نظمت تيارات سياسية معارضة لحكومة رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، اليوم الخميس، تظاهرة في وسط الخرطوم تطالب بسقوط الحكومة وباستلام الجيش السلطة في البلاد.
وتجمّع المئات من شوارع متفرقة في وسط الخرطوم بنية الوصول إلى قيادة الجيش السوداني وتسليمها مذكرة لتفويض الجيش باستلام السلطة اعتقاداً منهم بفشل الحكومة في حلحلة الأزمات في البلاد، وفي مقدمتها الضائقة المعيشية وغلاء الأسعار.
وكان الجيش قد استبق التظاهرة، في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، بإغلاق الطرق المؤدية إلى محيط قيادته، ما خلق اختناقاً مرورياً وشللاً في منطقة وسط الخرطوم.
وردّد المتظاهرون شعارات مطالبة بسقوط حمدوك، وتمجّد الجيش وتحثه على التدخل، من دون أي ردة فعل من الأخير، الذي اكتفى بمراقبة الموقف ووضع الحواجز الإسمنتية أمام مقرّ قيادته، فيما انتشرت قوات من الشرطة في عدد من الشوارع القريبة.
وأطلقت الشرطة في وقت لاحق الغاز المسيل للدموع باتجاه تجمع لمعارضي الحكومة بمنطقة بري، شرق الخرطوم، بالقرب من مقر قيادة الجيش، قبل أن يشتبك المتظاهرون مع شبان مؤيدين للثورة السودانية، منعوا المتظاهرين من الوصول للأحياء القريبة بعد مطاردتهم من قبل الشرطة. ولم ترد تقارير حتى الآن عن وقوع إصابات.
وشجعت تصريحات سابقة للقائد العام للجيش رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان بأن الجيش "رهن إشارة الشعب"، خروج تظاهرات مختلفة من مدن السودان وصلت إلى مقار المناطق العسكرية.
ودخل السودان منذ عام في مرحلة انتقالية بشراكة بين المدنيين والعسكر، لكن تلك الشراكة تعتريها خلافات مستمرة بين الجانبين، آخرها حول مصير الشركات الاقتصادية التابعة للجيش، والتي يطالب عدد من قوى تحالف "الحرية والتغيير" بإيلائها لوزارة المالية.
في غضون ذلك، تتكتم الأوساط الحكومية على لقاء أفادت تقارير صحافية بأنه جرى في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بين رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ورئيس "الحركة الشعبية" - قطاع الشمال عبد العزيز الحلو، بعد تعثر مفاوضات بينه وبين وفد حكومي في مدينة جوبا، ولم تصدر أي من الجهات الحكومية تعليقاً بشأن اللقاء أو نفي حصوله.
ويشترط الحلو للعودة إلى التفاوض إبعاد رئيس الوفد الحكومي نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو عن رئاسة الوفد، بعد اتهامه بعدم الحيادية، كما يشترط الحلو للتوقيع على اتفاق سلام شامل، تطبيق النظام العلماني في البلاد.
والإثنين الماضي، وقّعت الحكومة السودانية اتفاقاً مع تحالف "الجبهة الثورية لتحقيق السلام" في كلّ من دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، وقد وجد الاتفاق ترحيباً من العديد من الدول والمنظمات الدولية.