المانغو الهندي يعطّل مشروعاً عملاقاً لـ"أرامكو" السعودية

17 مايو 2018
مزارعو المانغو يرفضون بيع أراضيهم للمشروع (فرانس برس)
+ الخط -


وقعت شركة أرامكو السعودية، أكبر منتج للنفط في العالم، في منتدى دولي للطاقة في نيودلهي في إبريل/ نيسان الماضي، اتفاقا أوليا لشراكة مع كونسورتيوم من شركات هندية لبناء مصفاة ومشروع للبتروكيماويات بقيمة 44 مليار دولار على الساحل الغربي للهند.

ويتم الترويج للمشروع الضخم على أنه تغيير كبير للجانبين، إذ يقدم للهند إمدادات مستقرة من الوقود ويلبي حاجة السعودية إلى تأمين مشترين منتظمين لنفطها.

وعلى الرغم من الفوائد الواضحة، فإن آفاق الخطة، التي يجري العمل عليها منذ 2015، تصبح باهتة على نحو متزايد.

ويعارض آلاف المزارعين المصفاة ويرفضون تسليم الأرض، خشية أنها قد تضر بمنطقة تشتهر بمانغو ألفونسو ومزارعها الواسعة من الكاجو وقرى للصيد تتباهى بصيد وفير من المأكولات البحرية.

وقال سانديش ديساي وهو يقف وسط بستانه العامر بثمار المانجو في نانار، وهي قرية في منطقة راتنجري، على بعد نحو 400 كيلومتر جنوب مومباي: "نكسب ما يكفي لتلبية احتياجاتنا ولا نريد تسليم أرضنا لمصفاة مهما كان الثمن".



ولطالما كانت مسألة شراء الأراضي مثار جدل في الريف الهندي، حيث تعتمد غالبية السكان على الزراعة لتوفير قوت يومهم.

وفي عام 2008 على سبيل المثل، اضطرت تاتا موتورز إلى التخلي عن خطط لبناء مصنع للسيارات في ولاية شرق البلاد، بعد أن واجهت اعتراضات واسعة النطاق من المزارعين.

وقال مسؤول محلي لرويترز إن معظم المزارعين من 14 قرية حول راتنجري، والتي ستكون هناك حاجة إلى نقلها بسبب مشروع المصفاة، يتبنون موقفا مماثلا لديساي ويعارضون بقوة الخطة.

وقال وزير الصناعة في ولاية ماهاراشترا، سوبهاش ديساي، لرويترز إن حكومة الولاية، المسؤولة عن شراء أرض المشروع، فشلت حتى الآن في شراء فدان واحد من الأرض من نحو 15 ألف فدان مطلوبة للمصفاة.

وأضاف قائلا إن "الولاية لن تشتري أرضا مع رفض غالبية المزارعين الخطة". وقال إنه بموجب قواعد شراء الأراضي، فإن 70% على الأقل من ملاك الأرض يجب أن يقدموا موافقتهم على المشروع. لكن البعض يعتقد أن المعارضين يرفضون فقط من أجل الحصول على حزمة تعويضات أفضل مقابل التخلي عن أرضهم.


وقال آغاي سينغ سنجار، الذي يقود تجمعاً منافساً يدعم مشروع المصفاة: "في نهاية المطاف جميع أصحاب المصلحة سيعطون موافقتهم، لكن الأمر سيستغرق وقتا".

ويقول مسؤول حكومي محلي في المنطقة، إنه يعتقد أن كثرا من المزارعين سيوافقون على الاتفاق فور الإعلان عن حزمة التعويضات.

وتقول راتنجري للتكرير والبتروكيماويات (ار.ار.بي.إل)، التي تدير المشروع، إن المصفاة وطاقتها 1.2 مليون برميل يوميا، وموقع البتروكيماويات المتكامل وقدرته 18 مليون طن سنويا، سيساعدان في خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لما يصل إلى 150 ألف شخص، مع وظائف تدر دخلا أفضل من الزراعة أو الصيد.

لكن المزارعين يقولون إن لديهم عملا كافيا في بساتينهم وحقولهم. ويقول أرفيند سامانات، وهو أمين عام جمعية للمزارعين والصيادين أُسست لتنظيم معارضة المشروع: "ليس لدينا ما يكفي من الأشخاص للحفاظ على بساتين المانغو. ذلك هو السبب في أننا نوظف عمالة مهاجرة من نيبال". وتقول ار.ار.بي.إل، المشروع المشترك بين مؤسسة النفط الهندية وهندوستان بتروليوم وبهارات بتروليوم، إن التلميحات إلى أن المصفاة ستلحق ضررا بالبيئة لا أساس لها.


وتقول أيضاً إنها ستواصل زراعة المانجو والكاجو، في حوالي 4500 فدان من الأرض حول المشروع.

وعلى الرغم من المعارضة، تأمل ار.ار.بي.إل بأن المشروع سيمضي قدما.

المتحدث باسم ار.ار.بي.إل، أنيل نجفيكر، قال إن "بعض الأشخاص ضللوا المزارعين وخلقوا الخوف. نسعى حاليا إلى الإجابة عن كل الشكوك"، مضيفا أن ار.ار.بي.إل تواجه صعوبات كي تقنع المزارعين في الوقت الذي يرفضون فيه حتى بحث الخطة مع الشركة.

والمصفاة، التي أُعلن عنها في 2015، من المفترض أن تبدأ العمل في 2022، لكن تأخيرات في شراء الأرض تعني أن الموعد النهائي من المرجح أن يتم تأجيله.

وامتنعت أرامكو السعودية عن التعقيب، بينما لم ترد وزارة الطاقة الهندية على طلب من رويترز للتعليق.


(رويترز)

المساهمون