المسيحيون الكلدان يقيمون أول قداس قرب الموصل

22 فبراير 2017
مراسم القداس الأول بعد تحرير نينوى من داعش(الكنيسة الكلدانية)
+ الخط -


أقام بطريرك المسيحيين الكلدان في العراق، لويس ساكو، القداس الأول في محافظة نينوى على مقربة من مدينة الموصل منذ نحو ثلاث سنوات، عقب اجتياح تنظيم "داعش" للمحافظة. وشارك في القداس المئات من العراقيين المسيحيين في كنيسة مار كوركيس، في بلدة تل لسقف 20 كلم شرقي الموصل.

وقال ساكو في بيان عقب إقامة القداس وسط حضور المئات من أبناء تل لسقف في محافظة نينوى، بحضور وجهاء ومسؤولي المنطقة الأمنيين والإداريين "هذه أرضنا هذه ديارنا ونحن لن نترك الأرض التي ولدنا فيها".

ورأى أن "القداس يعتبر البريق الأول لنور الصباح الذي أشرق على جميع بلدات سهل نينوى بعد ظلمة "داعش" التي دامت قرابة سنتين ونصف، إنه إعلان شروق الشمس وانتعاش الأمل ببدء الحياة وعودة أهالي هذه البلدات، ليسطروا صفحة جديدة من كتاب تاريخ المسيحية المشرقية، ويثبتوا للعالم أجمع أن جميع قوى الظلام التي عاثت بالأرض خرابا وفسادا إنما هي زائلة. أما كنيسة المسيح فهي باقية لأنها على الصخرة بنيت".

وأشار إلى "نصب أطول صليب مشرقي على تلة عالية، ليعلن للعالم بأسره أن هذا شعارنا وهذه أرضنا، ولدنا فيها ونموت فيها، فعظام أجدادنا مدفونة في هذه الأرض الطاهرة، ونحن سنحافظ عليها بكل قوتنا لكي تفتخر بنا الأجيال القادمة، فلا سبيل للتفريط بهذه الأرض وإن فعلنا يلومنا التاريخ ويلومنا أحفادنا وجميع الأجيال".





ودعا ساكو "الجميع للعودة والإعمار والتمسك بالأرض. فمستقبلنا في أرض آبائنا وأجدادنا، هنا يمكننا أن نفتخر بتاريخنا الأصيل، وهنا يمكننا أن نحصل على جميع حقوقنا بتكاتفنا وتماسكنا".

بدوره، قال النائب عن المكون المسيحي، عماد يوحنا، إن "المسيحيين تضرروا كثيراً إذ دمر تنظيم داعش الكثير من مناطق سهل نينوى، والعودة بدأت وهو دليل تمسك المسيحيين بأرضهم. ونحتاج إلى تخصيص موازنة من الحكومة الاتحادية والمنظمات الدولية لإعادة إعمار هذه البلدات وإعادة الخدمات إليها".


كما قال أحد سكان بلدة تل لسقف، ويدعى نينوس جونسن لـ"العربي الجديد"، إن "المسيحيين لم يكونوا يوماً أداة للقتل والحروب في العراق، وأضاف "افتح كتب التاريخ واسأل الشعب العراقي هل قمنا بقتل أحد أو هجرنا أحدا، أو سرقنا أموال أحد أو استولى المسيحيون على أراضي أحد، نحن أناس مسالمون وأقرب إلى جميع مكونات الشعب، ولكن تنظيم داعش والفكر المتطرف ألحق بمناطقنا الدمار".

وأكد أن "50 عائلة عادت إلى مساكنها في تل لسقف شمال الموصل ومنازلها مدمرة بسبب المواجهات العسكرية. لكننا عدنا على أمل إعمار منازلنا وطي صفحة لن تُحكى من النزوح. أيام سوداء مرت علينا وسنعيد إعمار منازلنا حتى نعيد البسمة إلى أطفالنا، ولن نهاجر إلى بلاد العم السام أو أوروبا فهذه أرضنا وأرض أجدادنا".