تأخذ الإهانة التي تعرّض لها نائب رئيس الجمهورية العراقي، نوري المالكي، في جنوب العراق أبعاداً جديدة، إذا بدا الأخير محاولاً الثأر لنفسه، بعدما حشد أنصاره للرد على الإهانة، وتوعد بتنفيذ "صولة فرسان" جديدة في تلك المحافظات، بينما قلّل مراقبون من قيمة تهديداته، مؤكدين أنّها محاولة لحفظ ماء الوجه.
وواجه المالكي قبل عدّة أيّام احتجاجات واسعة ورشقاً لموكبه بالأحذية والزجاجات الفارغة في محافظتي ذي قار والبصرة، وردد المئات شعارات مهينة تضمنت شتائم واتهامات له بالفساد.
وقال بيان صحافي، أصدره حزب "الدعوة الإسلامية"، الذي يتزعمه المالكي، إنّ "الاعتداء السافر الذي قامت به فئة ضالة خارجة عن القانون مستهدفة القيادات المحلية للحزب في محافظة البصرة وشيوخ العشائر الكريمة والمواطنين الأبرياء العزّل من الرجال والنساء وعائلات الشهداء والمضحّين، يكشف عن خسّة وهمجيّة من اقترفوه".
وبين أنّ "التصرفات التي حاولت هذه المجموعة المستهترة بالقانون والعرف الاجتماعي أن تسيء بها الى الرمز الأول للحزب وأمينه العام والشخصية الوطنية الشجاعة (المالكي)، تعبّر عن خروجها على القيم السياسية والالتزامات القانونية والدستورية وأخلاق العراقيين الأصلاء".
ودعا القوات الأمنية إلى "سد الطريق على أي عصابة مهما كان غطاؤها السياسي من أن تعبث بأمن المواطنين أو تروّعهم أو تبتزهم"، مطالباً الكتل السياسية بـ"اتخاذ موقف حاسم يمنع هذه الممارسة الخارجة على القانون، والتي تعرّض البلاد إلى فتح ثغرات أمام بقايا البعث والإرهابيين، فهي إمّا مع القانون وحفظ الحرمات وإمّا أن تعدّ من المتفرجين الذين لا موقف لهم".
ودعا جميع المنتظمين في صفوفه إلى "التأهب لصولة فرسان ثانية حاسمة، في حال لم تتخذ الجهات المسؤولة إجراءات بهذا الصدد".
من جهته، أعرب "التحالف الوطني"، عن أسفه لحادث "الاعتداء الذي جرى في البصرة ومحافظات أخرى".
وقال التحالف في بيان صحافي، إنّه "يأسف لحادث الاعتداء الذي جرى في محافظة البصرة ومحافظات أخرى، والذي استهدف المواطنين المشاركين في الاحتفال الذي يقيمه الأخوة في حزب الدعوة الإسلامية"، معبراً عن "رفضه التام لهذه الأساليب غير الحضارية والخارجة عن القانون في التعبير عن الرأي".
ودعا الأجهزة الأمنية إلى "تحمل مسؤولياتها في حفظ الأمن وحماية الممتلكات العامة ومقرات الأحزاب ومحاسبة المقصرين وفق القانون".
بدوره، رأى الخبير السياسي، واثق عبد الوهاب، أنّ "المالكي مرّ بموقف محرج ومهين، وأنّ تهديداته هي مجرد محاولة لحفظ ماء وجهه، بين أتباعه".
وقال عبد الوهاب خلال حديثه مع "العربي الجديد" إنّ "المالكي لا يستطيع القيام بأي صولة فرسان أو هجوم أو إجراء أمني على المحافظات والجهات التي أهانته"، مبيناً أنّ "المالكي لا سلطة له على الأجهزة الأمنية والقانونية ولا يستطيع تحريكها من دون الرجوع إلى رئيس الحكومة حيدر العبادي".
وأشار إلى أنّ "التأثير الواضح لهذه الحادثة سيكون على وحدة التحالف الوطني"، مبيناً أنّ "المالكي وجه أصابع الاتهام إلى أتباع الصدر، الأمر الذي سيعقد التوافق بين الطرفين، وبالتالي سيكون لذلك تأثير سلبي على وحدتهما في التحالف الوطني".