الليرة التركية تربك سوق العقارات وتنعش السياحة

13 اغسطس 2018
تركيا تجذب مزيداً من السياح (فرانس برس)
+ الخط -

شهد سوق العقارات في تركيا حيرة وارتباكاً واضحين، في ظل تهاوي العملة المحلية أمام الدولار، ما دفع المشترين إلى ترقب الأوضاع قبل اتخاذ القرار النهائي، في حين انعكس تراجع الليرة إيجاباً على السياحة التركية، لتستفيد من تراجع العملة وتجذب مزيداً من السياح العرب والأجانب. 

ومن جانبه يقول مدير مكتب ريماس للعقارات علي يلماظ لـ"العربي الجديد": إن "أسعار العقارات أصبحت مغرية للشراء، فالمنزل الذي كان سعره قبل أسبوع بقيمة 50 ألف دولار بات سعره اليوم نحو 35 ألف دولار، لأن السعر يقوّم بالعملة المحلية التي تهاوت قيمتها بشكل متسارع".

ويضيف يلماظ أن أكثر المناطق التي قد تشهد رواجا بيلك دوزو وأسينورت وأفجولار، بسبب زيادة عرض الشقق وتدني الأسعار، إذ يتراوح سعر المنزل بمساحة 120 متراً مربعاً، بين 80 و100 ألف دولار. وتوقع صاحب الشركة العقارية إقبالاً على شراء العقارات إن زاد تراجع سعر صرف.

وساهم عدد من العوامل الجاذبة ومنها الثقة بالاقتصاد التركي في ارتفاع معدل تملّك غير الأتراك، وعلى رأسهم العرب، للعقارات في تركيا، خلال السنوات الماضية، التي سجلت ارتفاعا بنسبة 22.2% خلال عام 2017، مقارنة بعام 2016، بحسب بيانات هيئة الإحصاء التركية.

فقد اشترى الأجانب العام الماضي، 22 ألفاً و234 منزلاً، وتصدّر العراقيون القائمة، ثم السعوديون، فالكويتيون، وجاء الروس في المركز الرابع، وبعدهم الأفغان، وجاء في مراتب تالية القطريون والإماراتيون والأردنيون والمصريون.

وبالنسبة للسياحة، يقول مدير شركة جاكوار السياحية في إسطنبول، أنور أوغلو: "سيزيد تراجع سعر صرف الليرة من إقبال السياح العرب، لا سيما الخليجيين، بالإضافة إلى الأجانب، إلى تركيا هذا الصيف، لأن تكاليف الإقامة والرحلات تراجعت تقريباً إلى النصف مقارنة بالعام الماضي.



وتوقع أوغلو أن يزيد عدد السياح هذا العام عن 40 مليون، ولكن قد يتراجع حجم الإنفاق والعائدات التي كانت تعول تركيا هذا العام عليها لتصل إلى نحو 30 مليار دولار.

وحسب إحصائيات رسمية، فقد زادت عائدات السياحة التركية خلال النصف الأول من هذا بنسبة 31% ووصلت إلى نحو 12 مليار دولار، بعد زيارة أكثر من 16 مليون سائح بارتفاع أعدادهم بنسبة 30.4% مقارنة مع العام الماضي.

في السياق ذاته، زادت شركة "توماس كوك" السياحية الألمانية عدد مقاعد رحلاتها الجوية إلى تركيا، في ظل الإقبال المتزايد من السياح الألمان.

وقال مسؤولون في "توماس كوك"، إحدى الشركات الرائدة بقطاع السياحة في ألمانيا، إن تركيا في مقدمة الدول التي يفضلها الألمان هذا الصيف لقضاء عطلة، إلى جانب إسبانيا واليونان. وأوضح مسؤولو الشركة أنهم زادوا عدد مقاعدهم في رحلات الطيران لنقل السياح إلى تركيا، بمعدل 25 ألف مقعد لموسم الصيف، و6 آلاف للخريف.

وحول أسباب تفضيل الألمان تركيا كوجهة سياحية، أشار مسؤولو الشركة إلى أن حسن الضيافة والخدمات المميزة تشكل عامل جذب للسياح الألمان، فضلاً عن ارتفاع سعر اليورو أمام الليرة التركية أخيراً.

وخلال النصف الأول من العام الحالي، زاد عدد السياح القادمين من ألمانيا إلى تركيا، 10%، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وبلغ مليوناً و560 ألفاً و251 شخصاً. ويحتل الألمان المرتبة الثانية بين السياح الذين يقصدون تركيا، بعد الروس.