عبّر لاجئون في ألمانيا عن تضامنهم مع المستشارة أنجيلا ميركل، وفرحوا بانتصار حزبها في الانتخابات البرلمانية العامة التي جرت أمس الأحد، رغم تراجعه ثماني نقاط بالمقارنة مع الانتخابات الماضية، وتصويت كثير من الناخبين الألمان لأحزاب أخرى، بينها اليمين الشعبوي "البديل من أجل ألمانيا"، الذي حلّ ثالثاً.
وقال اللاجئ السوري زياد، الذي وصل إلى البلاد ضمن موجة اللجوء، لـ"العربي الجديد": "نعرف أن سبب خسارة حزب المستشارة ملايين الأصوات يعود إلى تبنيها ملف اللاجئين، تحملت الانتقادات والمناكفات السياسية بسببنا، لذلك نعاهد السيدة ميركل ببذل كل الجهد لتحقيق الاندماج الكامل في المجتمع".
وأضاف "بتنا في مراحل متقدمة من تعلّم اللغة، ونأمل خلال الفترة المقبلة أن نحصل على فرصة عمل كاملة، والاستغناء عن المعونة الاجتماعية التي تقدمها لنا الدولة".
وأوضح صديقه حسين، ابن مدينة حمص، أن "الهم الأساسي لدى اللاجئ، خصوصاً السوري، كان الأمان، ونحن على دراية بأن الشعب الألماني بدا ممتعضاً في الفترة الأخيرة من وجود آلاف الوافدين الجدد من اللاجئين، بسبب مخالفات ارتكبتها أقلية منهم".
وأعرب عن تمنياته بأن يتحلى مؤيدو "المستشارة بالحس الإنساني مثلها، وأن يكونوا منصفين معنا، هم الذين فتحوا لنا منازلهم واستقبلونا بالترحاب، لأننا وصلنا إلى ألمانيا بعد معاناة سنوات، ونحاول إعادة تكوين أنفسنا وتأمين متطلبات حياتنا، للوصول إلى الحد الأدنى من الاستقرار النفسي والمادي".
وقال حسين: "نطلب إعطاءنا الفرصة والمزيد من الوقت، فهناك العديد من الأشخاص الذين ما زالوا يعانون مع تأخير عمليات لمّ الشمل، بعد تعديل قانون اللجوء، العام الماضي، وهم الذين حصلوا على الإقامة الثانوية لمدة سنة، وهذا يعيق الاستقرار"، لافتاً إلى أن الشركات تتفادى توظيف من لديهم إقامة لمدة عام، عدا عن أن كثيرين بحاجة للتأهيل قبل ممارسة أي مهنة.
وعن وصول حزب "البديل من أجل ألمانيا" المناهض للهجرة واللاجئين إلى البرلمان، يرى قريبه أحمد أنه يشعر بالقلق والخوف من أن يلجأ هذا الحزب إلى الضغط على المستشارة وتجييش الرأي العام ضدها، بعد أن باتت له مساحة أكبر في الإعلام للتحريض على الأجانب واللاجئين.
وقال: "أدعو جميع اللاجئين إلى العمل وتطوير أنفسهم لرد الجميل للمستشارة ميركل، ومساعدتها لكي تثبت للآخرين أنها كانت على صواب عندما قررت الوقوف إلى جانبنا، والالتزام بسيادة القانون المعمول به في البلاد لكي ندعمها بكبح جماح اليمين المتطرف، بعد أن أصبح ثالث أكبر كتلة في البرلمان الاتحادي، وعدم خلق ذرائع له لمواجهة قضايانا في البوندستاغ، والحث على تعديل القوانين، وبالتالي التضييق علينا وعلى مستقبل أولادنا في هذا البلد، الذي نكنّ لشعبه كل الامتنان والشكر".
أما زوجته ليلى، فقالت: "يجب أن تكون المستشارة مثالاً لكل مواطن شريف، هي التي تتحلى بالرصانة والهدوء والإنسانية، وهذا ما نقوله لأولادنا يومياً، وأن عليهم الكدّ من أجل تحقيق طموحاتهم، لأن ألمانيا بلد يسمح للفرد بتحقيق ذاته وكيانه المستقل، ونحن ممتنون لها، لأنها حضنتنا بعدما تخلى العالم بأسره عنا".