فاز تشيلسي على الجميع، بعد التحول إلى 3-4-3 التي تصبح 3-5-2 في معظم الأحيان، لكنه عانى بعض الشيء أمام توتنهام في مباراة الذهاب بستامفورد بريدج، حينما تفوق عليه بالشوط الأول نتيجة لعبة الضغط التي اتبعها بوكيتينو، ليحرم هجوم تشيلسي من وسطه، ويعزل الدفاع عن بقية الخطوط، لكن نجح أصحاب الأرض في العودة نتيجة فارق المهارات واستحالة تطبيق هذه الاستراتيجية المرهقة طوال التسعين دقيقة.
الخطة المثالية
حتى أمام السيتي في ملعب الاتحاد، عانى المتصدر خلال أول 60 دقيقة، نتيجة المهمة الهجومية للسيتي عن طريق دي بروين وسيلفا، بصعود البلجيكي في أنصاف المسافات على اليمين، وصناعته لجبهة هجومية قوية رفقة نافاس، بينما يحصل ساني على الحرية الكاملة يسارا بدعم من كولاروف، ليدخل سيلفا إلى العمق ويقوم بدور لاعب الوسط الثالث رفقة ثنائي الارتكاز، مما أعطى الفريق الآخر في مدينة مانشستر تفوقا واضحا على الرواق الجانبي بالتحديد على حافة منطقة الجزاء.
وخلال مباراة الوايت هارت بين توتنهام وتشيلسي، استفاد ماوريسيو من الخسارة السابقة ولم يغامر بالضغط مبكرا، بل لعب بخطة 3-4-2-1 مع دفاع متوسط بالقرب من خط المنتصف، لا قرارات هجومية صادمة ولا عودة دفاعية مبالغ فيها، فقط رغب الأرجنتيني في التوازن الذي جلبه لاعبوه خلال البدايات، ليتم امتصاص حماسة قطار الانتصارات، ومن ثم تبدأ المهمة الأخرى باللعب على نقاط ضعف صاحب المركز الأول.
رغم عبقرية خطة تشيلسي الحالية، إلا أن كل طريقة بها نقاط ضعف مهما بلغ تكاملها، لذلك هناك فراغات متاحة بين قلب الدفاع والظهير، بالإضافة إلى وجود مساحات شاغرة أمام الظهير المتقدم وخلف الجناح الذي يلعب أكثر في نصف ملعب الخصم، أي أن المسافة بين موسيس وبيدرو ليست بالقليلة، كذلك يوجد خلل بسيط بين الثنائي كاهيل وألونسو في القنوات الدفاعية الشاغرة على أطراف صندوق العمليات.
القنوات الدفاعية
نجح توتنهام في التفوق أولا عن طريق تحريك موسى ديمبلي إلى اليسار قليلا، من أجل خلق التفوق العددي بمقدار 2 ضد 1، ديمبلي رفقة روز أمام موسيس، كل هذا من أجل إجبار بيدرو على ترك المنتصف والتحول إلى الرواق، وتشتيت انتباه كانتي مما يؤدي إلى خلخلة العمق بعض الشيء، وهو المطلوب إثباته لنقل اللعب بشكل مفاجئ إلى الجانب الآخر دون سابق إنذار.
من اليسار إلى اليمين حيث يتواجد الثنائي والكر وإريكسن، يتحرك الدنماركي في، وبين الخطوط، يستلم الكرة داخل أنصاف المسافات بين كاهيل وألونسو، ويبدأ صناعة الهجمة دون قلق، بسبب تركيز خط وسط تشيلسي "كانتي وماتيتش" على تحركات ديمبلي العرضية، ومرافقته للظهير المتقدم روز يسارا، ليسجل الفريق بنفس الطريقة نتيجة خلق الفراغ اللازم لتمريرات إريكسن بعيدا عن الكثافة العددية.
قام وانياما بالألعاب "القذرة" في هذه المباراة، أي أنه دخل في صراع بدني رهيب أمام كانتي وماتيتش، وأجبر ثنائي تشيلسي على الخروج بعيدا عن الارتكاز في أكثر من مناسبة، بالإضافة إلى مهارة ديمبلي في جذب وسط البلوز إلى خارج العمق، ليكون العمل الهجومي بالكامل فيما بعد بين أقدام هذا الثلاثي، هاري كين، ديلي آلي، وإريكسن.
ثلاثي الهجوم
تكمن قيمة كين في تحركاته المستمرة خارج منطقة الجزاء، هو هداف كلاسيكي بداخلها لكنه لا يهتم فقط بالتسجيل، بل يسحب المدافعين بعيدا عن المنطقة باستمرار، ويتحول إلى لاعب وسط هجومي بالتبادل مع صانع اللعب إريكسن، الزميل الذي يسير عكس أقرانه، لأنه يهرب من العمق إلى الطرف دائما، حتى يصنع العرضية القطرية أمام مرمى تشيلسي.
مع كل هذا العمل التكتيكي، لا غرابة أبدا من تسجيل ديلي آلي هدفي القمة، لأن الإنكليزي الشاب بارع بشدة في خلق الفراغات دون الكرة، لأنه يتحرك باستمرار بشكل فوضوي، يمينا يسارا ثم في الخلف وإلى الأمام، وفجأة تشعر وكأنه بداخل الشباك، مثله مثل توماس موللر مع منتخب ألمانيا وبايرن ميونخ.
لا يزال المشوار طويلا نحو اللقب، يعرف كونتي ذلك بكل تأكيد لكنه الأقرب مقارنة بغيره، خصوصا أنه يبتعد بفارق مريح حتى الآن عن الباقين، مع تعثر المنافسين باستثناء اليونايتد في الجولات السابقة، ليبقى كل شيء في الملعب، ربما على الورق فقط في انتظار المواجهات القادمة لوضع النقاط فوق الحروف.