المبعوث الأميركي الجديد لـ"السلام"... مروّج لنظام مبارك وصديق لإسرائيل

28 يونيو 2014
كيري وليفينشتاين في عمّان في 2013 (وين مكانيم/Getty)
+ الخط -
استقال المبعوث الأميركي للسلام، مارتن إنديك، وعُيّن مكانه، مؤقتاً، فرانك ليفينشتاين. لكن الدبلوماسي الجديد في الشرق الأوسط، تحوم حوله شبهات وعلاقات بالديكتاتوريات العربية المخلوعة، وعلى رأسها الرئيس المصري السابق حسني مبارك.

فقد كشف مصدر دبلوماسي عربي رفيع المستوى في واشنطن، لـ"العربي الجديد"، أن ليفينشتاين، هو من بين رجال "اللوبيات" الضاغطة والعلاقات العامة في واشنطن، الذين استعان بهم نظام مبارك، للترويج لنظامه في الولايات المتحدة في مقابل بدل مادي، قبيل اندلاع الثورات العربية عام 2011.

وأكد الدبلوماسي، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أنه التقى ليفينشتاين مرات عديدة في أوائل عام 2011 في مقر مجموعة "بودستا غروب"، وهي إحدى كبريات جماعات الضغط والاستشارات السياسية في واشنطن، وأسسها رجل الأعمال المؤيد للحزب "الديمقراطي" توني بودستا.

وقال المصدر إن العديد من الديكتاتوريات العربية كانت في ذلك الوقت تستعين بمجموعة "بودستا"، وتنفق على مشاريعها الترويجية، مقابل مبالغ طائلة خلال الفترة الذي نجحت فيها "بودستا" في استقطاب ليفينشتاين، للعمل معها.

وحصل "العربي الجديد" على تأكيد غير رسمي من أعضاء في سفارات تعاملت مع "لوبي بودستا"، واستفادت من خبرته ومعرفته لدهاليز السياسة الداخلية والخارجية في واشنطن، غير أن الجميع عجز عن تقديم دليل على التعامل في هذا الخصوص مع ليفينشتاين.

في المقابل، ذكرت الصحافة الأميركية صراحةً، أن ليفينشتاين (44 عاماً)، صاحب مهارات سياسية يدركها جميع مَن عمل معهم من كبار السياسيين، أبرزهم وزير الخارجية جون كيري، الذي استعان به في تقديم المشورة له ولحملته الانتخابية للرئاسة عام 2004. كما استعانت حملة الرئيس باراك أوباما به أيضاً.

وفي هذا الخصوص، اعتبر الصحافي في "نيويورك تايمز"، إيريك لايت بلو، أن "العلاقة التي تربط كيري وليفينشتاين، أقوى ممّا يتصوّر الجميع، إذ إنها تعود إلى علاقة والد المبعوث بالوزير. وكان ليفينشتاين قد عمل مستشاراً لكيري ومساعداً له في سكرتارية "لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي".

وأشار بلو إلى أن ليفينشتاين كان يعمل مع كيري ساعات طويلة قد تصل في بعض الأحيان إلى 13 ساعة يومياً، وأن الأخير يعتبره من أفضل كوادر الحزب "الديمقراطي"، بل أفضل كوادر الولايات المتحدة في السياسة الخارجية.

وكان المبعوث الجديد من بين موظفي "لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ"، ممّن اعتمد عليهم كيري طويلاً، وهو من خريجي جامعة "يال"، ويحمل شهادة دكتوراه في القانون.

وينتمي لعائلة منخرطة في السياسة تاريخياً، فقد كان والده (داعية الحقوق المدنية آلارد ليفينشتاين) عضواً بارزاً في مجلس النواب الأميركي، ويقال إن كيري رافقه في مناصرة الحزب "الديمقراطي" طوال عقدي الستينات والسبعينات، ولكنه اغتيل عندما كان نجله فرانك يبلغ 12 عاماً، وذلك برصاص مجهول، داخل شقته في نيويورك، على خلفية دفاعه عن الحريات وحقوق الإنسان.

ويعترف ليفينشتاين، الابن، بأنه على الرغم من إكباره للدور الذي أداه والده في الترويج لحقوق الإنسان، إلا أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001 جعلته، حسبما يقول، "مختلفاً" عن والده، وأصبح يبدي اهتماماً أكبر بالأمن القومي من بالحقوق والحريات.

وعلى الرغم ممّا كان يربط ليفينشتاين بمصر في عهد مبارك، إلا أن صلته بإسرائيل تشهد على قوتها أسفاره المتكرر إليها بصحبة كيري، أو من دونه. في المقابل، ليس هناك أي تواصل مع الرئيس السوري بشار الأسد، أو أي فرد من نظامه، ولهذا فإن البعض تحسّر لتعيينه مبعوثاً للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لأنهم يعتقدون باستحالة نجاحه في ما فشل فيه مارتن إنديك وجورج ميتشيل وغيرهما.

المساهمون