ويحرص القائمون على المؤتمر، الذي بات بمثابة واحد من الطقوس الدورية الثابتة للعاصمة الأميركية؛ أن يعكس مدى تأييد أنصار اللوبي في مختلف القطاعات للغرض الرئيسي الذي يشكل سبب وجوده: "تعزيز وتمتين العلاقات التي تربط أميركا بإسرائيل".
وكالعادة أيضاً، يأتي على رأس المشاركين الذين بلغوا أكثر من 14 ألفاً، من بينهم حوالي أربعة آلاف طالب من كافة الولايات؛ رموز عديدة من الطبقة السياسية. وبالتحديد من الكونغرس، الذي سيتحدث في هذه المناسبة 34 من أعضائه، من مجلسي الشيوخ والنواب، ومن الحزبين الجمهوري والديمقراطي؛ فضلا عن المشاركين منهم وبالمئات في المؤتمر وندواته وحفله الختامي الكبير.
حشد واسع يأتي في إطار عملية جردة حساب ويراد به إظهار قوة اللوبي في الكونغرس، الذي اعتمد عليه السنة الماضية لزيادة الدعم السياسي والمساعدات المالية لإسرائيل والذي يزمع مواصلة الاعتماد عليه في السنة القادمة، لتحقيق الأغراض نفسها.
وجرياً على المألوف، تجود قريحة خطباء الكونغرس في هذه المناسبة بمفردات الإطراء على إسرائيل من خلال تكرار الإسطوانة ذاتها التي تمتدح "ديمقراطيتها الوحيدة" في المنطقة والتي تشيد بالحليف "الموثوق"، الذي يدين بنفس "القيم" المشتركة مع أميركا وإلى آخر المعزوفة التي لا تخلو من نكهة رخص سياسي انتخابي.
وقد انضم هذه المرة مايك بينس، نائب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى الجوقة حيث ألقى خطاباً في افتتاح المؤتمر، أغدق فيه على إسرائيل بالتطمينات؛ سواء لناحية منع إيران من حيازة السلاح النووي، أو لناحية التزام إدارة ترامب غير القابل للبحث بـ"الدفاع" عنها، مع الوعد بالعمل على تحقيق سلام "عادل ومنصف" مع الفلسطينيين من دون ذكر حل الدولتين.
وهو اللحن ذاته الذي عزفته الإدارات السابقة. وفي هذا الصدد، لم يفت نائب الرئيس التذكير بأن موضوع نقل السفارة الأميركية إلى القدس ما زال قائماً. وتجدر الإشارة هنا إلى ما يتردد بأن تجميد هذا النقل مرهون بمدى استجابة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، لما ستعرضه عليه إدارة ترامب خلال زيارته لواشنطن منتصف إبريل/ نيسان القادم.
كما يشار إلى أن الإدارة اكتفت بمشاركة نائب الرئيس وسفيرة واشنطن في الأمم المتحدة، نيكي هايلي، التي ستلقي كلمتها في المؤتمر مساء اليوم. وقد غاب وزير الخارجية، ريكس تيلرسون، عن قائمة المتحدثين، خلافاً لما جرت عليه العادة في معظم المؤتمرات السابقة. ولم يكن لافتاً غياب الرئيس ترامب عن الحدث، لأن الرؤساء نادراً ما يتحدثون في هذه المناسبة. الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، كان آخرهم في عام 2012.