وأعلن رئيس مجلس المستوطنات اليهودية في الجولان، إيلي مالكا، أنه وزملاءه في قيادة المستوطنين، يستعدون لليوم الذي ينتهي فيه الهدوء، الذي ساد على جانبي الحدود لأكثر من 40 عاماً. ونقلت صحيفة "ميكور ريشون"، قبل أيام، عن مالكا قوله إن مجالس الحكم المحلي في مستوطنات الجولان، باتت معنية بتعزيز "الحصانة النفسية" للمستوطنين، وتمتين قدرتهم على الصمود، استعداداً لحدوث تحولات جذرية على الواقع الأمني في المنطقة. وأضاف: "لقد استمتعنا بأربعين عاماً متواصلاً من الهدوء، نجحنا خلالها في تطوير الزراعة والسياحة بشكل جذري"، مشدداً على أن الإجراءات التي يتم تطبيقها حالياً، تأخذ بعين الاعتبار التحولات المتلاحقة التي تحدث في المنطقة، ولا سيما في هضبة الجولان. ومضى يقول: "لا يوجد لدي ثمة شك أن الجماعات الجهادية التي اتخذت مواقع لها على الطرف الشرقي من الحدود، وجدت لتبقى، وأنها ستوجه سلاحها ضدنا في يوم من الأيام". وحسب مالكا، فإن الاستعدادات التي اتخذت لمواجهة انفجار المنطقة الحدودية المحتمل، شملت تحصين المستوطنات عبر بناء جدران ومنظومات دفاع أخرى، إلى جانب دفع قيادة المنطقة الشمالية في الجيش، بمزيد من القوات للهضبة، مشيراً إلى أن الاستعدادات شملت إعداد العائلات التي تقطن هذه المستوطنات، لمواجهة المفاجآت.
وذكر مالكا أنه تم تشكيل هيئة مسؤولة عن تهيئة المستوطنين، لتحمل تبعات التحولات الأمنية المتوقعة، ولا سيما على الصعيد النفسي وتحسين قدراتهم على المواجهة. من جهته، يرى نائب رئيس مجلس المستوطنات في الهضبة والمسؤول عن الأمن في المنطقة، أوري كلنر، أن انفجار الأوضاع الأمنية يمكن أن يأخذ ثلاثة أشكال، مشيراً إلى أنه من الممكن أن تتعرض المنطقة لعمليات إطلاق قذائف، بشكل متقطع، أو إطلاق صواريخ بشكل كثيف، أو عمليات تسلل لمستوطنة أو أكثر. وأكد كلنر أنه قد تمت مواءمة عمليات التحصين في المستوطنات، بحيث تصلح لمواجهة هذه المخاطر، مشدداً على أن عمليات التسلل التي نفذتها حركة "حماس"، خلال حرب غزة الأخيرة، في المستوطنات التي توجد في غلاف القطاع، أشعلت الكثير من الأضواء الحمراء لدى قادة المستوطنين في الجولان، وفاقمت المخاوف من إمكانية تطبيق نفس الآليات ضد المستوطنات في الجولان.
اقرأ أيضاً: "حزب الله السوري" لتعزيز نفوذ إيران سياسياً
يذكر أن الجولان يضم 32 مستوطنة، يقطن فيها 21 ألف مستوطن، معظمهم من المستوطنين غير الأيديولوجيين، الذين قدموا للمكان للبحث عن جودة الحياة، علاوة على أن كثيراً من الضباط في الوحدات المقاتلة، يختارون الإقامة في هذه المستوطنات.
في هذه الأثناء، أفاد المعلق العسكري، يائير كراوس، أنه قد تم تنظيم دورة تدريبية، يشرف عليها اثنان من كبار علماء النفس في كلية "تل حاي"، لإعداد المستوطنين في المنطقة، لمواجهة التطورات الأمنية بـ "رباطة جأش". وأشار كرواس إلى أن الهدف الأساس من الدورة، هو ضمان تعزيز "الحصانة النفسية" للمستوطنين. وفي تقرير نشره موقع "دفاع إسرائيل" قبل أيام، أشار كراوس إلى أن الحرص على إعداد المستوطنين في الجولان نفسياً، مهم جداً، على اعتبار أن المستوطنين في هذه المنطقة، وبخلاف معظم المناطق، ليس لديهم تجربة في مواجهة التطورات الأمنية السلبية. وأشار كراوس إلى أنه تم تطوير قنوات اتصال داخلية، بين سلطات الحكم المحلي والمستوطنين، بغية نقل الرسائل إليهم وقت الطوارئ بفعالية كبيرة. ونقل كراوس عن المتحدثة بلسان مجلس المستوطنات في الجولان، داليا ديكل، قولها إنه قد تم إعداد رؤساء المستوطنات، من أجل التعامل مع الجماهير أثناء التطورات الأمنية بالشكل "الأفضل الممكن". وأضافت "الشعور بالحصانة النفسية يتعاظم عند جمهور المستوطنين، عندما يشعرون أن قادتهم يسيطرون على الأحداث. من الضروري أن يثق المستوطنون برؤساء المستوطنات، من أجل منع حدوث فوضى".
وتشير ديكل إلى تجربتها الشخصية كإحدى المستوطنات المخضرمات في الهضبة، لتدلل على مظاهر الفزع التي باتت تعصف بالمستوطنين. وأضافت "على مدى سنين طويلة من عيشي هنا، لم أحرص يوماً على إغلاق باب منزلي مع حلول المساء، ولم يحتج زوجي للبحث عن المفتاح في جيوبه عند عودته من العمل، لكن الآن أغلق باب المنزل طوال الوقت، ويحرص زوجي على الإمساك بالمفتاح بمجرد أن يقبل على المنزل". وأشارت إلى أنها حرصت على تحصين نوافذ منزلها، مشددة على أن جميع المستوطنين باتوا مطالبين بتحصين نوافذ منازلهم.
اقرأ أيضاً: إسرائيل ترصد "الأخطار الاستراتيجية": طريق مسدود على الجبهات كافة