عودة اللاجئين، حسبما قال، وهم لاجئون سبق للنظام أن هددهم بالويل والثبور في حال فكّروا بالعودة.
في غضون هذا كله، كان المتحدث الرسمي باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أيضاً، يقول إن بوتين سيبحث مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، خلال لقائهما المرتقب اليوم أيضاً، الأوضاع في سورية، بما في ذلك خطوات التسوية السياسية المستقبلية والدعوة لمؤتمر الحوار الوطني، بعد أن هُيئت الظروف للتسوية... تسوية أضاف إليها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقرار الاعتراف بالقدس عاصمة للدولة الغاصبة، بعض التوابل، فاسحاً المجال أمام حلفاء المحور الإيراني للخروج من سورية بشكل مشرّف، الى ما هو أهمّ (يُفترض): التصدي للاستكبار الأميركي والصهيوني في شأن القدس.