المشاركة في الانتخابات

22 اغسطس 2017
+ الخط -
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في مصر، لن تخرج الأمور عن أمرين، فإما تتم انتخابات ديمقراطية نزيهة، وذلك سيكون بضغوط دولية على النظام، أو ستتم مسرحية هزلية، بطلها قائد الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، مع مجموعة من الكومبارس، لزوم الصورة لكي تطلع حلوة.
أقول ذلك مع سماعى تصريحا للسيسي، يدعو فيه الشعب إلى المشاركة في الانتخابات الرئاسية بكثافة. والواضح من التصريح هو نصب الفخ للشعب المصري، حتى تتوافد الجماهير على صناديق الانتخابات بكثافة، فيظهر في الصورة للجميع أن هناك مشاركة، وطبعا سيصورها الإعلام أنها للمشاركين من مؤيدي السيسى الذين انتخبوه، بدلا من أن تصور مراكز الاقتراع وهى فارغة، فيتم إحراج النظام. لذلك، لابد أن نتابع عن كثب ماذا سيتم في هذه الانتخابات.
أول هذه الأمور متابعة اختصاصات الهيئة العليا للانتخابات المزمع إنشاؤها لمتابعة سير الانتخابات، فإذا كانت هذه الهيئة محايدة من رجال موثوق بهم، والإجراءات التي ستتبعها إجراءات محايدة تكفل الحيادية لجميع المرشحين، فستكون هذه بادرة أمل فى نزاهة الانتخابات.
وثانيا، إذا كان هناك إشراف دولي. ويا حبذا لو تم هذا الإشراف الدولي على الانتخابات، فستكون هذه بادرة أمل ثانية في طريق حيادية الانتخابات ونزاهتها.
وثالثا، سيتوقف الأمر على عدد المرشحين للانتخابات ونوعيتهم، فإذا كان هناك تنوع، وقامت شخصيات يشهد لها بالكفاءة، فسيكون هذا دليلا آخر على حسن سير العملية الانتخابية.
وغير ذلك، يجب ألا يشارك أحد بالذهاب إلى اللجان الانتخابية، مهما كانت الدوافع، فالأفضل عدم الذهاب، وذلك ليعتبر فراغ اللجان من الناخبين دليل إدانة للجميع في الخارج والداخل، لعدم اقتناعهم بسير العملية الانتخابية. ولتكون دليل إدانة للنظام على عدم رضى الناخبين على النظام، وعلى العملية الانتخابية برمتها.
ويكون الرد من الشعب على تصريح عبد الفتاح السيسي بالمشاركة بكثافة هو المشاركة بسخافة، وذلك عن طريق عدم الذهاب إلى الصناديق. وإذا كان الناخبين فى الانتخابات السابقة لم يجدوا مرشحين كافيين للاختيار فيما بينهم، ففي هذه المرة يجب ألا يكرّروا الأخطاء نفسها.
00E43190-D9AC-46AA-9B17-3A7BAFFC964E
00E43190-D9AC-46AA-9B17-3A7BAFFC964E
حسام السندنهوري (مصر)
حسام السندنهوري (مصر)