المستشار السابق لترامب يوضح محاولة "إسقاط النظام في تونس"

19 ابريل 2017
موقف وليد فارس يثير جدلاً (Samuel Corum/ الأناضول)
+ الخط -
عاد مجدداً، وليد فارس، مستشار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خلال حملته الانتخابية، إلى الملف التونسي رغم الجدل الكبير الذي أثارته تدوينة له على "فيسبوك"، والتي قال فيها إلى "مؤامرة بين الإسلاميين المتشددين في ليبيا، وبعض من في الداخل التونسي"، مؤكداً أنه لم يقصد جماعة إسلامية بعينها، بل إنه تحدث عن فصائل إسلامية متطرفة في ليبيا على علاقة تعاون وثيق ومشترك مع جماعات إسلامية متشددة في تونس، معبراً عن احترامه للحكومة المنتخبة الديمقراطية في تونس حالياً.


وأضاف مستشار ترامب السابق، "ردود الفعل المذكورة تدل على أنّ هنالك مسألة عميقة في تونس جذبت اهتمام المجتمع المدني، وأن هنالك بعض النقاط التي خضعت لبعض التأويلات وتم إخراجها على سياقها".



ومن بين ما توقف عنده أنه "لم أتحدث عن محاولة مشتركة بين فصائل إسلامية تونسية ليبية، لتنفيذ انقلاب للسيطرة على الحكم في تونس، بل تحدّثت عن محاولتهم إسقاط النظام الحالي"، مشدّداً على أن المعلومات التي ذكرها ليست معطيات رسمية حكومية، وإنما معطيات تم استقاؤها من قبل خبراء متخصصين.

وأكد فارس أن كل المعطيات التي ساقها منشوره في السابق وهي معطيات معروفة، وأنه لم يأت بأي جديد.



وفي تعليقه على هذه المستجدات، قال رئيس كتلة حركة النهضة، بمجلس نواب الشعب، نور الدين البحيري، لـ"العربي الجديد" إنّ هناك من لا يتمنون الخير لتونس، وهؤلاء لا يتوانون في إثارة أي محاولة يمكنها التشويش على الشأن التونسي لإرباك الأوضاع. واعتبر أن أشخاصاً كثراً استغلوا هذه التدوينة لتأجيج الأوضاع، مبيناً أن الاتهامات التي وجهها بعضهم للنهضة غير صحيحة لأن النهضة تدفع لحفظ تونس من عديد المنزلقات وحمايتها من متاهات الصراع والوقوع في الفتن الأهلية، لأن من حق جميع التونسيين، مهما كانت انتماءاتهم السياسية والفكرية أن يشاركوا في بناء الدولة وإدارة شؤونها وحل مشاكلها.


وبين أنّ النهضة مستهدفة لأنها طالما دعت الى التوافق لأنه مستوى راق من الديمقراطية ويسمح للجميع بالمشاركة في الحكم حتى ولو كانت هناك أقلية سياسية، معتبراً أن التوافق والتشارك في الحكم بين حركة النهضة ونداء تونس مستهدفان، وفي استهدافهما استهداف لتونس.


وأوضح البحيري، أنّ الحديث عن تعاون وثيق بين جماعات متشددة في ليبيا وأخرى في تونس يعني أن الإرهابيين وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) يستهدفون الدولة ويسعون الى إسقاطها، معتبراً، أن تنظيم "داعش" ليس له وجه واحد، بل كل من يعطل التنمية والاستثمار في تونس ويعمل على استهداف الدولة لدفعها الى الهاوية لا يختلف كثيراً عن "داعش" طالما أن هدفهما واحد.


من جهته، قال الأمين العام للتيار الديمقراطي، غازي الشواشي، لـ"العربي الجديد" إنه على الرغم من أن مواقف ترامب أصبحت مقيدة أكثر ومتزنة بحكم أنه رئيس للولايات المتحدة وتوجد عدة اعتبارات دبلوماسية، إلا أن قياداته التي كانت قريبة منه ذات يوم من مستشارين وأحزاب قد يتبنون نفس الخطاب.


وأضاف أنّه بالعودة الى خطابات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، سابقاً فإنه عبّر صراحة عن عدائه للتيارات الإسلامية، معتبراً أنها مصدر من مصادر الإرهاب. كما أنه ذكر أنه لا يساند تواجد الأحزاب ذات التوجه الإسلامي في الحكم، وبالتالي فإن التصريحات الخاصة بمستشاره خلال الحملة الانتخابية لن تبتعد كثيراً عن توجهه.


وأشار الى أنّ الحديث عن الملف التونسي ومحاولات إسقاط الحكومة تدخل في الشأن الداخلي، وأنه من المفترض تجنب مثل هذه المسائل، معتبراً أن مستشار ترامب السابق ليس لديه منصب رسمي، ولكن مواقفه قد تورط الحكومة الأميركية لأن مثل هذه التصريحات سيفهم منها أنها تدخّل في تونس بغض النظر إن كانت المعلومات صحيحة أم لا.


واعتبر الوضع في تونس حالياً دقيقاً وأن بعض المواقف حتى ولئن كانت شخصية، إلا أنها قد تكون لها انعكسات سلبية على الوضع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، كالحديث عن إسقاط الحكومة، ما قد يساهم في التأثير على المستثمرين وتعكير الاقتصاد، معتبراً أنه لا يمكن بهكذا تصريحات دعم الديمقراطيات الناشئة، ودعم تونس.