أعلن البنك المركزي اليمني رفع سعر الفائدة على شهادات الإيداع إلى 27%، في محاولة لإنقاذ الريال المتهاوي، في البلد الذي تمزقه الحرب منذ نحو أربعة أعوام.
وتزيد أسعار الفائدة الجديدة على شهادات الإيداع بنسبة كبيرة عن السائدة في البنوك حالياً والتي تتراوح بين 15% و20% وفق مصرفيين.
كما رفع المركزي اليمني أسعار الفائدة على السندات الحكومية إلى 17%، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء اليمنية الحكومية "سبأ" عن بيان للمركزي، مشيراً إلى أن أرباح الودائع ستدفع كل ثلاثة أشهر، أو بقرار من محافظ البنك بموجب الفترات التي يتفق عليها.
وأشار المركزي إلى أن هذه الفائدة تسري على الأوعية من مبالغ نقدية تورد للبنك المركزي في مركزه الرئيسي بعدن التي تتخذ الحكومة عاصمة مؤقتة منها، أو في أي فرع من فروع البنك بناء على موافقة محافظ البنك.
ويشهد الريال اليمني انخفاضاً حاداً وسريعاً في قيمته أمام الدولار وباقي العملات الأجنبية، منذ نهاية أغسطس/آب الماضي، ليصل سعر الدولار إلى أكثر من 600 ريال، مقارنة بنحو 513 ريالاً منتصف يوليو/تموز الماضي.
وشكك عبد الواحد حمود الخبير الاقتصادي اليمني في حديث لـ"العربي الجديد"، في إمكانية إسهام هذا الإجراء في إنقاذ الريال قائلاً: "البنك لم يتطرق لأي إجراءات تخص توريد إيرادات الدولة إلى حساباته وليس هناك أي ذكر لوقف النفقات غير المبررة ووقف احتكار استيراد المشتقات النفطية والمواد الغذائية من قبل تجار سواء مقربين من قيادات الحكومة الشرعية أو جماعة الحوثيين".
كما أكد خبراء أن رفع أسعار الفائدة سيزيد من تضخم الأسعار، بينما يشهد البلد موجة غلاء غير مسبوقة بسبب شح السلع وتهاوي الريال في ظل الحرب المستعرة.
وألقت 4 سنوات من الصراع، بنحو 85% من سكان اليمن البالغ عددهم نحو 28 مليون نسمة إلى براثن الفقر وفق بيانات مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي في اليمن.
كما قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في تقرير له في أغسطس/آب الماضي، إن ما يقرب من 18 مليون يمني لا يعرفون من أين تأتي وجباتهم المقبلة، في حين يعيش أكثر من 8 ملايين منهم في جوع شديد، ويعتمدون كلياً على المساعدات الغذائية الخارجية.
وأمس الأربعاء حذّرت منظّمة "أنقذوا الأطفال" (سايف ذي تشيلدرن) البريطانية، من أن المجاعة تتهدّد مليون طفل إضافي في اليمن من جرّاء ارتفاع أسعار المواد الغذائية بسبب استئناف القوات الموالية للحكومة المعترف بها دولياً هجومها على مدينة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر غرب البلاد.
وقالت المنظمة الإنسانية في تقرير لها إنّ الهجوم على الحُديدة سيزيد عدد الأطفال المهدّدين بالمجاعة في اليمن إلى 5.2 ملايين طفل، مضيفة أنّ "أيّ اضطراب في إمدادات الغذاء والوقود التي تمرّ عبر الحُديدة يمكن أن يسبّب مجاعة على نطاق غير مسبوق".