المسلسلات العربية في 2020: منافسة رمضانية غير عادلة

23 مايو 2020
"أولاد آدم" الوحيد القادر على المنافسة (من المسلسل)
+ الخط -

لا يمكن وصف الموسم الرمضاني، بما قدم من دراما عربية، بالموسم المتكامل، إذْ جاء منقوصاً دون اكتمال في المتعة، وبحبكات ضعيفة، دفعت بالجمهور إلى تقبّل الوضع الطارئ والمشاهدة دون رفع سقف التوقعات.

في حين جاءت المنافسة بين الأعمال الرمضانية غير عادلة. فالموسم السوري لم يُعرَض نصفه بسبب أزمات الدولار ووباء فيروس كورونا المستجد، ولم تُستكمَل عمليات تصوير أكثر من عمل، وتأجَّل إطلاقُ بعضها الآخر. مثلاً، عانى مسلسل "سوق الحرير" من تقصير في مدة الحلقة الزمنية، واختصار عدد كبير من المشاهد. ولم يسلم من هذه الأزمة بشكل مباشر سوى مسلسل "مقابلة مع السيد آدم"، ولعلّه المسلسل السوري الاجتماعي الوحيد الذي تخطى العقبات للوصول إلى الشاشة، فالتفَّ حوله الجمهور لا لتصدُّر نجوم الصف الأول بطولته، بل لتوازن العناصر الفنية فيه، إذْ لا يوجد مسلسل اجتماعي سوري منافس له، سواء على صعيد حجم الميزانية، أو أسماء الممثلين وقنوات العرض.

وفي حين خرجت ثلثا الأعمال المشتركة من العرض الرمضاني، وصل للشاشة مسلسل "أولاد آدم" الذي تعرض لاقتطاع أثر على عدد المشاهد وطريقة تراتبيتها، ما حول العمل بجزء كبير منه إلى مشاهد داخلية طويلة تقوم على الحوار، أكثر من إيقاع الحدث.

وبعد امتناع قناة "الجديد" اللبنانية عن عرض أي عمل مشترك جديد، وضعف الضخ الإعلامي لقناة "إل بي سي"، صار "أولاد آدم" المسلسل المشترك الوحيد القادر على المنافسة في ظل تأجيل عرض ثلاثة أعمال بارزة وضخمة إنتاجياً، هي "الهيبة" و"2020" و"دانتيل"، وبذلك تمكَّن المسلسل الذي انتهى تصويره في الربع الأخير من شهر رمضان، من كسب ثقة الجمهور أيضاً، لطرحه المختلف لدراما مصوّرة في لبنان، وهذا ما حقق تفاعلاً كبيراً حوله، وصدَّر نجومه مكسيم خليل وقيس الشيخ نجيب وندى أبو فرحات إلى الواجهة، في ظل غياب تيم حسن وقصي خولي ونادين نجيم وسيرين عبد النور.

وهذا انعكس أيضاً على حظوظ الفنانين باسل خياط وعابد فهد من المنافسة على صدارة الموسم، بعد توقف عرض عملي "النحات" و"الساحر" في منتصف الموسم، ما وأد إمكانية تصعيد الحدث وزيادة التشويق حتى نهاية الموسم. إذاً، جاءت الأعمال مبتورة بمشاهد غير مشبعة ومشاهد ألغيت أثرت على سياق العرض، وتركت تساؤلات لدى الجمهور حول مدى فهمه لحبكة العملين، وانسياب الأحداث.

حضر بعض النجوم وغاب البعض الآخر في موسم مرهق أتعب شركات الإنتاج، وحوّل المشروع الدرامي الفني إلى صفقة يساوم عليها المنتج، ولو جاءت على حساب صحة الطاقم الفني وراحة الجمهور. فبات لسان الجمهور يقول "هذا أحسن شيء في موسم 2020"، ليس لكثرة الخيارات والتفاضل بينها، بل لعجز سوقَيْ الدراما المحلية والمشتركة، عن تأمين طرق آمنة للأعمال تجنِّبها التعرض للتعديلات القسرية والإخفاق في صناعة الأثر المطلوب من العمل. فالمسلسلات، ولو حضرت بتسويق فقير وأجواء غير مشجعة على الصعيد الإعلاني ومزاج الجمهور العام، يجب أن تدفع المنتجين للتفكير ملياً بضرورة ضمان تجهيز مشاريعهم الدرامية مبكراً، والتخلص من أسر الثلاثين حلقة، ما يحول المسلسل إلى منافس بحد ذاته يواجه الجمهور مباشرة، وليس عنصرًا في السباق بين الأعمال التي تبدأ بذات اليوم وتنتهي بذات اليوم في عدد المشاهدات وحجم المشاركات عبر "تويتر"، وعدد الألقاب المسندة لنجوم العمل كأفضل ممثل أو ممثلة أو إخراج أو نص.

المساهمون