كاد عدد رجال الأمن والجيش اللبناني أن يتجاوز عدد المصلين في مساجد لبنان، في اليوم الأول من عيد الفطر المبارك.
وخضع المصلون لتفتيش دقيق من قبل العناصر الأمنية، لا سيما في مساجد العاصمة، ولم تقتصر هذه الإجراءات على عناصر الأمن الرسمية، فقد شهدت ضاحية بيروت الجنوبية ومناطق واسعة في البقاع الشمالي على حدود لبنان مع سورية إجراءات أمنية غير مسبوقة، نفذها المئات من عناصر "حزب الله"، بدأت في الليالي العشر الأواخر من شهر رمضان وبلغت ذروتها ليلة العيد.
ولم تعق الحواجز الثابتة والمتحركة لعناصر الحزب حركة التسوق في الضاحية، وساهم عناصر شرطة البلدية في تنظيم السير على الطرقات.
خطب ترفض الأمن الذاتي
مفتي الجمهورية، عبد اللطيف دريان، حذّر في خطبة العيد من تحول البلاد إلى "حكم شريعة الغاب بعد انتشار مظاهر الأمن الذاتي في المناطق". ودعا إلى النأي بالنفس قدر الإمكان عن أزمات الجوار"، منتقداً "التداخل الذي حدث مع الجوار المشتعل، فاستجلب النار التي أراد مكافحتها".
وأكد دريان أن "الجيش نجح إلى حد كبير في ضبطِ المشهد، وفي مكافحةِ الشظايا الآتيةِ مِن الجِوار. لكننا لم نعِن قواتنا العسكرية والأمنية كثيراً في ظل هذا التعطل الذي أصاب الحياة السياسية بغِيابِ رأسِ الدولة، ومحدودِيةِ عملِ الحكومةِ ومجلسِ النواب، إلى جانب الخمول والجمود الذي أصاب الحياة الاقتصادية". ورفض دريان الحديث عن "خوف المسيحيين في لبنان، خصوصاً بعد العمليات التي استهدفت بلدة القاع البقاعية".
من جهته، دعا المفتي الجعفري الممتاز، الشيخ أحمد قبلان، إلى تحقيق مصالحة سنية ـ شيعية في المنطقة، مُحذراً من استمرار "الفتنة الكبرى التي نعيشها اليوم".