يمارس الرئيس التونسي السابق، محمد المنصف المرزوقي، فعل الكتابة باستمرار حيث نشر كتباً ومقالات في عدد من الصحف والمواقع الالكترونية. كما يعبر عن مواقفه من الشأن العام التونسي من خلال تدوينات على صفحته على فيسبوك، والتي عادة ما تكون تدوينات سياسية، لكنّ آخر تدوينة له كانت استثنائية، إذ خصّصها لما تتعرض له اللغة العربية من "مجازر" على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الإعلام التونسي.
وانطلق المرزوقي من حادثة ذكر نائب من "نداء تونس" لأحد الأمثال الشعبية التونسية ناسباً إياه إلى القرآن، وهو ما اعتُبر خطأ كبيرًا تعددت التعليقات حوله على مواقع التواصل في تونس، ورأى فيه كثيرون ترجمةً للمستوى المعرفي لبعض النواب التونسيين.
إلا أنّ الرئيس التونسي السابق اعتبر ذلك "ناقوس خطر يهدد اللغة العربية وعلامة على الانحطاط الثقافي المتسارع في هذا البلد"، مشيرًا إلى خشيته على اللغة العربية نتيجة اختلاطها عند التونسيين باللهجة العامية وباللغة الفرنسية. وقال "سيأتي يوم نقول فيه – أستغفر الله العظيم – (إن الله على كل شيء capable'' أو ''إنا لله وإليه de retour)".
وأضاف "لا أعرف حقبة مظلمة من تاريخنا قدر هذه الفترة التي نشاهد فيها الاعتداء بالفاحشة على أجمل وأعظم لغات العالم، لغة القرآن، لغة محمد سيد الخلق، لغة المتنبي سيد الشعراء، لغة ابن خلدون سيد المؤرخين، لغة ابن منظور القفصي سيد أحباء لغة كل هؤلاء".
ورأى أن "الآخرين لا يسمحون بانتهاك لغتهم عكسنا نحن"، فكتب "مثلما لا أعرف بلدًا غربيًا مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا، أو شرقياً مثل اليابان والصين، يسمح لمن هب ودب بليّ عنق اللغة في وسائل الإعلام العامة وصفحات التواصل الاجتماعي".
المرزوقي أكد أنه سيجعل الدفاع عن اللغة العربية في صلب برنامج عمل حزبه "حراك تونس الإرادة"، قائلاً "في برنامج الحراك سأجعل من الدفاع عن لغة الآباء والأجداد واللغة التي شرفنا بها الخالق بندا لا يقل عن أهمية الدفاع عن الحكم المحلي أو العدالة الاجتماعية أو الاستقلال الوطني".
Facebook Post |