أعلن مسؤول رفيع في الفاتيكان ترأس الهيئة المتابعة لقضايا الاعتداء الجنسي، عن استقالته من منصبه، بعد توجيه اتهامات له بالاعتداء على إحدى الراهبات.
وذكرت صحيفة "ذي إندبندنت" أن استقالة رئيس هيئة الأركان في مجمع عقيدة الإيمان في الفاتيكان، هيرمان غيسلر، الهيئة التي تضبط وتراقب قواعد السلوك وتكشف عن قضايا الاعتداء الجنسي وتعالجها داخل الكنيسة الكاثوليكية، أتت بعد شهرين من اتهامه بالاعتداء الجنسي.
ونقلت عن بيان صادر عن المكتب الصحافي للكرسي الرسولي، أن غيسلر أكد براءته من تهم الاعتداء الجنسي، وقدم استقالته يوم الإثنين الماضي.
وذكر المكتب أن "الأب غيسلر قرر اتخاذ هذه الخطوة للحد من الأضرار التي وقعت بالفعل على الجماعة وعلى مجتمعه".
وفي العام الماضي، اتهمت راهبة سابقة كاهنًا، لم تذكر اسمه، بأنه أقدم على تحرّشات وسلوكيات تحمل معاني جنسية أثناء خضوعها للتدريب. وتلك المرأة، وتدعى دوريس فاغنر، سمّت لاحقا الكاهن غيسلر، واتهمته بتلك الأفعال، وفقا للمراسل الكاثوليكي الوطني.
وشاركت فاغنر قصتها في حدث في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في روما بعنوان "التغلب على الصمت - أصوات النساء في أزمة الإساءة". وتحدثت كيف انتقلت من بلدها الأصلي ألمانيا في سن 19 عامًا للانضمام إلى المجتمع الديني المعروف باسم "العمل". في عام 2009، طلب الكاهن تعيينه مسؤولاً عن فاغنر ودرّبها، وكان يمارس تجاهها أفعال تحرش وسوء معاملة، بحسب شهادتها.
وقالت: "كان يبقيني راكعة أمامه لساعات، وكان يخبرني كم كان يحبني، وأنه كان يعرف أنني أحبه، وأننا على الرغم من عدم تمكننا من الزواج، سيكون هناك طرق أخرى". وأضافت "في وقت ما كان يحاول أن يمسك بي ويقبّلني، وكنت أصاب بالذعر وأغادر الغرفة مسرعة".
وأكدت فاغنر أنها أبلغت رئيسة أنثى في الكنسية عمّا حصل معها، وسألتها إذا كان يمكن أن يكون لها كاهن اعتراف آخر مخصص لها غير غيسلر. وأشارت إلى أنها أحسّت بارتياح شديد لأن الرئيسة لم تلُمها، وبدلاً من ذلك، قالت شيئاً مثل: "أنت تعرفين، وأنا أعرف أن الأب يعاني من ضعف معين تجاه النساء، لذا يجب علينا أن نتحمل ذلك".
وأثناء حديثها في روما، لم تذكر فاغنر اسم الكاهن، بل اكتفت بوصفه بأنه "عضو قيادي، وكاهن، يعمل حتى يومنا هذا كشخصية رئيسية في مجمع لعقيدة الإيمان"، لكنها أفصحت عن اسمه في مقابلات لاحقة معها.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت فاغنر أن غيسلر لم يصدر عنه أي سلوك جنسي، منذ تقديمها بلاغاً لمجمع عقيدة الإيمان عام 2014، بحسب المراسل الكاثوليكي الوطني.
وأضافت: "تلقيت ردا جاء فيه أن الأب غيسلر اعترف، وطلب العفو، وأنه تلقى تحذيراً من الكنيسة، وهذا كان كل شيء"، بحسب تصريحها للصحيفة الدينية.
وتابعت "طريقة التعاطي مع القضية كان سخيفاً، وهو دليل على موقف الكنيسة تجاه مرتكبي الجرائم"، إذ بقي غيسلر في منصب رفيع المستوى داخل الكنيسة.
وأعلن المكتب الصحافي للكرسي الرسولي، يوم أمس الثلاثاء، أن غيسلر أكد أن الاتهام غير صحيح. كما طلب من الكنيسة أن تستمر في إجرائها القانوني، والتي بدأت بالفعل النظر في الادعاء. في المقابل، أشار غيسلر إلى أنه يحتفظ بالحق في اتخاذ إجراء قانوني مدني.