المايسترو بيرلو...يودع جنة كرة القدم إيطاليا

06 يوليو 2015
بيرلو ينهي مسيرته مع الفرق الإيطالية (العربي الجديد)
+ الخط -

"وداعاً بيرلو...ستفتقدك إيطاليا"، هذا هو لسان حال المشجعين في جنة كرة القدم. رحل الملك والمايسترو عن البلد، الذي قضى فيه مواسم حياته الكروية، ومن هنا بدأت رحلة التألق وصناعة المجد، فبعد 20 عاماً من التألق هناك، ختم بيرلو آخر فصل في مسيرته في القارة الأوروبية العجوز، بعد انتقاله إلى فريق نيويورك سيتي، في الولايات المتحدة الأميركية.

في عام 1979 ولد طفل يدعى بيرلو، في مدينة فليرو، وهناك في الأحياء، بدأت مسيرة الفنان، مع فريق المدينة، لكنه لم يمكث فيه طويلاً، ورحل بعدها موسم 1994-1995 إلى نادي بريشيا، وخاض أول مباراة رسمية له ضد ريجينا، وكل ذلك كان في سن الـ16 سنة فقط، وجذب بعدها فريقاً عملاقاً في إيطاليا، إنتر ميلان، لكنه لم ينجح في إثبات نفسه هناك، فلم يستطع المشاركة كأساسي.

ميلان لحظة فارقة
وبقي بيرلو على مقاعد البدلاء، وأعير بعدها إلى فرق ريجينا وبريشيا، لكن النقطة المفصلية في تاريخه الكروي، كانت لحظة انتقاله إلى العملاق ميلان، هناك بدأت المسيرة الفعلية "للمايسترو" في سنة 2001، فتحت قيادة العبقري، كارلو أنشيلوتي، عرف الأخير كيف يوظف بيرلو في الملعب، وكيف يستفيد منه بشكل كبير، فعمل معه طوال عام كامل، وفي النهاية وضعه أمام خط الدفاع، على أن يتلقى دعماً من المقاتل جينارو غاتوزو، والهولندي كلارنس سيدورف.

وبدأ بيرلو يصول ويجول في المباريات، مستفيداً من إبداعه في صناعة اللعب، فكان يستحوذ على الكرات، أو يتلقاها من زملائه، فينقلها بكل أناقة إلى الأمام، كانت التمريرات بين قدميه سهلة، لا تشعر بأنه قام بحركة صعبة، نظراً للدقة والاتقان في إرسال الكرة إلى المكان المناسب، فأصبح أندريا نجماً من الصف الأول، إذ لم يعد بالإمكان الاستغناء عنه في صفوف الروسونيري.

في كنف النادي اللومباردي، حقق بيرلو الكثير من الألقاب، فقد فاز في البداية ببطولة الدوري الإيطالي، وقبل رحيله عام 2011 كذلك حقق اللقب مرة ثانية، وكان له شرف حمل دوري الأبطال في مناسبتين إلى جانب العملاق، باولو مالديني، ففي المرة الأولى كان الفوز على حساب يوفنتوس، وبعدها عاش بيرلو خيبة أمل اسطنبول، عندما تجرع مرارة الهزيمة من ليفربول في النهائي التاريخي في 2005، لكنه عاد وردّ الدين لجيرارد وزملائه، في نهائي 2006-2007، عندما كان سبباً رئيسياً في تحقيق اللقب.

مسيرة بيرلو الذاخرة بالألقاب مع النادي الأحمر والأسود لم تتوقف عند هذا الحد، إذ فاز بلقب كأس العالم للأندية مرة واحدة، وكأس السوبر الأوروبية مرتين، بالإضافة إلى كأس إيطاليا، وبعدها في لحظة من الضياع، ارتكبت إدارة ميلان خطأ، لا يغتقر بنظر الكثير من عشاق الفريق، حين فرطت ببيرلو لصالح يوفنتوس، بحجة تقدمه في العمر.

شباب يتجدد
لكن بيرلو أثبت أنه ما زال يشع بالحياة، حين تألق صحبة زملائه هناك مع السيدة العجوز، وأحيا معهم شبابها، فحقق أربعة ألقاب متتالية في الكالتشو منذ وصوله حتى رحيله، وكذلك فاز بالكأس الإيطالية مرة واحدة، والسوبر الإيطالي في مناسبتين، وكان قريباً من تحقيق إنجاز كبير، يضاف إلى مسيرته الذاخرة بالألقاب، لكنه سقط أمام برشلونة في نهائي دوري الأبطال في الموسم الماضي.

أما على مستوى المتنخب الإيطالي، فقد عاش بيرلو لحظات رائعة، فبعد أن أثبت نفسه في التشكيلة الأساسية عام 2004، أطلق عليه لقب المهندس، وكان صحبة كانافارو وتوتي وديل بييرو وبوفون، حين رفعوا جميعاً كأس العالم في ألمانيا 2006، على حساب المنتخب الفرنسي، والذي كان يقوده النجم، زين الدين زيدان، وبقي بيرلو علامة فارقة في صفوف الأزوري حتى يومنا هذا.

وفي بيان رائع من نادي يوفنتوس، اليوم، جاء فيه: "شكراً أيها المايسترو، لا يمكن بدء هذا الوداع بطريقة أخرى، شكراً لكل ما قدمته، وجعلتنا نعيشه ونشاهده ونفوز به في السنوات الأربع الماضية". ووصف النادي بيرلو في البيان بأنه لاعب يمتلك كاريزما صامتة، وسيطرة رائعة على الكرة، وقدمين حساستين ودقيقتين، مما يجعله نجماً فوق العادة ويصعب تكراره.

اقرأ أيضاً: لاعبة أميركية تتفوق على نجوم العالم بأسرع هاتريك "مونديالي"

المساهمون