هربوا من غارات العدو الصهيوني في صفورية إلى كفرمندا ثم إلى سخنين في فلسطين، وبعدها إلى لبنان، حيث استقروا وتزوجوا وأنجبوا أولادهم. وما زالوا يعيشون في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا (جنوب لبنان) حتى اليوم. هذا حال عائلة عثمان.
والحاجة راضية عثمان، من بلدة صفورية، لم تسكن كغيرها من الفلسطينيين الذين لجأوا إلى لبنان في الخيام، فوالدها كان من أصحاب الأملاك والأراضي الزراعية، وكان لديه مضافة للمسافرين الذين يأتون من لبنان، أو من داخل فلسطين. واعتاد استقبال التجار الذين يأتون إلى فلسطين لبيع القماش، وتحديداً من بلدة برجا (إقليم الخروب في لبنان). ومع حلول النكبة وخروج العائلة من فلسطين، استضافتهم عائلة لبنانية بحكم المعرفة القديمة.
كان عمر راضية ست سنوات عندما تركت فلسطين مع عائلتها إبان النكبة. تقول: "لم يكن والدي عاملاً بل مالكاً للأراضي. كنا نملك بساتين زرعت بشتى أنواع الأشجار، كالرمان والتوت والزيتون، إضافة إلى العدس والقمح، على غرار باقي الأراضي. وكنا نملك مناحل لاستخراج العسل. عندما كنت صغيرة، كنت أذهب إلى البستان لأقطف الرمان لأنني أحبه.
وحين كنت أعرب عن رغبة في الذهاب إلى البستان، كانت أمي تخيفني بالغول، فتقول: سيأتي الغول إليك ليأكلك. لكنني لم أكن أستمع إلى كلامها، وأذهب وأقطف رمانة كبيرة". تتابع: "عندي ثلاثة أشقاء وثلاث شقيقات، وكنت الأصغر سناً في البيت. عندما خرجنا من فلسطين، لم نحمل معنا ملابس أو غير ذلك. فقط أغلقنا الباب بالمفتاح وخرجنا".
توضح عثمان: "توجهنا في بداية الأمر إلى بلدة كفرمندا، ومن هناك إلى لبنان بحثاً عن الأمان. بداية، توجهنا إلى الجنوب اللبناني سيراً على الأقدام. ثم تابعنا سيرنا حتى وصلنا إلى بلدة برجا، وكان والدي يعرف بعض تجار الأقمشة واعتاد استضافتهم في المضافة خلال وجودهم في فلسطين، إضافة إلى تجار آخرين. في برجا، مكثنا بعض الوقت وأكرمنا أهل البيت الذي نزلنا في ضيافته. بعدها، شعرنا بالخجل، بعدما مكثنا عندهم مدة ثلاثة أشهر. قررنا الذهاب إلى مدينة طرابلس شمال لبنان، وبقينا هناك نحو سنتين. أخبرونا عن الخيام في مخيم عين الحلوة، فجئنا إلى المخيم وحصلنا على خيمة، لكننا لم نستطع العيش فيها، وعدنا مجدداً إلى بلدة برجا".
اقــرأ أيضاً
تتابع عثمان: "والدي كان مختار بلدة صفورية، ولديه الكثير من الأملاك، وقد جلب معه بعض المال. عاد إلى المخيم وبنى بيتاً من الإسمنت ومصلى قريب من منزلنا". وتقول: "تزوجت وأنا في الثانية عشرة من عمري. كنت صغيرة جداً وكان زوجي تاجراً يبيع القماش في القرى اللبنانية. بعد ذلك، التحق بالعمل الفدائي. أنجبت سبعة صبيان وأربع بنات".
تتحسّر على "كل ما هو جميل. في فلسطين، لم يكن من الممكن أن نجوع، لأننا كنا نعيش من رزقنا. لم أدخل المدرسة لأننا تركنا فلسطين، ولجأنا إلى لبنان. لكنني أذكر أن أبي كان عنده غرف واسعة استأجرها أناس منه، وجعلوها مدرسة للطلاب الكبار في السن". تتابع: "في فلسطين، تركتُ كل ما هو جميل: العز والعيش الهانئ والكرامة. في لبنان، مات أبي وأمي وابني، وعرفنا الذل بعدما كنا أصحاب رزق. ليتني أعود إلى فلسطين... إلى أرضنا ودارنا ورزقنا".
والحاجة راضية عثمان، من بلدة صفورية، لم تسكن كغيرها من الفلسطينيين الذين لجأوا إلى لبنان في الخيام، فوالدها كان من أصحاب الأملاك والأراضي الزراعية، وكان لديه مضافة للمسافرين الذين يأتون من لبنان، أو من داخل فلسطين. واعتاد استقبال التجار الذين يأتون إلى فلسطين لبيع القماش، وتحديداً من بلدة برجا (إقليم الخروب في لبنان). ومع حلول النكبة وخروج العائلة من فلسطين، استضافتهم عائلة لبنانية بحكم المعرفة القديمة.
كان عمر راضية ست سنوات عندما تركت فلسطين مع عائلتها إبان النكبة. تقول: "لم يكن والدي عاملاً بل مالكاً للأراضي. كنا نملك بساتين زرعت بشتى أنواع الأشجار، كالرمان والتوت والزيتون، إضافة إلى العدس والقمح، على غرار باقي الأراضي. وكنا نملك مناحل لاستخراج العسل. عندما كنت صغيرة، كنت أذهب إلى البستان لأقطف الرمان لأنني أحبه.
وحين كنت أعرب عن رغبة في الذهاب إلى البستان، كانت أمي تخيفني بالغول، فتقول: سيأتي الغول إليك ليأكلك. لكنني لم أكن أستمع إلى كلامها، وأذهب وأقطف رمانة كبيرة". تتابع: "عندي ثلاثة أشقاء وثلاث شقيقات، وكنت الأصغر سناً في البيت. عندما خرجنا من فلسطين، لم نحمل معنا ملابس أو غير ذلك. فقط أغلقنا الباب بالمفتاح وخرجنا".
توضح عثمان: "توجهنا في بداية الأمر إلى بلدة كفرمندا، ومن هناك إلى لبنان بحثاً عن الأمان. بداية، توجهنا إلى الجنوب اللبناني سيراً على الأقدام. ثم تابعنا سيرنا حتى وصلنا إلى بلدة برجا، وكان والدي يعرف بعض تجار الأقمشة واعتاد استضافتهم في المضافة خلال وجودهم في فلسطين، إضافة إلى تجار آخرين. في برجا، مكثنا بعض الوقت وأكرمنا أهل البيت الذي نزلنا في ضيافته. بعدها، شعرنا بالخجل، بعدما مكثنا عندهم مدة ثلاثة أشهر. قررنا الذهاب إلى مدينة طرابلس شمال لبنان، وبقينا هناك نحو سنتين. أخبرونا عن الخيام في مخيم عين الحلوة، فجئنا إلى المخيم وحصلنا على خيمة، لكننا لم نستطع العيش فيها، وعدنا مجدداً إلى بلدة برجا".
تتابع عثمان: "والدي كان مختار بلدة صفورية، ولديه الكثير من الأملاك، وقد جلب معه بعض المال. عاد إلى المخيم وبنى بيتاً من الإسمنت ومصلى قريب من منزلنا". وتقول: "تزوجت وأنا في الثانية عشرة من عمري. كنت صغيرة جداً وكان زوجي تاجراً يبيع القماش في القرى اللبنانية. بعد ذلك، التحق بالعمل الفدائي. أنجبت سبعة صبيان وأربع بنات".
تتحسّر على "كل ما هو جميل. في فلسطين، لم يكن من الممكن أن نجوع، لأننا كنا نعيش من رزقنا. لم أدخل المدرسة لأننا تركنا فلسطين، ولجأنا إلى لبنان. لكنني أذكر أن أبي كان عنده غرف واسعة استأجرها أناس منه، وجعلوها مدرسة للطلاب الكبار في السن". تتابع: "في فلسطين، تركتُ كل ما هو جميل: العز والعيش الهانئ والكرامة. في لبنان، مات أبي وأمي وابني، وعرفنا الذل بعدما كنا أصحاب رزق. ليتني أعود إلى فلسطين... إلى أرضنا ودارنا ورزقنا".