المسلسلات اللبنانية: ثورة الدراما المُشتركة

17 مايو 2018
نادين نسيب نجيم وعابد فهد معاً في "طريق"(MTV)
+ الخط -
كيف حال الدراما اللبنانية؟ هل زالت المعاناة؟ ماذا عن الإنتاجات السنوية وتلك الخاصة بالموسم الرمضاني؟ أسئلة كثيرة تُحاصر هذا الفنّ الذي وضع حجرا لطريق الدراما العربية منذ ستينيات القرن الماضي. 

تنشط عجلة الإنتاج اللبنانية طوال أيام السنة، محطات التلفزة اللبنانية أصبحت شريكاً ضامنًا لأبرز المسلسلات التي تعرض بشكل موسمي على الشاشات، ورغم ضيق مساحة الإبداع، والحرفية في عدد من الإنتاجات اللبنانية الخالصة، تحقق هذه الانتاجات نسبة مشاهدة مرتفعة، فتُقنع بالتالي صاحب المحطة، والمسؤولين عن الإنتاج والبرامج في معاودة الكرة وفقًا للإحصاءات التي تؤكد أن نسب المشاهدة للمسلسلات المحلية اللبنانية تتخطى أحياناً سلم العشرين بالمئة للمسلسل الواحد، من مجموع المتابعة على المحطات الأخرى، وهذا دليل واضح على نجاح المسلسل برأي المنتج والمحطة معًا.

يعتمد الإنتاج اللبناني في هذا الموسم على الدراما اللبنانية المُشتركة، تحديداً مع الكتّاب والمخرجين والممثلين السوريين، فالحرب فرضت نفسها على هجرة اللاعب السوري إلى لبنان، أضف إلى ذلك أن الحرب السورية ألقت بظلها على الدراما المحلية السورية، فجعلتها تتراجع قليلاً، ويُحرم المتابعون من مشاهدة مسلسلات حققت المراتب الأولى لسنوات.

بدت الاستعانة بالخبرات السورية هذه السنة واضحة تماماً لجهة المبارزة بين المنتجين اللبنانيين أنفسهم. على الساحة اللبنانية تظهر معركة منافسة جيدة بين جمال سنان (إيغل فيلم) وبين صادق الصبّاح (الصبّاح برودكشن). بعد سنوات من التعاون، دخل الفريقان إلى الحلبة اللبنانية رغم انشغالهما بمجموعة أخرى من المسلسلات للموسم ذاته في القاهرة.

محاولات صادق الصبّاح تبدو جيدة، ولو أن بعض إنتاجاته تعاني الضعف، لكنه يحاول الثبات على أرض متحركة، يستثمر الصبّاح في بعض الوجوه التي احتكرها، نادين نسيب نجيم، تيم حسن، وتوظيفها لمصلحة جذب المشاهد، فوز الهيبة بأكثر من خمس جوائز في مهرجان "موركس دور" سيزيد بالطبع من حماسة المنتج المخضرم الذي يدرك كيف يوظف إنتاجه، الذي يعاني من ضعف، ويفتقد لمزيد من الخبرات الجبارة طالما أنه يسوق جيداً ويحقق نسبة مشاهدة لا تقف أمام هوية المسلسل، بل تخطت العالم العربي وعُرضت مسلسلات الصباح ضمن مهرجانات عالمية، بعدما اختار القيّمون على معرض "ميبكوم MIPCOM" سوق المُحتوى الترفيهيّ الذي يُقام سنوياً في مدينة "كان" الفرنسيّة، مُناقشة العناصر الرئيسيّة التي ساهمت في نجاح مُسلسل "الهيبة" والحالة الشعبيّة التي فرضها هذا العمل على نطاق الشرق الأوسط وأفريقيا. إضافة إلى عرض مسلسلي "سمرا" و"نص يوم" إنتاج الصباح على التلفزيون الإسباني.


هكذا وصل الحال بين الشركتين لإبراز إنتاجهما الأول عبر شراكة مع LBCI والثاني مع MTV، ربما للصدفة أن المحطتين التلفزيونيتين في لبنان تتنافسان بشكل كبير وتريد الواحدة النيل من نجاح شقيقتها بأي ثمن، لذلك وجد المنتج اللبناني منفذا لتصريف أعماله الدرامية، يؤكد جمال سنّان في حديث مع "العربي الجديد" أمنيته باستمرار التعاون لعشر سنوات مع LBCI وشراكة مع بيار الضاهر رئيس مجلس إدارة LBCI، هذه الأمنية ستحمل للمشاهد مسلسلين "جوليا" نص مازن طه و"الهيبة العودة" باسم السلكا وإخراج سامر البرقاوي، وتظهر في الجهة المقابلة قناة MTV اللبنانية تعمل على مجموعة مشابهة من عملين مشتركين بين لبنان وسورية، الهيبة 2 العودة وطريق نادين نجيم وعابد فهد في قصة مقتبسة من رواية الأديب الراحل نجيب محفوظ الشريدة،ـ ستحاول المخرجة رشا الشربتجي أن تخرج قليلا عن خط مواطنها المخرج سامر البرقاوي مع نادين نجيم هذه المرة بعد ثلاثة مواسم قضتها نجيم والبرقاوي إلى جانب الممثل السوري تيم حسن، "طريق" يضم مجموعة من الممثلين اللبنانيين في سيرة رجل مكافح، بسيط يلقى النكران من المرأة التي أحبها وحاول مساعدتها وتزوجها.
إلى ذلك تعرض قناة الجديد خماسيات سورية لبنانية مشتركة بعنوان "حدوتة حب" تولى إخراجها اللبناني فيليب أسمر ومحمود أبو شعر، وأسامة حمد، وتشارك فيها مجموعة من الممثلين اللبنانيين منهم سيرين عبد النور ونادين الراسي، طوني عيسى وجوي خوري، في قصص من قلب الواقع كتبها رافي وهبة، ومحمود حبال، وناديا أحمر.

وتعرض محطة الجديد أيضاً مسلسلا جديداً يحمل عنوان "موت أميرة" التجربة الأولى للمغنية شيراز وإنتاج مروى غروب، وجوه جديدة تقتنص فرصة الموسم لتثبت نفسها على الشاشة الصغيرة.


دون شك تحفل الشاشات اللبنانية إضافة إلى الوجبة اللبنانية بمجموعة من المسلسلات العربية، محطة الجديد، اشترت حقوق عرض المسلسلين السوريين "وردة شامية" و"فوضى" وهما خرجا ظلماً من المبارزة والتنافس الموسم الماضي لأسباب بقيت حتى اليوم غير مقنعة، لكنهما يعطيان الممثل السوري أملاً في الخروج من الأزمة التي تحاصر المسلسل السوري.

محطة Lbci تحاول الصعود، على أعمال "الرايتنغ" لذلك أبقت على مسلسلي "كل الحب كل الغرام" يُقال أن نسبة متابعته تجاوزت الثلاثين في المئة، وكذلك بالنسبة لمسلسل "الحب الحقيقي" الذي تابعه اللبنانيون في الشتاء وأوقف ليحضُر على مائدة رمضان هذه السنة مجدداً في ثلاثين حلقة أخرى تروي قصة حب، لامرأة عشقت رجلين، أمام البحث عن المال والسلطة والسعادة.



المساهمون