تحتفل العائلات الجزائرية في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك بما يسمى بـ"اللمة الكبرى" أو "لمة نهاية رمضان"، وذلك لتوديع الشهر الفضيل، فضلا عن تنظيم احتفالات ختان الأطفال وتكريم حفظة القرآن الكريم.
ولتجديد التراحم بين الأسر، تحيي العائلات في عديد من المناطق الجزائرية هذه الأيام المباركة بتنظيم إفطار عائلي يضم كل أفراد الأسرة الكبيرة، يكون مقره في البيت العائلي الكبير أو كما يسمى باللهجة الشعبية "الدار الكبرى"، حسب ما تقول السيدة أم هاني لـ"العربي الجديد".
وتعتبر السيدة أن "تنظيم اللمة الكبرى في بيت الجد والجدة طقس جميل يحن له الوالدان، حتى يسترجع البيت الكبير وهجه السابق والنور والحركة والفرحة أيضاً بفضل الأبناء والأحفاد"، مضيفة أن هذا الاحتفال تتخلله أجواء من الحميمية والفرحة التي تميّزه عن الأيام العادية وحتى الأيام الأولى من الشهر الكريم، كما أنه يقرّب البعيد ويمسح الشحناء بين أفراد العائلة ويقوي أواصر الترابط بين الأبناء.
وتعتبر الأيام الأخيرة من شهر رمضان فرصة لاجتماع أفراد الأسرة على مائدة طعام واحدة، بحسب قول محمد آكلي، لـ"العربي الجديد"، بحيث تهدف إلى تجديد النية الصادقة على التراحم والتكافل والتلاحم بين أفراد البيت الواحد، بعدما فرّقتهم ظروف الحياة العصرية وطغيان التكنولوجيا على العلاقات الأسرية، وهو ما يميز الشهر الفضيل الذي يجدد ذلك التواصل الذي تفتقده العديد من الأسر في الوقت الراهن.
وفي المقابل، تتشبث العائلات الجزائرية بعادة توارثتها من جيل إلى جيل خلال ليلة السابع والعشرين من رمضان، بحيث تحتفل بختان الأطفال، وتنظيم حفل كبير يسمى بـ"حنة الطهارة"، وتقوم الجدة بربط الحناء في يدي الطفل الصغير الذي زينته والدته بلباس تقليدي أبيض وطربوش أحمر.
كما تنظم العديد من الجمعيات الخيرية في ليلة السابع والعشرين من رمضان احتفالات ختان جماعي لفائدة الأسر الفقيرة والمعوزة وإدخال البهجة والسرور إلى قلوبهم خلال هذه الأيام المباركة.
ويقول عمار بهناس إنه رغم اختلاف تحري ليلة القدر في الليالي العشر لشهر رمضان، إلا أن ليلة السابع والعشرين منه تعتبر في المخيال الاجتماعي الجزائري الليلة المباركة لارتباطها بنزول القرآن الكريم، حيث يتم توزيع الجوائز على حفظة القرآن الكريم في مختلف مساجد الجزائر وتحفيزهم على مواصلة ذلك في سائر الأيام.