واعتبر المكلف بالإعلام في مؤتمر حركة "النهضة"، أسامة الصغير، في حديث لـ"العربي الجديد" أن النتائج التي حصلوا عليها تعد إثباتاً على أن "النهضة" موحدة حول اختيارات قياداتها، بحيث حصدت هذه القرارات المتخذة خلال الفترة الماضية موافقة غالبية ساحقة داخل المؤتمر، وتمثل محل وفاق داخلي بما حملته من محطات هامة على غرار الحوار الوطني والقبول بمغادرة الحكم ومن ثمّ الائتلاف مع حركة "نداء تونس"، والتنازل عن الموقع الأول في البرلمان، وفي الحكم على الرغم من أن الواقع يتيحه.
وبين الصغير أن المؤتمرين قالوا كلمتهم وصادقوا على اللائحة الأدبية التي قدمها رئيس الحركة راشد الغنوشي، مضيفاً أن الرافضين لهذه القرارات والذين بلغ عددهم 100 رافض للتقرير، بالإضافة إلى 38 متحفظاً يعتبرون دليلاً على التنوع داخل الحزب، وتعبيراً عن عدم الرضا لهذه القرارات في إطار الأطر الديمقراطية والمؤسسات.
وفسر مواقف الرافضين والمحتفظين بأسباب عدة، أبرزها أن الحركة تعيش حركية داخلها بوجود معارضين داخلها ممن يرفضون بعض الخيارات والاختيارات. وأشار إلى أن هناك نقاشات طويلة وعدة مراحل سبقت المؤتمر، بحيث عقد ما يقارب 273 مؤتمراً محلياً نوقشت فيها أهم المسائل المفصلية، ولكن سياسياً هناك مصادقة واسعة وعريضة على المنهج السياسي الذي اختارته حركة "النهضة" طيلة الفترة الماضية.
وتتواصل أشغال مؤتمر حركة "النهضة" العاشر، بحيث عرض في وقت سابق اليوم التقرير المالي للحركة حول مداخيلها ومصاريفها خلال الفترة الماضية من المؤتمر التاسع حتى المؤتمر العاشر، وقدمت رئاسة الحركة تقريرها المالي ليتم انتخاب لجنة من المؤتمرين مهمتهم التدقيق فيه والتثبت من المعاملات المالية للحزب خلال الفترة الممتدة منذ سنة 2012 إلى غاية المؤتمر. ورجح المكلف بالإعلام في الحركة أن يتم التصويت على اللائحة السياسية والفكرية صبيحة يوم غد، مبرزاً أن المحطة الأصعب ستكون المصادقة على القانون الأساسي وفتح الترشحات لمؤسسات الحركة في مقدمتها رئاسة الحركة ومجلس شوراها.
وقال القيادي في حركة "النهضة"، عبدالحميد الجلاصي، لـ"العربي الجديد"، إن الحركة بطبيعتها متجددة، وإن تونس في حاجة إليها، مبيناً أنه لا نية له في الاستقالة من "النهضة"، وهي مشروع جماعي وديمقراطي تدور فيها عديد النقاشات.
وأوضح الجلاصي، أنه لا وجود حالياً لخلافات عميقة داخل الحركة، وأن القضايا داخل المؤتمر تبدو واضحة. وحول ترشحه لرئاسة الحركة، أفاد الجلاصي أن باب الترشيحات لم يفتح بعد.