طالب الرئيس التونسي السابق، منصف المرزوقي، السبت، أمام مؤتمر جماهيري بالإفراج عن الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي، معترفا بأخطائه أثناء فترة توليه الحكم، قائلاً إنه "يتحمل وحده مسؤولية نتيجة الانتخابات"، فيما رفع شارة "رابعة" تضامنا مع المعارضة السلمية.
كما عبر عن تضامنه مع أسماء البلتاجي التي أوضح أنه كان بالإمكان أن تكون ابنته، وقال "ذكرى كم هي أليمة لفتاة انتزعت منها الحياة في الـ17 من عمرها، تدعى أسماء، هي ابنة زميلي الدكتور محمد البلتاجي". ولم يفوت المرزوقي الفرصة، وتمنى فك أسر البلتاجي وجميع الأسرى في العالم.
وتولى المرزوقي الحكم بين عامي 2011 و2014، أنجز خلالها دستوراً انتقاليّاً للبلاد، لكن قوى الثورة المضادة انتعشت وعادت بقوة إلى المسرح السياسي.
اقرأ أيضاً: المرزوقي يتضامن مع مرسي
وقال المرزوقي في اختتام أعمال المؤتمر التحضيري لـ"حراك شعب المواطنين"، في كلمة هي الأولى في اجتماع شعبي بعد الانتخابات الرئاسية، "أخطأت في تقييم الوضع وفي اختياري مستشاريي، وأخطأت عندما لم أستقل عندما استفحل الفساد".
وعاد المرزوقي وأكد ما قاله سابقا من أن "مسار الثورة لم ينته"، وتونس ليست بحاجة للتطبيع مع النظام القديم "خوفاً من أذاه"، وأوضح أنه لا يقصد أشخاصاً من النظام القديم، بل يعني "عقليات" أدت إلى الثورة.
واعتبر أن المصالحة الوطنية لا يمكن أن تكون إلا بعد العدالة الانتقالية.
ودعا المرزوقي السلطات المصرية إلى إطلاق سراح الرئيس المعزول، محمد مرسي، كما انتقد أداء الدبلوماسية التونسية، وخصوصاً غيابها على مستوى الأزمة الليبية، مع أن تونس هي أكثر المتضررين من تواصلها.
وانطلقت، اليوم السبت، في العاصمة تونس أعمال مؤتمر "حراك شعب المواطنين" الذي كان أعلن عنه المرزوقي إثر الانتخابات الرئاسية لسنة 2014، وبعد تأجيل تكرّر أكثر من مناسبة، كان آخرها تأجيل موعد 20 مارس/آذار بسبب أحداث باردو الإرهابية تقرر أن يعقد المؤتمر التحضيري اليوم.
اقرأ أيضاً: عدنان منصر لـ"العربي الجديد": "حراك المواطنين" لإعادة الشباب للسياسة
ولوحظ في الجلسة المسائية حضور بارز للوجوه الشبابية من مختلف جهات البلاد الذين شاركوا في اجتماعات التنسيقيات الجهوية لحراك شعب المواطنين، حسب ما رصدته "العربي الجديد".
كما حضر عدد من أعضاء المجلس الوطني التأسيسي السابق إلى قصر المؤتمرات مثل النائب الثاني للتأسيسي، العربي عبيد، الذي أكد لـ"العربي الجديد" أن "حضوره شخصي وتلبية لدعوة من منظمي المؤتمر".
وأكد عدد من المشاركين أهمية ولادة جسم سياسي أو حزبي أو حتى مدني جديد يساهم في تعديل المشهد العام، وخصوصاً السياسي منه.
واعتبر نجيب مراد، عضو سابق في المجلس الوطني التأسيسي عن حركة النهضة أن "حراك شعب المواطنين مهما كانت الصبغة أو الصيغة التي سيكون عليها، مسألة ضرورية في المرحلة الحالية لإحداث توازن سياسي وإنقاذ البلاد مما يجري إلى الآن".
من جهته، شدد المشارك في المؤتمر، العروسي بوزايدة لـ"العربي الجديد" على "ضرورة إيجاد فضاء يعيد الأمل للشباب ويشجعهم على المشاركة في الحياة الساسية وبناء المشهد العام، في ظل الاستقطاب الثنائي الذي ميز المشهد الحالي بين كل من حركة النهضة وحزب نداء تونس".
وتمنى بوزايدة وجود أكثر من هذا الحراك، وأن يكون هناك حراك اجتماعي واشتراكي ويساري وغيرها لتعديل الكفة وإثراء المشهد العام.
اقرأ أيضاً: تماثيل بورقيبة في المزاد السياسي