في ظلّ الانفلات الأمني الذي يشهده العراق، تصبح عمليّة السيطرة على الحدود مع دول الجوار، خصوصاً إيران، أمراً شبه مستحيل، ما يؤدي إلى تداعيات خطيرة على الوضع الداخلي العراقي، نظراً لتدفّق الأسلحة والمسلحين والمخدرات.
يقول أمير علي، مسؤول منظمة "الشبيبة الكردستانية" الناشطة في مدينة خانقين المحاذية للحدود العراقية ـ الإيرانية (178 كيلومتراً شمال بغداد)، إنه "بعد دراسة ميدانية، تبيّن وجود خمسة آلاف شخص يتعاطون المخدرات في أربع بلدات مجاورة، هي خانقين ومندلي والسعدية وجلولاء، كما أن 80 في المائة من المخدّرات التي تصل إلى أيدي الشباب تأتي من إيران". ويلفت إلى أن منظمات مدنية تعمل على إطلاق برامج للتوعية حول مخاطر المخدرات، خصوصاً بين الشباب، بعد التوصّل إلى معلومات تفيد بأن معظم الذين يتعاطون المخدرات تتراوح أعمارهم ما بين 16و25 عاماً.
تتنوّع المواد المخدّرة التي تصل إلى أيادي الشباب في تلك المنطقة، منها التلياك والحشيش وحبوب الهلوسة وغيرها. يضيف علي أن "80 في المائة من المخدرات التي تصل إلى مناطقنا مصدرها إيران"، لافتاً إلى أنه من السهل إدخال المخدرات عبر الحدود البرية بواسطة مهربين.
وسبق أن أعلنت الأجهزة الأمنية في إقليم كردستان عن اعتقال العديد من الإيرانيين خلال تهريبهم المخدرات إلى الإقليم والمناطق المجاورة أو المتنازع عليها، من بينها مدن خانقين وكفري وكلار وجلولاء والسليمانية. وصدرت أحكام بالسجن بحق المهربين. كذلك، بيّنت مديرية الأمن في منطقة كرميان التابعة للإقليم أن الأجهزة الأمنية اعتقلت خلال عام 2015 ثمانية وثمانين شخصاً بتهمة تعاطي وبيع المخدرات. وضبطت الشرطة كميات من المخدرات (الحشيش، التلياك، الكرستال، الشيشة، وغيرها).
أما مديرية مكافحة المخدرات التابعة لمحافظة أربيل، عاصمة إقليم كردستان، فبيّنت أن الأجهزة الأمنية تمكنت خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري من اعتقال متعاطين ومروجين للمخدرات، بالإضافة إلى مصادرة كميات من المخدرات تزيد عن 20 كيلوغراماً.
إلى ذلك، وبعدما تأكّدت الأجهزة الأمنيّة المتخصصة بمكافحة المخدرات في إقليم كردستان أن إيران تعد مصدر المخدرات، عمدت إلى تكثيف عمل شرطة مراقبة الحدود. وتجدر الإشارة إلى أن بنجوين (363 كيلومتراً شمال بغداد) تعدّ من بين المدن الحدودية الرئيسية لتهريب المخدرات، وهي تابعة لمحافظة السليمانية وتقع على الحدود الايرانية مباشرة، وتقابلها في الجانب الآخر من الحدود مدينتا بانه ومريوان. وبحسب الأجهزة الأمنية، تشكل المدن الثلاث المذكورة محطات لنقل المخدرات بين إيران والعراق.
اقــرأ أيضاً
وفي نهاية يونيو/حزيران الماضي، أعلنت مديرية الأمن في قضاء بنجوين أن عناصرها يضبطون المخدرات باستمرار، أثناء محاولة إدخالها إلى المدينة من إيران. وتشير إلى اعتقال مهرّبين خلال النصف الأول من العام الجاري، أثناء محاولتهم نقل 850 صندوقا للعقاقير الطبية المخدرة عبر الحدود.
مدينة السليمانية شهدت أيضاً دوريات أمنية لمنع انتشار المخدرات فيها. وذكرت مديرية الأمن أن عناصرها، وخلال فترة عام واحد، تمكنت من اعتقال 165 شخصاً بتهمة التعاطي والاتجار بالمخدرات. وكشف مسؤول شعبة مكافحة المخدرات في مديرية الأمن في السليمانية، العميد جلال أمين، أن معظم الأشخاص الذين اعتقلوا أثناء ترويج المخدرات وبيعها في المحافظة إيرانيون، في ما يوجد آخرون من أهالي المحافظة ومن الجنسين. يضيف أنه يلاحظ الترويج لأنواع مختلفة من المخدرات، الأمر الذي يعد ظاهرة حديثة في المنطقة، موضحاً أن "المخدرات تصل إلينا من الدول المجاورة، علماً أن مصدرها الرئيسي أفغانستان". يضيف أن ما بين يناير/كانون الثاني وحتى 26 يونيو/حزيران الماضي، اعتقل 158 شخصاً في محافظة السليمانية بتهمة الاتجار وتعاطي المخدرات، وقد ضبطت كميات كبيرة منها.
وينص القانون في إقليم كردستان على معاقبة من تثبت بحقه إحدى التهمتين (التعاطي أو الاتجار) بالسجن لفترة تتراوح ما بين ستة أشهر و20 عاماً كحد أقصى، مع غرامة مالية تقدر بــ 450 ألف دينار عراقي (نحو 375 دولارا أميركيا).
وفي ظل انتشار ظاهرة المخدّرات في إقليم كردستان خلال السنوات الأخيرة، عمدت الحكومة إلى تكثيف حملات التوعية. على سبيل المثال، أنشأت وزارة الداخلية قسماً خاصاً لمكافحة المخدرات في جميع المديريات الموجودة في مدن الإقليم، مع التركيز على المناطق الحدودية مع إيران وتركيا. ومن خلال المؤسّسات الحكومية والمنظمات غير الحكومية، نظمت العديد من حملات التوعية في مناسبات مختلفة للتحذير من المخدرات.
مع ذلك، يعاني إقليم كردستان من نقصٍ في ما يتعلق بمكافحة المخدرات، في ظل عدم وجود مراكز صحيّة لمعالجة الإدمان، إذ لا تتوفر مثل هذه المراكز في المستشفيات الحكومية في المدن الرئيسية الثلاث في الإقليم، وهي السليمانية وإربيل ودهوك. ويصبح الأمر أسوأ في المدن الأصغر، حيث تنعدم الخدمات، من دون أن يكون هناك مراكز متخصصة لمعالجة المدمنين. وهناك مشكلة أخرى تتمثل في إيداع متعاطي المخدرات مع المروجين في السجن نفسه.
اقــرأ أيضاً
يقول أمير علي، مسؤول منظمة "الشبيبة الكردستانية" الناشطة في مدينة خانقين المحاذية للحدود العراقية ـ الإيرانية (178 كيلومتراً شمال بغداد)، إنه "بعد دراسة ميدانية، تبيّن وجود خمسة آلاف شخص يتعاطون المخدرات في أربع بلدات مجاورة، هي خانقين ومندلي والسعدية وجلولاء، كما أن 80 في المائة من المخدّرات التي تصل إلى أيدي الشباب تأتي من إيران". ويلفت إلى أن منظمات مدنية تعمل على إطلاق برامج للتوعية حول مخاطر المخدرات، خصوصاً بين الشباب، بعد التوصّل إلى معلومات تفيد بأن معظم الذين يتعاطون المخدرات تتراوح أعمارهم ما بين 16و25 عاماً.
تتنوّع المواد المخدّرة التي تصل إلى أيادي الشباب في تلك المنطقة، منها التلياك والحشيش وحبوب الهلوسة وغيرها. يضيف علي أن "80 في المائة من المخدرات التي تصل إلى مناطقنا مصدرها إيران"، لافتاً إلى أنه من السهل إدخال المخدرات عبر الحدود البرية بواسطة مهربين.
وسبق أن أعلنت الأجهزة الأمنية في إقليم كردستان عن اعتقال العديد من الإيرانيين خلال تهريبهم المخدرات إلى الإقليم والمناطق المجاورة أو المتنازع عليها، من بينها مدن خانقين وكفري وكلار وجلولاء والسليمانية. وصدرت أحكام بالسجن بحق المهربين. كذلك، بيّنت مديرية الأمن في منطقة كرميان التابعة للإقليم أن الأجهزة الأمنية اعتقلت خلال عام 2015 ثمانية وثمانين شخصاً بتهمة تعاطي وبيع المخدرات. وضبطت الشرطة كميات من المخدرات (الحشيش، التلياك، الكرستال، الشيشة، وغيرها).
أما مديرية مكافحة المخدرات التابعة لمحافظة أربيل، عاصمة إقليم كردستان، فبيّنت أن الأجهزة الأمنية تمكنت خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري من اعتقال متعاطين ومروجين للمخدرات، بالإضافة إلى مصادرة كميات من المخدرات تزيد عن 20 كيلوغراماً.
إلى ذلك، وبعدما تأكّدت الأجهزة الأمنيّة المتخصصة بمكافحة المخدرات في إقليم كردستان أن إيران تعد مصدر المخدرات، عمدت إلى تكثيف عمل شرطة مراقبة الحدود. وتجدر الإشارة إلى أن بنجوين (363 كيلومتراً شمال بغداد) تعدّ من بين المدن الحدودية الرئيسية لتهريب المخدرات، وهي تابعة لمحافظة السليمانية وتقع على الحدود الايرانية مباشرة، وتقابلها في الجانب الآخر من الحدود مدينتا بانه ومريوان. وبحسب الأجهزة الأمنية، تشكل المدن الثلاث المذكورة محطات لنقل المخدرات بين إيران والعراق.
وفي نهاية يونيو/حزيران الماضي، أعلنت مديرية الأمن في قضاء بنجوين أن عناصرها يضبطون المخدرات باستمرار، أثناء محاولة إدخالها إلى المدينة من إيران. وتشير إلى اعتقال مهرّبين خلال النصف الأول من العام الجاري، أثناء محاولتهم نقل 850 صندوقا للعقاقير الطبية المخدرة عبر الحدود.
مدينة السليمانية شهدت أيضاً دوريات أمنية لمنع انتشار المخدرات فيها. وذكرت مديرية الأمن أن عناصرها، وخلال فترة عام واحد، تمكنت من اعتقال 165 شخصاً بتهمة التعاطي والاتجار بالمخدرات. وكشف مسؤول شعبة مكافحة المخدرات في مديرية الأمن في السليمانية، العميد جلال أمين، أن معظم الأشخاص الذين اعتقلوا أثناء ترويج المخدرات وبيعها في المحافظة إيرانيون، في ما يوجد آخرون من أهالي المحافظة ومن الجنسين. يضيف أنه يلاحظ الترويج لأنواع مختلفة من المخدرات، الأمر الذي يعد ظاهرة حديثة في المنطقة، موضحاً أن "المخدرات تصل إلينا من الدول المجاورة، علماً أن مصدرها الرئيسي أفغانستان". يضيف أن ما بين يناير/كانون الثاني وحتى 26 يونيو/حزيران الماضي، اعتقل 158 شخصاً في محافظة السليمانية بتهمة الاتجار وتعاطي المخدرات، وقد ضبطت كميات كبيرة منها.
وينص القانون في إقليم كردستان على معاقبة من تثبت بحقه إحدى التهمتين (التعاطي أو الاتجار) بالسجن لفترة تتراوح ما بين ستة أشهر و20 عاماً كحد أقصى، مع غرامة مالية تقدر بــ 450 ألف دينار عراقي (نحو 375 دولارا أميركيا).
وفي ظل انتشار ظاهرة المخدّرات في إقليم كردستان خلال السنوات الأخيرة، عمدت الحكومة إلى تكثيف حملات التوعية. على سبيل المثال، أنشأت وزارة الداخلية قسماً خاصاً لمكافحة المخدرات في جميع المديريات الموجودة في مدن الإقليم، مع التركيز على المناطق الحدودية مع إيران وتركيا. ومن خلال المؤسّسات الحكومية والمنظمات غير الحكومية، نظمت العديد من حملات التوعية في مناسبات مختلفة للتحذير من المخدرات.
مع ذلك، يعاني إقليم كردستان من نقصٍ في ما يتعلق بمكافحة المخدرات، في ظل عدم وجود مراكز صحيّة لمعالجة الإدمان، إذ لا تتوفر مثل هذه المراكز في المستشفيات الحكومية في المدن الرئيسية الثلاث في الإقليم، وهي السليمانية وإربيل ودهوك. ويصبح الأمر أسوأ في المدن الأصغر، حيث تنعدم الخدمات، من دون أن يكون هناك مراكز متخصصة لمعالجة المدمنين. وهناك مشكلة أخرى تتمثل في إيداع متعاطي المخدرات مع المروجين في السجن نفسه.