المرض يهدد 38 طالباً مصرياً في سجن وادي النطرون

31 اغسطس 2014
تعود قضية الشبان إلى أوائل العام الحالي (سترينغر\ الأناضول\Getty)
+ الخط -

لم يكترث 38 طالباً من جامعة القاهرة كثيراً بتأجيل العام الدراسي في مصر حتى 13 أكتوبر/تشرين الأول. فهؤلاء لن يتمكنوا بكلّ الأحوال من الالتحاق بجامعتهم، بعد أن باتوا مجرّد رقم في سجن وادي النطرون غربي مصر. وقد وصل الأمر إلى حد إصابتهم بالأمراض الجلدية.

وتعود قضيّة الشبان الـ38 إلى أوائل العام الحالي. فقد اعتقلوا في 16 يناير/كانون الثاني ووجّهت إليهم اتهامات بإتلاف الممتلكات العامة والتجمهر وقطع الطريق والشروع في قتل زميلهم إسلام غانم في أحداث جامعة القاهرة، وهو الذي تدور الشبهات في مقتله حول رجال الأمن.

وعن تلك الاتهامات، يقول محامي الطلاب محمود عثمان، إنّها سقطت لعدم وجود أحراز وفشل مطابقة صورهم مع تسجيلات الفيديو والصور التي التقطت في تلك الأحداث. يضيف "مع ذلك تستمر معاناتهم في السجن عبر اختلاطهم بالمحكومين بقضايا جنائية وعدم توفّر تهوئة، مما أسفر عن إصابتهم بأمراض جلدية وصلت إلى حدّ الجرب".

ولم يُعرَض الطلاب عقب ترحيلهم إلى محكمة الجيزة الأربعاء الماضي، على النيابة. ورفض وكيل النيابة النظر في قضيتهم، لعدم انتهاء فترة الـ45 يوماً. واضطر الطلاب إلى الرجوع إلى السجن، متكبدين مشقّة الحرّ وطول المسافة.

ويذكر عثمان أنّ النيابة استبعدت خلال الجلسات السابقة، تهم الشروع في القتل وإتلاف ممتلكات، فيما بقيت تهمة التجمهر. وبحسب القوانين المصرية، فإنّ تهمة التجمهر تعتبر جنحة لا تستدعي المكوث في السجن سوى ستة أشهر لا ثمانية، بخاصة مع عدم وجود دليل.

من جهتها، تقول والدة أحد الطلاب (فضلت عدم ذكر اسمها) إنّ ابنها تعرض لصنوف من الضرب والإهانة والتعذيب، في انتفاضة سجن وادي النطرون التي بدأت من 26 مايو/أيار الماضي واستمرت حتى الثاني من يونيو/حزيران. وأدى ذلك إلى كسر في أحد أضلعه وشجّ رأسه. وأشارت إلى أنّ الطلاب الـ38 ومن بينهم ابنها، يعانون انقطاع المياه والكهرباء باستمرار وضعف التهوئة، مما أصابهم بأمراض جلدية. كذلك أشارت إلى أنّ إدارة السجن ترفض إدخال المطهرات أو الأدوية لعلاجهم.

وتتابع في حديثها إلى "العربي الجديد"، أنّ ابنها "لم يكن على علاقة بالتظاهرات الطلابية، وليس له اهتمامات سياسية، وقد ألقي القبض عليه في مترو جامعة القاهرة في أحداث يناير/كانون الثاني".

وتخبر عن حياته في داخل السجن، فتقول "يعاني معاملة قاسية، فيعرّى بشكل كامل عقب كل تفتيش". كذلك تستنكر تعرّض ابنها لإغماء في داخل غرفة الاحتجاز في قسم الجيزة الأربعاء الماضي، بسبب تكدس 38 طالباً في داخل غرفة صغيرة في الطبقة الثالثة لا تهوئة فيها أو شفاطات. تلفت إلى أنّ لون بشرته "تبدّل إلى الأزرق بسبب نقص الأوكسجين، واستيقظ على ضابط يشتمه ويهينه".

تضيف الأم أنّ حال بقية طلاب جامعة القاهرة المحتجزين، ليست أفضل من حال ابنها. وتوضح أنّ الطالب عمرو خالد (17 سنة) كان يلعب الكرة عندما ألقي القبض عليه. أما الطالب أحمد جمال فيعاني إصابة في قدمه، بسبب الضرب الذي تعرّض له من دون أن يتلقى العلاج بعد. كذلك ذكرت أنّ جميع المعتقلين ينامون على الأرض ويتكدسون جميعاً في زنزانة صغيرة شديدة الحر، فيما ما زالت إدارة السجن تنظر في طلب أولياء الأمور بتركيب مراوح على نفقتهم.