وقال كوبيش في بيان "أشعر بقلق بالغ بسبب التقارير التي أفادت بأن أكثر من 40 مدنياً قتلوا وأصيب ثلاثون آخرون بقصف جوي استهدف مدينة الرطبة في الحادي والثلاثين من يوليو/تموز الماضي".
وأوضح كوبيش أن "التقارير الأولية التي أطلعنا عليها كشفت تعرض ثلاثة منازل تؤوي نازحين لغارة جوية أسفرت عن ضحايا مدنيين بينهم أطفال"، داعياً "الأطراف المتنازعة إلى حماية المدنيين واتخاذ الاحتياطات الكاملة لحمايتهم من الهجمات"، مؤكداً ضرورة "ضمان العدالة والمساواة والمساءلة عن الانتهاكات والتجاوزات كلما حدثت وأياً كان مرتكبها".
يأتي ذلك بعد نشر "العربي الجديد" تقريراً أفاد بسقوط عشرات المدنيين بغارة جوية صباح يوم الجمعة 31 يوليو/تموز الماضي كشفت فيه عن قيام طائرات حربية عراقية باستهداف ثلاثة منازل يقطنها نازحون أسفر عن مقتل 45 وجرح 70 آخرين، بينهم نساء وأطفال.
وأكدت مصادر في تصريحات سابقة لـ"العربي الجديد"، أن "المنطقة التي تعرضت للقصف الجوي لا توجد فيها أية مظاهر مسلحة إطلاقاً".
وكانت الأمم المتحدة قد واجهت انتقادات واسعة من قبل كتاب وإعلاميين ومثقفين وناشطين عراقيين، طالبوها بموقف واضح من قيام القوات العراقية باستهداف المدنيين في الأنبار بعد رفعهم لتقارير موثقة بالصوت والصورة تبيّن قيام القوات العراقية بقصف أحياء سكنية أسفر عن مقتل وجرح آلاف المدنيين على مدار عام ونصف العام من المعارك.
وقال المحلل السياسي، داود الدليمي، إن "بيان المبعوث الأممي في العراق ودعوته الحكومة إلى التحقيق في مجزرة الرطبة التي ارتكبتها الطائرات الحربية العراقية يعتبر تطورا جديدا في الأحداث الجارية في الأنبار على وجه التحديد، كون المدنيين في المحافظة تعرضوا للاستهداف الجوي والبري من قبل القوات العراقية منذ أكثر من عام ونصف العام على انطلاق العمليات العسكرية في المحافظة".
وكشف الدليمي أنه "في مدينة الفلوجة وحدها تفيد التقارير الطبية الصادرة من مستشفى المدينة عن مقتل وجرح أكثر من 9000 مدني أغلبهم نساء وأطفال، ولم نسمع للأمم المتحدة أي استنكار لكننا اليوم نجد مبعوثها الخاص يدعو إلى التحقيق، وهذا أمر جيد إذا ما أخذته الحكومة العراقية بعين الاعتبار، لكن الأهالي يطالبون بتحقيق أممي وليس عراقيا بهذا الشأن".
من جانبهم، اتهم محللون عدداً من الكتاب والصحافيين المحليين بتزييف الحقائق وتضليل الرأي العام عبر العديد من الصحف والقنوات المحلية التي تدين بالولاء للحكومة أو عبر صفحاتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال المحلل الأمني، جاسم عبد الصبور، إن "الطائرات العراقية تشن غارات عديدة على مناطق مأهولة بالسكان وحادثة الرطبة ليست الأولى، ومدينة الفلوجة شاهدة على ذلك والتي دمرها الطيران الحربي وقتل آلافاً من سكانها المدنيين، وهناك العديد من المحللين والكتاب والصحافيين الموالين للحكومة ينشرون تقارير مزيفة بعد كل غارة يزعمون فيها مقتل عشرات (الدواعش) ليتبين فيما بعد أنهم مجرد نساء وأطفال ومدنيون عزل".
وأشار عبد الصبور إلى أن "هؤلاء الكتاب والصحافيين يجب محاكمتهم بسبب التقارير المضللة التي ينشرونها، وتلاعبهم بالرأي العام، وتعتيمهم على الجرائم التي ترتكبها الحكومة العراقية بحق المدنيين لقاء مبالغ طائلة يتقاضونها مقابل تلك التقارير المزيفة والمضللة".
وكانت "العربي الجديد" أول وسيلة إعلامية تكشف تفاصيل حادثة الرطبة ومقتل وإصابة أكثر من 115 مدنياً بينهم نساء وأطفال، تناقلت إثرها العديد من وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية ما كشفته "العربي الجديد" عن تلك الحادثة التي وصفها الناشطون بالـ"مجزرة".
اقرأ أيضاً: مقتل عشرات النازحين بقصف للطيران العراقي على الرطبة