وذكرت المصادر أن صيف هذا العام يشير إلى ارتفاعات كبيرة في درجة الحرارة، وهو ما دفع وزارة الكهرباء المصرية إلى مطالبة الأهالي بتخفيف الضغط بإطفاء الأنوار الكهربائية، والتقليل من استعمال بعض الأجهزة الكهربائية خلال فترة النهار، مثل الغسالات، مع تخفيف استعمال المكيّفات خلال النهار.
وفي سياق متصل، أعلنت بعض الشركات التي تعمل في قطاع التشييد والبناء، توقّف العمل خلال تلك الأيام، خاصة العمال الحرفيين، مثل الحدادين ومبيّضي المحارة والسائقين وعمال الكهرباء، وغيرهم من الأعمال الحرفية، خوفاً على إصابتهم بضربة شمس تؤثر على حياتهم.
وهناك مخاوف من تأثر قطاع المخابز في إنتاج رغيف الخبز، لتغيّب عدد من العاملين في هذا القطاع عن العمل، بسبب الإعلان عن ارتفاع درجات الحرارة. كما أن هناك مخاوف من قبل المزارعين وأصحاب الدواجن بتلف المحاصيل الزراعية ونفوق كميات كبيرة من الدواجن، خاصة الكتاكيت، بسبب موجة الحرارة العالية التي تجتاح البلاد خلال هذه الأيام.
وأعلنت كافة المحافظات المصرية، حالة الطوارئ القصوى في كافة قطاعاتها، خوفاً من حدوث أي تأثيرات بالتزامن مع ارتفاع درجة الحرارة، حيث أعلنت وزارة الكهرباء رفع حالة الطوارئ للدرجة القصوى، خاصة أن الحرارة المرتفعة تؤثر سلباً على كفاءة تشغيل محطات إنتاج الكهرباء وشبكة النقل ومحولات التوزيع، كما أن لجوء المواطنين إلى أجهزة التكييف يتسبب في أحمال زائدة على الشبكة القومية، كما أعلنت وزارة الكهرباء تكوين فرق فنية في كل أنحاء الجمهورية لتكون في حالة تأهب للتدخل الفوري حال حدوث أي طوارئ، والمتابعة المستمرة لأداء المحطات على مدار الساعة.
من جانبها، أعلنت المستشفيات الحكومية في المحافظات وهيئة الإسعاف، رفع نفس درجة الاستعداد، لاستقبال حالات الإجهاد الحراري، ورفع أداء الفرق الطبية من الأطباء والتمريض على مدار اليوم في أقسام الطوارئ والاستقبال في جميع المستشفيات، تحسبًا لإصابة المواطنين بضربات شمس، وتوفير كل الأدوية اللازمة للعلاج. إلا أن بعض مديري المستشفيات ووكلاء الوزارات في المحافظات أبلغوا وزارة الصحة باختفاء الكثير من الأدوية داخل المستشفيات الحكومية، التي تساعد المريض حال دخوله مصابا بضربة شمس أو تأثيرات أخرى على الجسم نتيجة الحرارة، وهو ما أكده أحد الأطباء لإخلاء المسؤولية وتحميل وزارة الصحة المسؤولية الكاملة.
وأوضح الطبيب، الذي رفض ذكر اسمه، أن الحرارة تؤدي إلى فقدان الجسم كمية كبيرة من السوائل والأملاح، مما يؤدي إلى اضطراب شديد في وظائف الجسم، إضافة إلى عدم اتزان وغثيان، مع عرق شديد وشحوب وبرودة في الجسم، وتقلص وآلام حادة في العضلات، وضعف عام مع سرعة النبض والتنفس، مع انخفاض في ضغط الدم.
بينما أعلنت الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق، عن خفض سرعة القطارات يومي الجمعة والسبت، فضلاً عن تجهيز فرق صيانة في كافة محطات مترو الأنفاق، والتأكد من جاهزية مراكز الإسعاف في كل المحطات، وتخفيض سرعة القطارات لأقل درجة، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، كما وضعت الحماية المدنية كافة وحداتها في المحافظات في حالة تأهب قصوى لمواجهة أي حرائق.
وبدوره، حذّر أستاذ الكبد والجهاز الهضمي في جامعة عين شمس، الدكتور محمد صالح، من خطورة الإصابة بضربات الشمس، مؤكداً أن ضربات الشمس قد تنتهي بالوفاة إذا لم تُسعف فوراً، وربما لا يدرك الكثيرون مخاطر حروق الجلد نتيجة التعرض للشمس، مشيراً إلى أن التعرض لدرجة حرارة الجو يربك جميع أجزاء الجسم، خاصة خلايا الكبد والكلى، ويؤثر أيضا على الشرايين، مما يتسبب في تكسير خلايا الدم الحمراء، ويفقد مراكز المخ اتزان الجسم، مطالباً بالاعتكاف في البيوت، خاصة أن الحرارة التي أعلنت عنها هيئة الأرصاد الجوية تتزامن مع إجازة رسمية في البلاد.