مؤيد اللافي لـ"العربي الجديد": هذه مشكلة المنتخب الليبيي...ونعتذر للجماهير عن ضياع "الكان"

23 مايو 2019
مؤيد اللافي نجم الكرة الليبية (محمد الجوهري)
+ الخط -
بات اللاعب الليبي مؤيد اللافي أحد أبرز الأسماء التي تسعى مع فريق اتحاد العاصمة الجزائري للتتويج باللقب الثامن في تاريخ النادي بانتظار الجولة الأخيرة من المسابقة.

مؤيد اللافي الذي لم يكمل بعد شهره السادس خلال تجربته الاحترافية في الجزائر، استطاع أن يخطف الأضواء ويسير على نهج تألق اللاعبين الليبيين الذين سبقوه في الدوري الجزائري. "العربي الجديد" التقى بأحد نجوم المنتخب الليبي في حوار تحدث عبره عن طموحاته مع فريقه الحالي، وكشف أسباب إخفاق منتخب الفرسان في التأهل لبطولة أفريقيا "كان" 2019، ونظرته المستقبلية لكرة القدم الليبية فضلاً عن مشواره الاحترافي.

في البداية، كيف تقيّم تجربتك في الدوري الجزائري؟

تجربتي في الملاعب الجزائرية مع اتحاد العاصمة أعتبرها ناجحة، رغم أنها لم تتجاوز خمسة أشهر، بعد فترة من التوقف والابتعاد عن المباريات بسبب الخلاف الذي دار بيني وبين إدارة نادي الشباب السعودي، وما صاحبه من أحداث حتى تمكن وكيل أعمالي من كسب الشكوى التي تقدم بها إلى فيفا، وحصلت على الشرط الجزائي كاملاً من إدارة النادي السعودي. اليوم، ورغم أني لم أكن ضمن المجموعة في صفوف فريق اتحاد العاصمة منذ بداية الموسم، ولم أحظ بفترة كافية من الإعداد البدني، إلا أنني بذلت جهداً كبيراً لاستعادة مستواي وضمان مكاني أساسياً في تشكيلة الفريق، وبالفعل تحقق المراد، وأنا سعيد بالأهداف التي سجلتها أو تلك التي صنعتها في المباريات الأخيرة والتي تعتبر حاسمة من أجل الحصول على لقب الرابطة الجزائرية المحترفة الأولى لكرة القدم. ورغم أنني راض عما قدمته وفخور بالإشادة التي أتلقاها من الجماهير، إلا أنني لم أصل بعد إلى المستوى الحقيقي الذي أطمح له، ولكن القادم سيكون أفضل.

تلقيت العديد من العروض، هل ستغادر فريقك الحالي؟

تلقيت أخيراً عدة عروض من أندية عربية وأخرى أوروبية، عندما أسمع باهتمام هذه الأندية التي ترغب بضمي أو التفاوض معي، فهذا شيء إيجابي، ولكن أنا اليوم ملتزم بعقدي مع اتحاد الجزائر وأعيش فترة رائعة ولا أفكر سوى في تحقيق مزيد من النجاحات برفقة زملائي في الفريق، وتحقيق العلامة الكاملة في ما تبقى من مباريات والفوز بالجولة الأخيرة خارج الديار أمام النادي الرياضي القسنطيني، وبذلك يصبح في رصيدي أول لقب شخصي أحصل عليه خلال مشواري الاحترافي.

اللاعب الليبي سبق أن احترف بالجزائر. كيف يؤثر ذلك على انسجامك هناك في ظل التجارب السابقة؟

أشعر بانسجام كبير في الجزائر وما لمسته طوال المدة الماضية منذ قدومي إلى هنا هو أن الشعبَين الليبي والجزائري متقاربان كثيراً في العادات والتقاليد، وفي أجواء كرة القدم وحتى في الحياة العامة، هم يحبون الليبيين، ونحن دائما ما نبادلهم الشعور نفسه، وما يميز الجمهور الرياضي الجزائري هو أن لديه نظرة إيجابية عن اللاعب الليبي، خصوصا بعد التجارب الناجحة في السابق لعدد من اللاعبين، كان أبرزهم نجم كرة القدم الليبية في خط الدفاع الفقيد الراحل عمر داود رحمه الله الذي فارق الحياة أخيراً إثر حادث أليم، وهو من الأسماء التي تركت بصمتها داخل الملاعب وقدمت عروضاً قوية مع فريق شبيبة القبائل وحاز على مدار موسم ونصف على بطولتي الدوري والكأس ولقب أفضل لاعب محترف بالجزائر موسم 2005 - 2006، أيضا ما زالت تجربة مهاجم المنتخب الليبي محمد زعبية راسخة في عقول الجزائريين بعدما تربع على صدارة هدافي دوري المحترفين الجزائري مع فريق مولودية وهران موسم 2015-2016، لذلك أنا اليوم حريص على مواصلة ما بدأه زملائي ممّن سبقوني، وأطمح لتقديم مستويات تفوق تلك التي قدموها.

وكيف ترى مستوى الدوري الجزائري؟

الحصول على لقب الدوري الجزائري ليس بالأمر السهل؛ فالرابطة المحترفة تعتبر من أصعب البطولات العربية، لأن الفرق جميعها تدخل المباريات وحظوظها متساوية ومن الصعب التكهن بنتيجة أي مباراة حتى وإن كانت تجمع فريقين أحدهما صاحب صدارة والآخر متذيل الترتيب، فستجد الحماس عالياً بين اللاعبين، بالإضافة إلى الضغط الجماهيري، وخصوصاً أن كل الفرق الجزائرية لديها قاعدة جماهيرية.

كلمة لجماهير الاتحاد؟

رغم صعوبة المهمة خلال الموسم الجاري، لا يوجد أمام فريقي اتحاد العاصمة أي خيار سوى تحقيق اللقب الثامن في تاريخ النادي ليكون خير هدية نقدمها لجماهير اتحاد العاصمة التي يعرف صيتها عربياً من بين الأكبر والأفضل، وهي التي كانت رقماً مهماً خلال مشوار الدوري الذي قارب على النهاية. وعلى الصعيد الشخصي، أنا مدين لها بالكثير بعدما قدمت لي كافة أساليب الدعم ووقفت إلى جانبي بمجرد التحاقي بالفريق خلال فترة الانتقالات الشتوية.


ما هي رسالتك لزملائك اللاعبين المحليين في شأن الاحتراف الخارجي؟

في الآونة الأخيرة شهدت الملاعب العربية وجوداً متميزاً لعدد من الأسماء الليبية من الذين يخوضون تجارب الاحتراف، والسر في ذلك هو أن اللاعب الليبي بمجرد خروجه من ليبيا يفكر في ثلاثة أمور: رفع راية بلاده، وتطوير إمكانياته، وتشريف عائلته وجماهيره وناديه الذي يعشقه وتكوّن فيه، لذلك ومن هذا المنطلق، ونظرا للظروف الاستثنائية التي تمر بها ليبيا، ونتمنى أن نتجاوزها قريبا، أدعو جميع زملائي اللاعبين الليبيين إلى ضرورة العمل على الاحتراف وعدم التردد في حال حصولهم على أي عرض خارجي، لأن اللاعب الليبي يملك الموهبة وهو قادر على التألق خارجياً، وهذا ما دفعني أخيراً إلى التواصل مع بعض الأسماء التي يسعى فريق اتحاد العاصمة لضمها في الموسم القادم، وهناك لاعبون ليبيون ما زالوا محط أنظار أندية جزائرية، وأفضّل عدم الكشف عن هذه الأسماء لعدم التشويش على مرحلة المفاوضات.

فلنتحدث عن المنتخب الليبي. ما أسباب إخفاق التأهل لأمم أفريقيا 2019؟

سبق أن قدمت اعتذاراً للجماهير الليبية عن ضياع فرصة تأهل المنتخب الليبي لبطولة أمم أفريقيا المقبلة في مصر، واليوم أجدّد الاعتذار ومن حق كل الليبيين الانتقاد والتعبير عن غضبهم حول هذا الإخفاق، ومع ذلك يجب أن أشير إلى أن الخسارة الأخيرة أمام منتخب جنوب أفريقيا كانت لعدة عوامل، أهمها عدم انسجام اللاعبين المحترفين والتحاقهم ببعثة المنتخب الوطني قبل أيام قليلة من المباراة. ورغم تركيبة المنتخب الحالية المكونة من 9 محترفين بالإضافة إلى جودة اللاعبين المحليين التي تعتبر ممتازة مقارنة بأجيال سابقة، إلا أن ما ينقص هذه المجموعة هو الانسجام، وهذا يعود أولاً لعدم لعب مباريات ودية مع منتخبات قوية خلال آخر سنتين، واقتصرت أغلبية المعسكرات على لعب مباريات ودية أمام فرق تونسية، فضلاً عن الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد وكرة القدم الليبية خاصة؛ الأمر الذي جعلنا نخوض مبارياتنا خارج الديار، وهو ما أثر سلباً على اللاعبين، فلو كانت مباراة جنوب أفريقيا الأخيرة مثلاً على أرض ملعب طرابلس الدولي لاختلفت المعادلة، ويجب أن يدرك الشارع الليبي أن تفوق المنتخبات العربية وتأهلها لبطولات قارية وعالمية ليسا بفضل أحد عشر لاعباً داخل الملعب، بل هما نتاج عمل وتخطيط من قبل المشرفين على هذه المنتخبات.




هل تفضّل المدرب المحلي أم الأجنبي لقيادة المنتخب؟

الآن يجب علينا طيّ صفحة تصفيات الـ"كان 2019" والتفكير في ما هو قادم، وبما أن هناك لجنة جديدة لإدارة المنتخبات، آمل أن يكون الاختيار القادم لمدرب المنتخب الجديد من الأسماء التي تملك تاريخاً كبيراً في عالم كرة القدم وشخصية قوية وفكراً عالياً يقدم من خلاله الإضافة إلى كرة القدم الليبية، وهناك خيارات عدة لمدارس أجنبية، ولكن أدوات النجاح لن تتوفر إلا في حال نُفذت برامج المدرب كاملة ووفرت له الإمكانيات المطلوبة، ذلك لأن المرحلة الماضية، رغم قناعتي بالمدرب المحلي الوطني الذي سبق وقاد المنتخب في عدد من المناسبات، في ظل الضغوطات الكبيرة، لكن يشكّل تحميله المسؤولية وعدم توفير الإمكانيات المطلوبة عائقاً وسبباً لهذا الإخفاق.


هل تجد دعماً من جماهير فريقك السابق؟

نعم وأنا سعيد بالدعم الذي أتلقاه والتفاعل المستمر من الجماهير الليبية عامة وجماهير الأهلي طرابلس بصفة خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي عقب كل مباراة أقدم فيها مستوى جيدًا أو أسجل أهدافًا تكون حاسمة. اليوم أنا فخور لأن تجربتي مع اتحاد العاصمة جعلت الدوري الجزائري يحظى بمتابعة من الجمهور الليبي، وهو ما يحملني مسؤولية أكبر لبذل المزيد من الجهد والعمل على تحقيق أهدافي المتمثلة في حصد الألقاب مع فريقي الحالي أو المستقبلي، كذلك الإسهام مع المنتخب الليبي في تحقيق إنجاز غير مسبوق يتمثل في التأهل للمونديال العالمي القادم الذي تستضيفه قطر 2022، بالإضافة إلى الوجود الدائم في البطولات الأفريقية على مستوى القارة.
دلالات
المساهمون