لا يمكن للمارين وقت الإفطار خلال رمضان في شارع من شوارع القاهرة، سواء كان الحي راقياً أم شعبياً، إلا أن يجدوا في الطرقات من يقدم لهم القليل ممّا استطاع إحضاره: حبات من التمر أو قليل من العصير المصنوع منزلياً أو وجبة بسيطة لا يزيد ثمنها على 10 جنيهات.
أحمد، شاب في العشرينيات من عمره، يقف في إحدى الطرقات في منطقة "شبرا الخيمة" إحدى المناطق الشعبية. يحمل في يده أكياساً من التمر ومشروب "السوبيا" وهو "شراب يصنع من مكونات الشعير أو الخبز الناشف أو الشوفان أو الزبيب والتي يضاف لها بعد تصفيته مقادير من السكر وحب الهال والقرفة" يقدّمها لكل المارة. وخلفه خلية نحل من الشباب يجهزون وجبات لا يمنحونها إلا للفقراء والمحتاجين. يقول أحمد لـ "العربي الجديد" هذا أقل ما يمكن تقديمه لأناس فقراء لا يجدون قوت يومهم، مضيفاً أن "أغلب المتطوعين طلبة في الجامعات أو المدارس بدأوا قبل رمضان بجمع مبالغ قليلة لا تزيد على 50 جنيهاً من كل منزل، فكانت المحصلة 3500 جنيه. وتبرعت نسوة الحارة بتجهيز الأكل لتقديمه للفقراء في رمضان".
مبادرة "زحمة خير" هي أيضاً إحدى المبادرات التي قررت الابتعاد عن الأشكال النمطية في تقديم مساعدات رمضان. إذ يقوم فريق شباب "زحمة خير" بمجموعة من الأنشطة الخيرية خلال رمضان وذلك بتوزيع مجموعة من وجبات الطعام الساخنة يومياً على الصائمين، كما يزورون دور المسنين والأيتام ومعاهد الأورام، موفرين وجبات للمرضى المسموح لهم بتناول الأطعمة المختلفة. هذا بالإضافة إلى مبادرة "هنفطر مع أمهاتنا"، والتي استهدفت مجموعة من السيدات اللواتي يقمن بدار مسنّات.
تقول مؤسسة مبادرة "زحمة خير" منى راغب "إن فكرة المبادرة بدأت الشتاء الماضي، عندما كان الفقراء يموتون برداً في الشوارع والخيم والمقابر، فأطلقت مبادرة لجمع تبرعات عينية عبارة عن أغطية وملابس للفقراء في العشوائيات عبر فيسبوك". وجدت تجاوباً غير مسبوق، تقول راغب. إذ "بدأت التبرعات بخمسة جنيهات، أي أقل من دولار. كان يجمعها الشباب على فيسبوك، ثم يشترون بها بطانية أو ملابس لأطفال العشوائيات. وفي رمضان سعت المبادرة للذهاب إلى الأمهات المسنات في دور المسنين وللأطفال في دور الأيتام، فانهالت علينا التبرعات التي قد تكون كيلوغراماً واحداً من البطاطس. كما تطوّع شبان لا يملكون أموالاً لتقديم الخدمة وتجهيز الأطعمة".
موائد الخير
"مائدة الرحمن" لا يزيد عدد المقاعد فيها على 10 مقاعد. فتيات يبدو من مظهرهن أنهن طالبات في الجامعة. يرتّبن أطباقاً صغيرة ومشروبات متواضعة على مائدتهن التي وضعنها أمام منزلهن بمنطقة سوق السلاح. تقول سارة، التي تعمل بائعة في إحدى المحلات بوسط القاهرة، وإحدى منظمات مائدة الرحمن، إنها وصديقاتها قررن دعوة أهل المنطقة التي يعشن فيها إلى أن يساهموا يومياً بما لديهم من أطعمة، قد تغني فقيرا عن الصيام من دون أن يجد مائدة أو من يقدم له طعاماً. وبالفعل ساهم أهالي الحي بأكمله في المائدة، وانحصر دور الفتيات في تجهيز المشروبات فقط. تحول الأمر إلى عادة رمضانية تقول سارة. فـ "منذ اليوم الأول من رمضان ترسل الأسر أبناءها محملين بجزء ممّا أعدوه لإفطارهم اليوم. وتكون المحصلة عشرات الوجبات المعدة جيداً، والتي لا تكلف الكثير، خصوصاً أن سوق السلاح من المناطق الفقيرة".
يقول مؤسس حملة "فرحهم" محمد حمدي إن الحملة تعتمد بشكل أساسي على تقديم مساعدات للأطفال، وإن أغلب المنتمين للحملة من الشباب، يستثمرون علاقاتهم برجال الأعمال، خصوصاً في مجال الملابس الجاهزة ويحصلون منهم على ملابس العيد للأطفال مقابل الدعاية للشركات في المناطق المختلفة، وهو ما يحقق منفعة كبيرة لرجال الأعمال لقاء إدخال الفرحة إلى قلوب أطفال صغار في رمضان وعيد الفطر.
يوضح حمدي أن أعضاء الحملة يتوجهون إلى المناطق الأكثر فقرا في المحافظات، خصوصاً أن القاهرة وضواحيها تعج بموائد الرحمن لفنانين ومشاهير ورجال أعمال، بفعل تمركز الإعلام. إذ يقوم هؤلاء بعمل تلك الموائد لكي يبيضوا وجوههم، أو لينالوا سمعة طيبة بين الفقراء.
أحمد، شاب في العشرينيات من عمره، يقف في إحدى الطرقات في منطقة "شبرا الخيمة" إحدى المناطق الشعبية. يحمل في يده أكياساً من التمر ومشروب "السوبيا" وهو "شراب يصنع من مكونات الشعير أو الخبز الناشف أو الشوفان أو الزبيب والتي يضاف لها بعد تصفيته مقادير من السكر وحب الهال والقرفة" يقدّمها لكل المارة. وخلفه خلية نحل من الشباب يجهزون وجبات لا يمنحونها إلا للفقراء والمحتاجين. يقول أحمد لـ "العربي الجديد" هذا أقل ما يمكن تقديمه لأناس فقراء لا يجدون قوت يومهم، مضيفاً أن "أغلب المتطوعين طلبة في الجامعات أو المدارس بدأوا قبل رمضان بجمع مبالغ قليلة لا تزيد على 50 جنيهاً من كل منزل، فكانت المحصلة 3500 جنيه. وتبرعت نسوة الحارة بتجهيز الأكل لتقديمه للفقراء في رمضان".
مبادرة "زحمة خير" هي أيضاً إحدى المبادرات التي قررت الابتعاد عن الأشكال النمطية في تقديم مساعدات رمضان. إذ يقوم فريق شباب "زحمة خير" بمجموعة من الأنشطة الخيرية خلال رمضان وذلك بتوزيع مجموعة من وجبات الطعام الساخنة يومياً على الصائمين، كما يزورون دور المسنين والأيتام ومعاهد الأورام، موفرين وجبات للمرضى المسموح لهم بتناول الأطعمة المختلفة. هذا بالإضافة إلى مبادرة "هنفطر مع أمهاتنا"، والتي استهدفت مجموعة من السيدات اللواتي يقمن بدار مسنّات.
تقول مؤسسة مبادرة "زحمة خير" منى راغب "إن فكرة المبادرة بدأت الشتاء الماضي، عندما كان الفقراء يموتون برداً في الشوارع والخيم والمقابر، فأطلقت مبادرة لجمع تبرعات عينية عبارة عن أغطية وملابس للفقراء في العشوائيات عبر فيسبوك". وجدت تجاوباً غير مسبوق، تقول راغب. إذ "بدأت التبرعات بخمسة جنيهات، أي أقل من دولار. كان يجمعها الشباب على فيسبوك، ثم يشترون بها بطانية أو ملابس لأطفال العشوائيات. وفي رمضان سعت المبادرة للذهاب إلى الأمهات المسنات في دور المسنين وللأطفال في دور الأيتام، فانهالت علينا التبرعات التي قد تكون كيلوغراماً واحداً من البطاطس. كما تطوّع شبان لا يملكون أموالاً لتقديم الخدمة وتجهيز الأطعمة".
موائد الخير
"مائدة الرحمن" لا يزيد عدد المقاعد فيها على 10 مقاعد. فتيات يبدو من مظهرهن أنهن طالبات في الجامعة. يرتّبن أطباقاً صغيرة ومشروبات متواضعة على مائدتهن التي وضعنها أمام منزلهن بمنطقة سوق السلاح. تقول سارة، التي تعمل بائعة في إحدى المحلات بوسط القاهرة، وإحدى منظمات مائدة الرحمن، إنها وصديقاتها قررن دعوة أهل المنطقة التي يعشن فيها إلى أن يساهموا يومياً بما لديهم من أطعمة، قد تغني فقيرا عن الصيام من دون أن يجد مائدة أو من يقدم له طعاماً. وبالفعل ساهم أهالي الحي بأكمله في المائدة، وانحصر دور الفتيات في تجهيز المشروبات فقط. تحول الأمر إلى عادة رمضانية تقول سارة. فـ "منذ اليوم الأول من رمضان ترسل الأسر أبناءها محملين بجزء ممّا أعدوه لإفطارهم اليوم. وتكون المحصلة عشرات الوجبات المعدة جيداً، والتي لا تكلف الكثير، خصوصاً أن سوق السلاح من المناطق الفقيرة".
يقول مؤسس حملة "فرحهم" محمد حمدي إن الحملة تعتمد بشكل أساسي على تقديم مساعدات للأطفال، وإن أغلب المنتمين للحملة من الشباب، يستثمرون علاقاتهم برجال الأعمال، خصوصاً في مجال الملابس الجاهزة ويحصلون منهم على ملابس العيد للأطفال مقابل الدعاية للشركات في المناطق المختلفة، وهو ما يحقق منفعة كبيرة لرجال الأعمال لقاء إدخال الفرحة إلى قلوب أطفال صغار في رمضان وعيد الفطر.
يوضح حمدي أن أعضاء الحملة يتوجهون إلى المناطق الأكثر فقرا في المحافظات، خصوصاً أن القاهرة وضواحيها تعج بموائد الرحمن لفنانين ومشاهير ورجال أعمال، بفعل تمركز الإعلام. إذ يقوم هؤلاء بعمل تلك الموائد لكي يبيضوا وجوههم، أو لينالوا سمعة طيبة بين الفقراء.