ويسعى الليبيون إلى تفادي تداعيات الاشتباكات الدائرة في بلدهم، بالهرب إلى مدن تونسية سواء القريبة من الحدود في الجنوب التونسي، أو التوجه نحو العاصمة لقضاء إجازات مطوّلة.
وسجلت الجمارك التونسية زيادة ملحوظة في عدد السيارات والمسافرين الوافدين من ليبيا، مباشرة بعد هدنة عيد الأضحى، بحسب ما أكده الناطق الرسمي باسم الديوانة التونسية العميد هيثم زناد.
وقال زناد لـ"العربي الجديد"، إنّ المعدل اليومي للمسافرين الذين يعبرون الحدود عبر البوابة الحدودية برأس الجدير خلال الأيام الثلاثة التي تلت عيد الأضحى يقدر بـ4 آلاف مسافر و1500 سيارة و200 شاحنة تجارية، مقابل معدل يومي يتراوح بين 1500 و2000 مسافر يومياً في الفترات العادية.
وأضاف أن معدل المغادرين الليبيين في هذه الفترة لا يتعدى 2000 مسافر و700 سيارة، أي ما يؤكد بقاء نصف الوافدين في تونس بحسب تأكيده.
ويهرب الليبيون إلى تونس بحثاً عن الهدوء، وخوفاً من تداعيات الحرب في محاور القتال جنوب العاصمة الليبية طرابلس، بعد تجدّدها الثلاثاء عقب انقضاء مدة هدنة "العيد"، التي دعت إليها البعثة الأممية في ليبيا، وسط مساعٍ دولية لتمديد مدة الهدنة، ورفض قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر الحلّ السياسي، وتمسكه باستمرار الحرب على طرابلس.
وخلّفت معركة حفتر على طرابلس، التي أطلقها في الرابع من إبريل/ نيسان الماضي، أكثر من ألف قتيل وأكثر من 5500 جريح، وفق منظمة الصحة العالمية.
وتمثل تونس مناخاً آمناً لليبيين الذين يأتون إليها لأغراض سياحية أو الاستشفاء وهرباً من الحرب، بالرغم من ساعات الانتظار الطويلة التي يقضيها المسافرون في الطوابير عند البوابات الحدودية.
وأعلنت البعثة الأممية في ليبيا أنها تسعى "لتحويل ما تم إنجازه في فترة التهدئة إلى وقف دائم لإطلاق النار"، مبديةً ترحيبها بالإعلانات الصادرة عن المجتمع الدولي بدعم الهدنة.
ودعت البعثة، في بيانها الأربعاء، المجتمع الدولي لتوفير ضمانات لوقف دائم لإطلاق النار والدعوة للامتثال لحظر التسليح، وجددت دعوتها لعقد ملتقى دولي بشأن ليبيا لتقريب وجهات النظر الدولية.