المال وحده لا يجلب الإنتصارات..أغلى المدربين خارج المونديال!

06 يوليو 2014
الإنجليزي روي هودجسون صاحب أعلى راتب في المونديال (Getty)
+ الخط -

"المال لا يشتري السعادة" أو على الأقل هذا ما يُقال، بالنسبة لفرقة "بيتلز" الغنائية لا يمكن شراء الحب بالمال، بينما في كرة القدم لا تشتري الأموال النجاح على أرض الملعب، إذ إن كأس العالم 2014 قدمت درساً كبيراً أن بزغ المال على أفضل المدربين وأقوى اللاعبين لا يمنح المنتخب دائماً الانتصار في عالم كرة القدم، فمدربي إيطاليا وإنجلترا وروسيا هم أفضل مثال على ذلك.

فشل برانديلي وكابيلو وروي هودجسون في قيادة إيطاليا وروسيا و إنجلترا إلى تقديم أداء جيد في المونديال البرازيلي والتأهل إلى الدور الثاني، رغم أنّ الثلاثي هم أكثر ثلاثة مدربين تقاضوا رواتب كبيرة خلال بطولة كأس العالم، وخصوصاً إن هذه الأموال لم تشفع لإنجلترا ولا إيطاليا بالخروج من مجموعة الموت التي تصدرها المنتخب الكوستاريكي الذي لا يملك القدرة المالية مثل ما تملكه الاتحادات الرياضية في إيطاليا وإنجلترا وروسيا.

وعلى العكس فإن كوستاريكا التي تملك مدرباً يتقاضى حوالي 262 ألف يورو سنوياً، وصل بمنتخبه إلى الدور الربع نهائي عن جدارة واستحقاق، وهذا الراتب هو أقل بـ 26 مرّة من راتب كابيلو السنوي الذي يصل إلى 6.6 مليون يورو سنوياً الذي يتلقاها من الاتحاد الروسي لكرة القدم، الأمر الذي يطرح سؤالاً وجيهاً هل يضمن أغلى مدرب الفوز بالمونديال؟

تختلف الأمور كثيراً بين قيادة فريق وقيادة منتخب إذ إن المدرب الذي يشرف على تدريب فريق في دوري محلي، يستطيع انتداب لاعبين من مختلف الجنسيات وتكوين فريق قوي ومن ثمة الاعتماد على قدراتها التدريبية، لكن مع المنتخبات يبدو الأمر مختلفاً تماماً، إذ إن المدرب  يكون مطالباً بالبحث عن أفضل 23 موهبة لتمثيل المنتخب الوطني.
 
ولم يتغير الأداء الإنجليزي في المونديال البرازيلي فهو ما زال على حاله منذ كأس العالم 2010 بل كان أسوأ خلال المونديال الحالي، الامر الذي يشير إلى أن المشكلة ليست في المدرب فقط بل في النظام الإنجليزي كله، إذ إن الفشل في بطولتي كأس عالم متتاليتين يتحمل مسؤوليتها الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، والراتب الكبير لهودجسون لم يقدم الكثير ولم يحاول إصلاح الثغرات الموجودة في إنجلترا.  



في المقابل الأخر فإن مدرب بلجيكا ويلموتس الذي أخذ منتخبه إلى الدور الربع نهائي يتقاضى حوالي 515 ألف يورو سنوياً، في حين ان ميجيل هيريرا مدرب المكسيك الذي قدم كأس عالم مثالية يتلقى راتباً يصل إلى حوالي 125 ألف يورو سنوياً، لذلك فإن الراتب الكبير لأي مدرب لا يعطيه التفوق على خصمه مهما كان حجمه، كما حصل مع كابيلو الذي أقصاه المنتخب الجزائري الذي يدفع راتبا أقل لمدربه خاليلوزيتش.

ويقود هذا الأمر إلى تكبير حجم المدرب بشكل يتخطى قدرة المنتخب الذي يدربه، حيثُ تذهب الأمور إلى أحداث لا يتوقعها الذي يدفع مثل هذه الرواتب الضخمة، في النهاية يبدو أن برانديلي استحق هذا الراتب الكبير نظراً للنقلة النوعية التي أحدثها داخل المنتخب الإيطالي لكن فشله في المونديال لم يكن متوقعاً، في حين أن كابيلو وهودجسون تلقوا الأموال الطائلة بدون أن يغيروا شيئاً ودون أن يصنعوا تاريخاً مشرفاً لهم.   

المساهمون