وكتب المرزوقي على صفحته الرسمية، أمس الثلاثاء، قائلاً إنه يتعيّن "وقف النزيف، بالكفّ عن التراشق بالتهم والسباب وذلك حتى مع الخصوم فما بالك بأصدقاء البارحة، وربما من جديد أصدقاء الغد، علماً أن القضية بالأساس هي إعادة الحدّ الأدنى من المصداقية للسياسة، لأن الشعب إذا فقد الثقة في السلطة والدولة والسياسة فالنتيجة معروفة: المغامرة والمقامرة على دواء قد يكون أمرّ من الداء".
ولم يوضّح المرزوقي من هم تحديداً بـ"أصدقاء الأمس"، علماً أن الفترة التي تلت انتخابات 2014، شهدت موجة متصاعدة من تبادل التهم، التي سبق وأشار إليها المرزوقي مع عدد من الأحزاب، ومن بينها حركة "النهضة"، التي شكلت مع حزبي "المؤتمر" و"التكتل" ما يعرف بالترويكا.
وتعود حالة التوتر بين الطرفين في مناسبات عدةّ، لعل آخرها ما حدث، أول أمس الاثنين، خلال حوار أدلى به رئيس حركة "النهضة" راشد الغنوشي، دعا فيه إلى الكف عن اتهام الجيش بمحاولة "انقلاب"، فيما رد أمين عام "حراك تونس الإرادة"، عدنان منصر، بأن المرزوقي لا يعقد اتفاقات سرية ولا ينقض مواثيقه.
وقد لا يكون المقصود بحديث المرزوقي، حركة "النهضة"، وإنما بقية الطيف السياسي الذي شاركه معارضة النظام السابق، وشكل معه ما يعرف بجبهة 18 يناير، التي تشتت بعد الثورة.
وفي هذا السياق، قد يفهم ما أشار إليه المرزوقي في نصه، حين تحدث عن ضرورة "تقارب العائلة الديمقراطية الاجتماعية، أكثر من أي وقت مضى لأنها البديل الوحيد المتاح لهذا البلد وأخر موضع أمله".
وعاد المرزوقي بالحديث عن موضوع الانتخابات البلدية، معتبراً أنه يجب أن تتضافر كل الجهود لكي تتم في أقرب وقت.
وأوضح أن "الحالة المزرية لمدننا وقرانا وصمة عار ولا تتحمل مزيداً من غياب سلطات بلدية فاعلة، بانتظار تفعيل الدستور وانتخاب مجالس الأقاليم ودخول الحكم المحلي حيز التطبيق".
وتحدث المرزوقي أيضاً عن ضرورة "مواكبة المطالب الاجتماعية الشرعية، لكي تبقى داخل المنظومة الديمقراطية والاحتجاج السلمي، وهو ما لن يتحقق دون قبر قانون المصالحة مع الفاسدين وبداية حرب فعلية لا كلامية على الفساد".
وحذّر المرزوقي من عودة التغوّل، بسبب تسميات المحافظين ثم المعتمدين من "حزب الفضائح" (في إشارة ربما لنداء تونس) تمهيداً لانتخابات ''بنعلية" (نسبة للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي) في 2019.