"مدرسة علمني" educate me إحدى أبرز المدارس المجتمعية في مصر، لما لها من طابع وفكر مميز يختلف عن مثيلاتها فهي مدرسة شاملة تستقبل تلاميذها في السن الرسمي للالتحاق بالمدرسة وهدفها ليس حل مشكلة الإتاحة فقط بل تقديم نوع جيد من التعليم يمزج بين ثلاثة محاور هي متطلبات التربية والتعليم والمتمثلة في المناهج الدراسية والاستفادة من أبحاث مهارات القرن الـ 21 في تدريب الأطفال على مهارات التفكير النقدي والإبداعي والتدريب على حل المشكلات واتخاذ القرارات واعتماد منظومة من القيم والمبادئ مثل التعاون والاحترام والاعتماد على الذات.
التقت "العربي الجديد" بمدير العلاقات العامة بمؤسسة "علمني" آية ياسر، تقول: نحن مؤسسة مصرية غير ربحية هدفنا ليس تعليم الطفل مجرد القراءة والكتابة وإنما تزويده وإكسابه المهارات والقيم والمعلومات التي تؤهله لتحقيق ذاته، وعن بداية مشوار علمني تقول: البداية كانت بمبادرة لجمع التبرعات لمساعدة الأهالي الغير قادرين على دفع مصروفات أبنائهم الدراسية حتى اكتشفنا أن مشكلة التعليم ليست في الأموال فقط وإنما في مفهوم التعليم القائم على الحفظ والتلقين وإهمال كل المهارات.
تواصل: اتجهنا إلى تعليم الأطفال القراءة والكتابة وتنمية مهاراتهم وتركز نشاطنا في منطقة "الطالبية" بمحافظة الجيزة، وهي منطقة عشوائية تعاني من مشاكل التسريب من المدارس ولا يوجد بها سوى مدرسة ابتدائية واحدة، بدأ ذلك في العام 2010 دون أي مقر لنا حتى تحولنا إلى مؤسسة قانونية غير ربحية، ورأينا ضرورة الاستمرار مع الأطفال في مشوارهم التعليمي فتحولنا من مجرد عمل تطوعي في أماكن غير ثابتة إلى مدرسة وفصول وحضانات منذ 2015 تخدم حاليا حوالي 300 طفل من أطفال الطالبية.
وعن العملية التعليمية داخل علمني تواصل ياسر: لدينا فريق تعليمي يقوم بتصميم الأنشطة المختلفة ويختارها كتنظيم الرحلات الميدانية وحلقات النقاش المفتوح مع التلاميذ في نهاية كل أسبوع وكذلك عمل شراكات مع مؤسسات أخرى لتدريب الأطفال على أنشطة عملية مثل تعليمهم مبادئ الهندسة بشكل مبسط وخلافه، وتتابع ياسر قائلة: المعلمة في مدرسة علمني تسمى ميسرة ونقوم بتعيين ميسرين من نفس منطقة المدرسة لضمان الاستمرارية في العمل، ويتم الاختيار وفق كفاءات معينة والقدرة على إدارة الفصل وتقديم المعلومة.
اقــرأ أيضاً
مدرسة تواصل
ومن المدارس المجتمعية أيضا مدرسة "تواصل" التابعة لجمعية تواصل بمنطقة إسطبل عنتر بمحافظة القاهرة، ويدخلها المتسربون من التعليم بداية من سن 9 سنوات.
تقول فكرية شعبان مدير الجمعية: "تواصل" تدعم اثنين من مبادرات التنمية المجتمعية إحداهما مدرسة "تواصل" لتنمية إسطبل عنتر والتي بدأت منذ 2008 وتقدم التعليم المجاني لـ 160طالباً، وتوفر المدرسة مناهج تعليمية متكاملة مصدقة من وزارة التربية والتعليم، كما يتعلم الطلاب الحرف اليدوية في ورش داخل الجمعية مثل التطريز والنجارة والتفصيل وإعادة التدوير والأشغال الفنية وغيرها ويتلقى التلاميذ عائدا أسبوعيا وعائدا إضافيا بعد بيع المنتجات ويساعد ذلك على ضمان بقائهم بالمدرسة وعدم انقطاعهم لأنها توفر لهم دخلاً إضافيا هم في أشد الحاجة إليه للمساعدة في إعالة أسرهم.
جمعية مصر الخير هي الأخرى جمعية غير هادفة للربح، تعتبر مشروع المدارس المجتمعية وتقريب العلم وتسهيله للمحرومين منه من أهم مشروعات قطاع التعليم التي تتبناها والتي تساهم في تغيير حياة أطفال كثيرة في صعيد مصر تحديدا ممن لم يحالفهم الحظ في الالتحاق بالمدارس كما تعالج مشكلات الأمن التي تؤثر على التحاق الأطفال بالمدرسة كأن يضطر الطفل للمشي أربعة كيلو مترات وصولا إلى أقرب مدرسة.
وبحسب الموقع الرسمي للمؤسسة، يقوم المشروع على تجهيز فصل واحد بكل ما يحتاجه من موارد ومدرسين في كل قرية مع التركيز على القرى النائية التي لا يوجد بها مدارس، ويتم جمع الطلاب المتسربين من التعليم والتي تتراوح أعمارهم بين 6 و14 عاما ويدرسون المناهج الإبتدائية ثم يلتحقون بالمدارس الإعدادية التابعة للتربية والتعليم، ولضمان استمرارهم في التعليم تقدم الجمعية لكل تلميذ جوال أرز وعبوة زيت كل شهر، وبحسب إحصائيات المؤسسة، فان إجمالي عدد المدارس المجتمعية ذات الفصل الواحد وصل إلى 850 مدرسة تعليم مجتمعي في مختلف محافظات صعيد مصر.
اقــرأ أيضاً
مدارس الفصل الواحد
توجد أيضا المدارس المجتمعية (مدارس الفصل الواحد) التابعة مباشرة لوزارة التربية والتعليم ويقوم المجتمع بتوفير مبنى من فصل واحد بمساحة 50 مترا، وتوفر وزارة التربية والتعليم المدرسين والكتب لهذه المدارس وتتلقى دعما من جهات دولية داعمة للفكرة مثل منظمة اليونيسيف.
تقول رحاب الشوربجي إحدى معلمات التعليم المجتمعي بمحافظة شمال سيناء: التعليم المجتمعي صيغة تعليمية موازية للتعليم الابتدائي تهدف لتوصيل خدمة التعليم للمناطق النائية والمحرومة ويقبل من هم بين عمر 6 سنوات و16سنة ويتولى مهمة تدريس جميع المواد الدراسية معلم واحد أو اثنان على الأكثر، لكن المشكلة التي تواجه معلم التعليم المجتمعي أنه لا يحق له الانتقال إلى المدارس العادية مما يسبب إحباطا لديهم.
ومن جانبه يرى كمال مغيث الخبير التربوي أن المدارس المجتمعية لم تنشأ في الأساس لمعالجة مشكلة الإتاحة ولكنها تعتمد على مجرد علاج بعض مشكلات القصور في العملية التربوية وخاصة مع ازدياد نسب المتسربين من التعليم، فسعة الفصل المجتمعي والذي يشمل في الغالب ثمانية تلاميذ فقط لكل صف ويضم كل الصفوف معا في نفس الوقت لا يمكن اعتباره مخرجا لمشكلة التكدس في المدارس وإن انتشر في كل الأنحاء والنجوع، فإجمالي هذه الفصول على مستوى الجمهورية لا يستوعب أكثر من عدة آلاف على أعلى تقدير ولا يمكن أن يستوعب الزيادة التي أعلنتها الوزارة هذا العام من حاجتنا إلى 500 ألف فصل مع زيادة مستمرة كل عام.
ويتابع مغيث: مشروع "علمني" ضمن حالات فردية وهي جهود مشكورة غير قابلة للتكرار كثيرا في ظل نظام تعليمي مركزي، بعكس دولا أخرى نهضت وتقدمت بجهود منظمات المجتمع المدني أو المحليات ومن أهمها أميركا حيث يتم إنشاء المدارس تحت مسميات وصيغ مختلفة، فهناك مدارس الدولة ومدارس خاصة ومدارس تابعة للجمعيات الأهلية وحتى أهالي الحي الواحد متاح لهم فكرة إنشاء مدرسة وعلى الدولة فقط وضع المعايير الأساسية والخطوط العريضة للعملية التعليمية.
اقــرأ أيضاً
تواصل: اتجهنا إلى تعليم الأطفال القراءة والكتابة وتنمية مهاراتهم وتركز نشاطنا في منطقة "الطالبية" بمحافظة الجيزة، وهي منطقة عشوائية تعاني من مشاكل التسريب من المدارس ولا يوجد بها سوى مدرسة ابتدائية واحدة، بدأ ذلك في العام 2010 دون أي مقر لنا حتى تحولنا إلى مؤسسة قانونية غير ربحية، ورأينا ضرورة الاستمرار مع الأطفال في مشوارهم التعليمي فتحولنا من مجرد عمل تطوعي في أماكن غير ثابتة إلى مدرسة وفصول وحضانات منذ 2015 تخدم حاليا حوالي 300 طفل من أطفال الطالبية.
وعن العملية التعليمية داخل علمني تواصل ياسر: لدينا فريق تعليمي يقوم بتصميم الأنشطة المختلفة ويختارها كتنظيم الرحلات الميدانية وحلقات النقاش المفتوح مع التلاميذ في نهاية كل أسبوع وكذلك عمل شراكات مع مؤسسات أخرى لتدريب الأطفال على أنشطة عملية مثل تعليمهم مبادئ الهندسة بشكل مبسط وخلافه، وتتابع ياسر قائلة: المعلمة في مدرسة علمني تسمى ميسرة ونقوم بتعيين ميسرين من نفس منطقة المدرسة لضمان الاستمرارية في العمل، ويتم الاختيار وفق كفاءات معينة والقدرة على إدارة الفصل وتقديم المعلومة.
مدرسة تواصل
ومن المدارس المجتمعية أيضا مدرسة "تواصل" التابعة لجمعية تواصل بمنطقة إسطبل عنتر بمحافظة القاهرة، ويدخلها المتسربون من التعليم بداية من سن 9 سنوات.
تقول فكرية شعبان مدير الجمعية: "تواصل" تدعم اثنين من مبادرات التنمية المجتمعية إحداهما مدرسة "تواصل" لتنمية إسطبل عنتر والتي بدأت منذ 2008 وتقدم التعليم المجاني لـ 160طالباً، وتوفر المدرسة مناهج تعليمية متكاملة مصدقة من وزارة التربية والتعليم، كما يتعلم الطلاب الحرف اليدوية في ورش داخل الجمعية مثل التطريز والنجارة والتفصيل وإعادة التدوير والأشغال الفنية وغيرها ويتلقى التلاميذ عائدا أسبوعيا وعائدا إضافيا بعد بيع المنتجات ويساعد ذلك على ضمان بقائهم بالمدرسة وعدم انقطاعهم لأنها توفر لهم دخلاً إضافيا هم في أشد الحاجة إليه للمساعدة في إعالة أسرهم.
جمعية مصر الخير هي الأخرى جمعية غير هادفة للربح، تعتبر مشروع المدارس المجتمعية وتقريب العلم وتسهيله للمحرومين منه من أهم مشروعات قطاع التعليم التي تتبناها والتي تساهم في تغيير حياة أطفال كثيرة في صعيد مصر تحديدا ممن لم يحالفهم الحظ في الالتحاق بالمدارس كما تعالج مشكلات الأمن التي تؤثر على التحاق الأطفال بالمدرسة كأن يضطر الطفل للمشي أربعة كيلو مترات وصولا إلى أقرب مدرسة.
وبحسب الموقع الرسمي للمؤسسة، يقوم المشروع على تجهيز فصل واحد بكل ما يحتاجه من موارد ومدرسين في كل قرية مع التركيز على القرى النائية التي لا يوجد بها مدارس، ويتم جمع الطلاب المتسربين من التعليم والتي تتراوح أعمارهم بين 6 و14 عاما ويدرسون المناهج الإبتدائية ثم يلتحقون بالمدارس الإعدادية التابعة للتربية والتعليم، ولضمان استمرارهم في التعليم تقدم الجمعية لكل تلميذ جوال أرز وعبوة زيت كل شهر، وبحسب إحصائيات المؤسسة، فان إجمالي عدد المدارس المجتمعية ذات الفصل الواحد وصل إلى 850 مدرسة تعليم مجتمعي في مختلف محافظات صعيد مصر.
مدارس الفصل الواحد
توجد أيضا المدارس المجتمعية (مدارس الفصل الواحد) التابعة مباشرة لوزارة التربية والتعليم ويقوم المجتمع بتوفير مبنى من فصل واحد بمساحة 50 مترا، وتوفر وزارة التربية والتعليم المدرسين والكتب لهذه المدارس وتتلقى دعما من جهات دولية داعمة للفكرة مثل منظمة اليونيسيف.
تقول رحاب الشوربجي إحدى معلمات التعليم المجتمعي بمحافظة شمال سيناء: التعليم المجتمعي صيغة تعليمية موازية للتعليم الابتدائي تهدف لتوصيل خدمة التعليم للمناطق النائية والمحرومة ويقبل من هم بين عمر 6 سنوات و16سنة ويتولى مهمة تدريس جميع المواد الدراسية معلم واحد أو اثنان على الأكثر، لكن المشكلة التي تواجه معلم التعليم المجتمعي أنه لا يحق له الانتقال إلى المدارس العادية مما يسبب إحباطا لديهم.
ومن جانبه يرى كمال مغيث الخبير التربوي أن المدارس المجتمعية لم تنشأ في الأساس لمعالجة مشكلة الإتاحة ولكنها تعتمد على مجرد علاج بعض مشكلات القصور في العملية التربوية وخاصة مع ازدياد نسب المتسربين من التعليم، فسعة الفصل المجتمعي والذي يشمل في الغالب ثمانية تلاميذ فقط لكل صف ويضم كل الصفوف معا في نفس الوقت لا يمكن اعتباره مخرجا لمشكلة التكدس في المدارس وإن انتشر في كل الأنحاء والنجوع، فإجمالي هذه الفصول على مستوى الجمهورية لا يستوعب أكثر من عدة آلاف على أعلى تقدير ولا يمكن أن يستوعب الزيادة التي أعلنتها الوزارة هذا العام من حاجتنا إلى 500 ألف فصل مع زيادة مستمرة كل عام.
ويتابع مغيث: مشروع "علمني" ضمن حالات فردية وهي جهود مشكورة غير قابلة للتكرار كثيرا في ظل نظام تعليمي مركزي، بعكس دولا أخرى نهضت وتقدمت بجهود منظمات المجتمع المدني أو المحليات ومن أهمها أميركا حيث يتم إنشاء المدارس تحت مسميات وصيغ مختلفة، فهناك مدارس الدولة ومدارس خاصة ومدارس تابعة للجمعيات الأهلية وحتى أهالي الحي الواحد متاح لهم فكرة إنشاء مدرسة وعلى الدولة فقط وضع المعايير الأساسية والخطوط العريضة للعملية التعليمية.