قالت وزارة الخارجية الأميركية، يوم السبت، إن واشنطن أرسلت مبعوثها الخاص إلى أفغانستان، زلماي خليل زاد، في مهمة للضغط من أجل عقد محادثات سلام بين الحكومة الأفغانية ومقاتلي حركة طالبان، مشيرة إلى أنه سيزور كابول خلال جولة تشمل خمسة بلدان.
وذكرت الوزارة في بيان أن خليل زاد توجه يوم الجمعة إلى الدوحة وكابول وإسلام أباد وأوسلو وصوفيا، موضحة أنه سيركز في الدوحة على الملفات العالقة قبل الخوض في الحوار المباشر، تحديداً عملية تبادل الأسرى.
أما في باكستان، فسيبحث مع القيادة الباكستانية، وفق البيان، تعاون باكستان في هذا الخصوص، وتحديداً في ما يخص الحوار الأفغاني - الأفغاني. أما في بلغاريا والنرويج، فسيُطلع خليل زاد قيادة حلف الناتو على التطورات الأخيرة.
وخلص البيان إلى أن جميع أطراف المعضلة الأفغانية قد اقتربت من انطلاق الحوار المباشر بين الأطراف الأفغانية لحلّ المعضلة التي استمرت 40 عاماً.
وفي ما يخصّ قضية تبادل الأسرى، أكد البيان أن هناك تقدماً ملحوظاً، لكن القضية لا تزال بحاجة إلى مساعٍ أخرى لحلها بشكل كامل.
في غضون ذلك، أكدت حركة طالبان أن الحكومة الأفغانية أفرجت عن 50 من أسراها، وقال الناطق باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، في تصريح صحافي، إن الإفراج عن هؤلاء جاء وفق القائمة التي سلمتها طالبان للحكومة.
يذكر أن الحكومة الأفغانية كانت قد أعلنت سابقاً الإفراج عن 4400 سجين للحركة، رافضة الإفراج عن الباقين، وهم 600، بحجة أن عليهم قضايا جنائية، وإن كان هؤلاء المفرج عنهم مجدداً ضمن القائمة التي رفضت الحكومة الإفراج عنهم، ما يعني أن الحكومة تراجعت عن قرارها، ولا سيما أن هناك تسريبات صحافية تشير إلى أن الحكومة أيضاً بصدد الإفراج عن 70 آخرين منهم.
في غضون ذلك، اتهم الناطق باسم المكتب السياسي لطالبان في الدوحة، سهيل شاهين، في سلسلة تغريدات على حسابه بـ"تويتر"، الحكومة الأفغانية بشنّ عمليات على من أُفرج عنهم من أسرى الحركة، رافضاً أيضاً اتهام مكتب مستشار الأمن القومي الأفغاني بأن أسرى الحركة يعودون بعد الإفراج عنهم إلى جبهات القتال.
اتهم شاهين الحكومة الأفغانية بشن عمليات على من أفرج عنهم من أسرى الحركة
وقال شاهين إن الحركة أمرت جميع عناصرها المفرج عنهم بالبقاء في المنازل، لكن قوات الأمن الأفغانية تداهم منازلهم من أجل اعتقالهم مرة أخرى، محذراً من نتائج وخيمة إذا ما استمر الأمر.
ميدانياً، قُتل خمسة جنود على الأقل، وأصيب آخرون بجراح في إقليم هلمند جنوبي البلاد إثر عمليتين بسيارتين مفخختين استهدفتا مراكز أمنية.
ونفذ أحد عناصر الأمن هجوماً على رفاقه من عناصر الأمن في مدينة تيرنكوت، مركز إقليم أورزجان، ما أدى إلى مقتل أربعة جنود.
وقال الناطق باسم الحكومة المحلية في الإقليم، زركي عبادي لـ"العربي الجديد"، إن الهجوم نفذه أحد عناصر الأمن خلال الليل الفائت، وهو تمكن من الفرار بعد قتل أربعة من عناصر الأمن وأخذ عتادهم معه.
وأكد عبادي أن قوات الأمن حاصرت المنطقة، وهي تبحث عن المهاجم ومن ساعده.
ولم تعلّق "طالبان" على التطورات الأمنية حتى الساعة.