الماراثون النسائي الأول في السعودية يثير الجدل على مواقع التواصل

05 مارس 2018
(تويتر)
+ الخط -

شهدت السعودية تنظيم أول ماراثون نسائي، شاركت به 1500 سيدة وفتاة، في مدينة الإحساء، تحت رعاية مستشفى الموسى التخصصي، وبالتعاون مع الهيئة العامة للرياضة وهيئة الترفيه.

وفازت السعودية مزنة نصار، بالمركز الأول، في حين شغلت المراكز التالية نساء وافدات من جنسيات مختلفة، بعد اختتام الفعالية يوم السبت، وكانت جميع المشاركات يرتدين العباءة والحجاب، بسبب الشروط التي وضعتها اللجنة المنظمة، والتي تتعلق بالالتزام باللباس الشرعي.

وأثارت الفعالية الأولى من نوعها جدلًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وتفاعل معها الناس من خلال وسم #الإحساء_تركض، إذ انتقدها البعض باعتبارها ظاهرة غريبة على المجتمع السعودي، في حين أشاد بها آخرون كونها خطوة جديدة في مجال تمكين المرأة في السعودية، ومنحها حقًا حرمت منه خلال سنوات عديدة.

وغرد محمد الجاسم، يشكر منظمي الماراثون، لتسليطهم الضوء على أهمية الرياضة في حياة النساء، وقال: "شكرًا لمنظمي الفعالية الرائعة، التي تعزز الوعي بأهمية اللياقة البدنية، من خلال المنافسة، وأتمنى أن يكرر أكثر من مرة في العام" في حين كتبت واريورز جوري: "نعم، النساء يركضن، وماذا في ذلك! عليكم أن تفهموا أكثر معنى الحياة".



وحاولت أميرة المطيري تسليط الضوء على الخلل في النظام الاجتماعي والأخلاقي في المملكة، والتركيز على قمع المرأة مع التجاهل الكامل لمعاناتها، وقالت: "نساء محجبات ومحتشمات يمارسن رياضة بدنيه مفيدة ومهمة ما الجرم الذي تتحدثون عنه؟ هناك ملايين الجرائم تستدعي حديثكم هناك نساء معضولات تقدم بهن العمر ولم تلتفتوا لهن، هناك معنفات ومطلقات لا يجدن المعين على نوائب الدهر، أين أنتم عنهن؟ أم لا يلتفت شعبنا الكريم إلا للزلة"؟

كذلك أشاد البعض بالغاية الصحية التي نظم من أجلها الماراثون، إلا أنهم اعترضوا على تصويره على شاشات التلفاز، ومشاهدة الرجال للنسوة اللواتي يركضن، إذ كتبت عهود العتيبي: "لا أعتقد أن الرياضة تتطلب أن يقام ماراثون النساء أمام الرجال أو حتى كاميرات التصوير، ما دام أن الهدف رياضي، كان من الجميل أن يكون نسائياً حتى تتمكن المشاركات من أخذ حريتهن من دون عباءة أو نقاب حتى تتنفس جيداً مع الركض، وتستطيع شرب الماء بسهولة".

بالمقابل لاقى الماراثون استياء كبيرًا بين المغردين السعوديين، على وجه التحديد، إذ وصفه بعضهم بالخطوة الأولى نحو انهيار أخلاقي في مجتمع المملكة، باعتباره مخالفًا للشرع، ولا يطابق معايير الحشمة، التي تتعلق بمكانة المرأة السعودية، في حين اعتبره البعض تشبهًا بالغرب، وخيانة للتقاليد السعودية، حيث غردت مزنة المبارك: "في السعي بين الصفا والمروة منعت المرأة أن تركض بين العلمين كما يفعل الرجال حفاظاً عليها وابتغاء حشمتها. فما بالهم يريدون منها أن تركض في الشوارع!! ياضيعة الأمم".

في حين غردت صفحة "سعوديات ضد الإسقاط" متهمة منظمي الماراثون بعدم احترام المرأة السعودية، واستغلالها لأغراض سياسية، وقالت: "ما بين إرضاء المجتمع والترويج للتبعية الغربية لم يوفق القائمون ع #الاحساء_تركض المنظمون بمستشفى الموسى، الفعالية لا تليق بمجتمعنا ولا تقدر مكانة واحترام خصوصية #المرأة السعودية، إن كانت تهمكم المرأة فلماذا لم يتم إقامته بميدان مغلق بتنظيم نسائي متكامل، أم أنكم لا تثقون بالمرأة السعودية"؟

واتهم بعض السعوديين وسائل الإعلام، بالتآمر على الشعب السعودي، بغية تشويه سمعته، مؤكدين أن السعوديات لا يمكن أن يشاركن في فعاليات مهينة، بحسب وصفهم، حيث كتب نوير الفهري: "أغلب المشاركات مجنسات يخرجهن الإعلام باسم (سعوديات)" وقالت أم رياض: "تركض أو تطير على بساط الريح معروف الهدف وهو إيهام المجتمع السعودي بأن هذه المرأة السعودية، وهي في الحقيقة دخيلة ومدسوسة في المجتمع لإفساده بعدما عجزوا من النيل منها، المرأة السعودية الحمدلله محافظة على دينها ومستحيل تشارك في مثل هذه التفاهات أو ترمي نفسها في الوحل".

المساهمون